إليك قصة قصيرة عن الدراسة في الخارج؛ هي قصة نجاج طالبة عربية مغربية طموحة، حليمة العلوي، التي شقّت طريقها للدراسة في الخارج وسعت لتحقيق حلمها الذي كان يراودها منذ السنة الأولى في دراستها الجامعية. اجتازت حليمة العديد من الصعوبات وواجهت تحديات مختلفة أثرت على شخصيتها ودفعتها لدراسة تخصص إدارة أعمال بجامعة موناش في أستراليا، تعرف عليها عن قرب.
حليمة، لماذا اخترتِ الدراسة في الخارج؟
منذ أن كنت في السنة الأولى لي في الجامعة كنت أحلم باستكمال دراستي العليا في الخارج لرغبتي في الدراسة باللغة الإنجليزية، ذلك لأن نظام التعليم المتّبع في المغرب يعتمد على اللغة الفرنسية، وكنت أود أن أدرس تخصصي باللغة الإنجليزية في الخارج.
ما هي المعايير التي كنتِ تبحثين عنها في اختيارك للجامعة في الخارج؟
كنت أبحث عن الجامعة ذات الترتيب الجيد على مستوى الجامعات، علاوة على أن يكون تخصص ماجستير إدارة الأعمال الذي اخترته يدّرس بصورة احترافية، لذا وقع اختاري على الدراسة في استراليا وعلى وجه الخصوص جامعة مانوش لإني وجدت فيها ضالتي.
أي دي بي كانت لها دورًا في مساعدتك للدراسة للخارج، أخبرينا أكثر عن الخطوات التي سبقت رحلة دراستك؟
لقد لعبت أي دي بي دورًا كبيرًا في نجاحي ووصولي للدراسة في استراليا والقبول في الجامعة، وبفضل مساعدتها تم قبولي من قبل أربع جامعات، فقد مررت بالعديد من الصعوبات منذ بداية تفكيري للدراسة في الخارج وملء الاستمارة وغيرها من الإجراءات لكني وجدت أي دي بي تتابع معي التفاصيل منذ اليوم الأول.
وعلى الرغم من توتري الشديد والضغط العصبي الذي كنت أعاني منه لعدم معرفتي الجامعات التي ستقبل ملفي، ولكن أي دي بي ساعدوني بشكل كبير ولطالما ضغطوا على الجامعات للحصول على رد سريع منها حول استمارة التقديم الخاصة بي، فرغم أنّ الفصل الدراسي يبدأ في شهر شباط/فبراير إلّا أني لم أقم بتقديم ملفي الدراسي للجامعات حتّى شهر تشرين الأول/أكتوبر، وهو الأمر الذي شكّل ضغطاً هائلاً على أعصابي لولا مساعدة آي دي بي.
فقد تواصلت معي أي دي بي وكانت معي خطوة بخطوة منذ تقديم الاستمارة حتى قبولي في الجامعة والحصول على التأشيرة، وطوال هذه الفترة كانت بصحبتي لم تتخلَ عني، على الرغم من العديد من الأحداث وأعياد الميلاد أدّت لتأخري لكن أي دي بي تواصلوا بصورة جدية وشخصية مع المسؤولين لاستعجال أوراقي.
ما هو التخصص الذي وقع عليه اختياركِ وما اسم الجامعة وفي أي بلد؟
اخترت الدراسة في أستراليا لأن اللغة المستخدمة هنا هي اللغة الإنجليزية، كلغة أم، والتي ساعدتني كثيراً للتواصل حول العالم باللغة الإنجليزية، وأن أكون أكثر صلة مع المجتمعات المختلفة، لذا فهي قيّمة للغاية لي ومهمة لي.
اخترت جامعة موناش لإنها من الجامعات ذات التصنيف الجيّد، فهي من أهم 100 جامعة في استراليا ومعروفة بترتيبها العالي لأنها لديها عددًا كبيرًا من الأبحاث السنوية العلمية.
واخترت تخصص ماجستير إدارة الأعمال كوني حاصلة على درجة البكالوريوس في الإدارة وأساسيات دراسة الاقتصاد من المغرب، لذا اخترت دراسة ماجستير إدارة الأعمال والذي يتناول الأساسيات خلال السنة الأولى، لكن في السنة النهائية سيكون لديّ الفرصة للتخصص. حينها أعتقد أنّي ساختار تخصّص تحليل الأعمال.
ما هو الاختلاف بين الدراسة في وطنك والدراسة في الجامعات الدولية؟
هناك العديد من الاختلافات الكبيرة أولًا الدراسة في استراليا بسيطة وغير معقدة.
ثانيًا من أهم المميزات في استراليا أيضًا أنهم يمنحوا الطالب الفرصة أن يعبروا عن ذواتهم بحرية، حيث أن الطالب لا يحضر فقط لمجرد التعليم وحضور المحاضرات، بل يتم منحه فرصة التعليم والفهم والتعبير عن أنفسهم.
كيف هي حياتك الجامعية مع الأساتذة والطلاب؟
حياتي الجامعية هنا مختلفة تمامًا عن حياتي في المغرب، في المغرب كنت أقل تفاعلًا أمّا هنا في استراليا يوجد العديد من الجنسيات وأصبحت أكثر تفاعلًا، علاوة على التنوع الثقافي والتعرف على أساليب مختلفة وخلفيات مختلفة، ممّا أثر كثيرًا علي.
ما هي أصعب مرحلة في التقدم للدراسة في الخارج وكيف تم اجتيازها؟
أصعب مرحلة كانت مرحلة الانتظار لإني لم أكن أعرف بعد هل تم قبولي في الجامعة أم لا، وكانت فترة طويلة للغاية حيث انتظرت 6 أسابيع في ضغط ومع مرور الوقت كان يزداد الضغط عليّ، وخاصة أن الدراسة كانت في شباط/فبراير، لقد كانت أصعب مرحلة، لكن النقطة الأهم في هذه المرحلة أن يكون الطالب مستعدًا ويحرص على الإعداد الجيد لامتحانات القبول.
ولابد أيضًا على كل طالب أن يكون متأكدًا تمامًا أنّ المتطلبات الجامعية في الخارج تقابل كفاءته التعليمية، قبل التسرع للدراسة في الخارج، فلابد التعرف على الشروط وهل ملائمة لما لدي أم لا، اعتبرها نقطة في غاية الأهمية.
هل حصلتِ على دعم مالي وما هي نصائحك للطلاب في تدبير نفقاتهم عند الدراسة في الخارج؟
نعم حصلت على دعم مالي وانصح كل الطلاب لتدبير نفقاتهم بأن يسعوا للحصول على منحة دراسية تلائم تخصصهم وطموحهم، وكلمّا حرص الطالب على الاجتهاد والإعداد الجيد لنفسه كلما حصل على منحة جيدة.
ومن أهم الخطوات الأولى التي يجب على كل طالب إن يحرص عليها هو دفع المستحقات الخاصة باستمارة التقديم مبكرًا، لتفادي التأخر في فرصة قبول طلب الدراسة في الخارج.
هل وجدتِ صعوبة في التأقلم مع المجتمع الجديد؟
بداية كان الأمر به العديد من الصعوبات، أن تكون وحيدًا في بلد لا تعرف فيها أحد أمر يبدو موحشًا، تسبب في بعض الخوف والرهبة لديّ، ولكن مع الطموح والرغبة في الدراسة، واعتبار أن وجودك في هذا المجتمع الجديد جزء من تحقيق هدفك وطموحك الدراسي الذي جئت من أجله، يتغير الأمر ويصعب له متعة الاستكشاف والاجتياز.
لابد على كل طالب أن يكون قادرًا على أن يتفاعل وتخطى الصعوبات وأن يكون مستعدًا للتغيير لإن الإنسان الناجح في حياته هو المستعد للتغيير.
ما هي السمات الشخصية التي تم اكتسابها بعد تجربة للدراسة في الخارج؟
تعلمت أن اعتمد على نفسي بصورة أكبر، وتعلّمت الحرص في ردود الأفعال وقلة الاندفاع، ونجحت أن اتعايش في هذا المجتمع الجديد عليّ كما لو أنني واحدة منهم.
فالناس هنا في مدينة ملبورن ودودين للغاية، وهنا أشير إلى أهمية أن يكون هناك تكاملًا بين الوجهة الدراسية والمدن التي بها، لإنها ستؤثر إيجابيًا على راحة الطالب أثناء فترة دراسته.
أخبرينا عن خطأ تحذرين منه الطلاب عند الدراسة في الخارج
من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثير من الطلاب هو السفر للدراسة في الخارج بمعايير وقواعد مسبقة لديهم، فلكل وجهة دراسية خصائص فريدة ولا ينبغي أن يأتي الطالب متوقعًا أن يجد النظم التعليمية متشابهة، بل عليه أن يدرك أنه في إطار نظام جديد مختلف عما اعتاده، وعليه أن يكون مستعدًا للتأقلم معه. وهذا ما وجدته بكثرة، هناك العديد من الطلاب من يعود لبلده بعد مدة قصيرة بسبب هذا الأمر.
هل تعملين الآن؟ كيف أثرت دراستك في الخارج على حياتك المهنية والوظيفية؟
لا أعمل حاليًا بسبب الظروف والأزمة الحالية التي يمر بها العالم، ولكن بمجرد انتهائها سأبدأ في العمل إلى جانب دراستي، لأني أؤمن بأهمية الخبرة العملية بجانب الدراسة الأكاديمية، فهذا يعزّز من السيرة الذاتية الخاصة بالطالب عند تخرجه، والبلد هنا تمنح الطلاب الدوليين الفرصة للعمل 20 ساعة في الأسبوع.
ما هي الأمور التي سهلت عليكِ المعيشة في الخارج وحدكِ؟
الأمور التي سهلت عليّ الدراسة في الخارج إني أمتلك أساسيات المعيشة الضرورية من حيث الطهي وكيفية إدارة حياتي وشئوني المادية، علاوة على مهارات إدارة الوقت، ومهارة بدء الحديث مع أي شخص، فهذه المهارات من الأمور الضرورية لكي يتعايش الطالب بصورة جيدة مع المجتمع من حوله.
تقييمك لتجربتك ونصائحك العامة لكل الطلاب الذين يسعون للدراسة في الخارج مثلك؟
التجربة ثرية ومفيدة للغاية، من خلالها يتعلّم الطالب الكثير ويكتسب العديد من الصفات الشخصية التي لم يستطع أن يكتسبها في بلده لإنه يكون أكثر اعتمادًا على أهله أثناء تواجده في بلده.
وأنصح جميع الطلاب الذين لديهم حلم الدراسة في الخارج مثلي، بأن يكونوا متأكدين من اختياراتهم والوجهة الدراسية الملائمة ليهم، لإني تعرفت على العديد من الطلاب الذين ندموا على اختيارهم للمرحلة الدراسية هل بكالوريوس أم ماجستير أو ندمانين على الوجهة الدراسية.
اقرأ أيضًا: قصّة نجاح .. حصلتُ على منحتين دراسيتين وأصبحتُ مديرة التسويق الإقليمية في شركة بريطانية