بلا شك ، واحدة من اهم المخـاوف التى تثير الطالب الدولي فى رحلته للدراسة بالخارج ، هو إمكـانية تغلبه على عائق وسيلة المواصلات التى سيستقلها فى طريقه الى جامعته ، او قضـاء مشــاويره فى البلد الجديد الذي سيدرس به..
ويبرز السؤال دائمـا : هل أحتـاج الى سيارة ؟ .. هل يمكن الاعتمـاد كليا على المواصلات العامة بشكـل مريح ؟
الحقيقة أن اجابة هذا السؤال متغيرة وليست ثابتة ، وتعتمد بالأساس على البلد الذي ستدرس به .. ليس كل بلد لديه نفس نظـام المواصلات أو الاسعار أو الطــرق .. لذلك ، لا تتوقع أن تحصــل على اجابة موحدة شافية فى هذا المقـال على سؤالك ..
دعني اشــرح لك أكثــر ..
فى حالة كونك طالبــاً فى الولايات المتحدة الامريكية .. البلاد الضخمة المترامية الاطراف ، يصبــح حصولك على سيــارة ربمــا أكثر راحة وضــرورة .. خصوصاً لو كانت دراستك فى احدى المدن الضخمة مثل شيكاجو ، أو لوس انجلــوس ، أو حتى نيــويورك ..
يُمكنك طبعاً الاستعانة بمترو الانفاق والباصات وغيرها من المواصلات ، ولكنك لن تحصل – حتماً – على خصوصية وهدوء في اداء مشاويرك الهامة .. باعتبار أنه لو فاتتك إحدى المواصلات العامة ، ربما تنتظر وقتاً طويلاً جداً للحصول على غيرها.. ولن يكون في مقدورك الشكوى من اختراق الخصوصية من وقت لآخر في المواصلات العامة والزحام ، باعتبارها مدن عملاقة ، لا تكاد تخلو من موطئ للقدم..
على كل حال ، الطالب العربي محظوظ في هذه النقطة ، باعتبار أنه أصلاً شبه مُعتاد على الزحام الخانق ، الذي تمتاز به أغلب مدن الدول العربية .. ربما لن يشعر بالزحام او التكدس المروري مثل غيره من الطلاب ، وما يترتب عليه من صداع وعصبية وعدم القدرة على التحصيل الدراسي ، وغيرها..
ماذا عن المدن الصغيرة فى الولايات المتحدة ؟ .. هذه أفضل حالاً طبعاً فيما يخص نظام التنقل والمواصلات بها ، فضلاً عن التسوق والترفيه ..
لاستخراج رخصة للقيادة فى الولايات المتحدة ، يجب عليك اجتياز اختبار نظري لتعليمات المرور ، ثم الخضوع لاختبار عملي للقيادة .. في حال امتلاكك لرخصة دولية ، تقل اجراءات اصدار الرخصة ، وتكون أكثر سهولة..
أما فى بريطـانيــا فالأمر يختلف تمـاماً ..
اذا كانت بريطانيا هي وجهتك الدراسية ، فيُمكن القول بلا تردد أنه فى إمكانك إسقاط موضوع اقتناء السيارة من أفكارك وأنت مُطمئن تماماً ..
كطالب مقيم فى المملكة المتحدة ، لن تجد أي صعوبة تُذكر فى التنقل .. سيكون امامك مجموعة من الخيارات الواسعة من وسائل المواصلات ، التى ستساهم فى إيصالك لوجهتك فى الموعد المحدد دون تأخير ..
مترو الأنفاق البريطاني العريق .. باصات متعددة منضبطة المواعيد .. سيارات أجرة معقولة الثمن .. كلها وسائل مواصلات مميزة وهادئة وغير متكدسة ، وبإمكانك الإعتماد عليها تماماً..
كل ما ستحتاجه فعلاً هو البحث عن أفضل طريقة للإشتراك فى وسيلة المواصلات التى تراها مناسبة لك .. فضلاً عن تحديد الوجهات التى تريد أن تذهب إليها بالضبط من خلال الخرائط !
ماذا عن بلد مثل استراليـا ؟
استراليا ثاني اكبر دول العالم جذباً للطلاب الدوليين ، وتتميز بمساحتها الواسعة وكثافتها السكانية الموزعة توزيعاً جيداً إلى حد ما على هذه المساحة..
ومع ذلك ، فالمدن الكبرى مثل سيدني وميلبورن تستحوذ على حوالي 40 % من إجمالي السكان ، ولكنها مزوّدة بشبكة مواصلات ممتازة تغطي جميع المناطق ، مما يعطي أفضلية لاستخدام المواصلات بها..
بقية المدن تعتبر صغيرة بلا شك – مقارنة بسيدني وميلبورن - ، ومحاطة بالعديد من القرى والمناطق الساحلية ، ربما يكون من الصعب أن تغطي المواصلات العامة هذه المناطق ، لذلك يُنصح بإمتلاك سيارة خاصة ، في حالة الدراسة فى إحدى المدن الصغيرة بالقارة الاسترالية..
استراليا تعتبر ثاني دولة فى العالم من حيث عدد السيارات ، طبقاً لأحدث التقارير ..لذلك ، فاقتناء سيارة فى استراليا أمر طبيعي – ومُحبذ فى الواقع – بسبب المساحة الهائلة للقارة ، وعدم قدرة المواصلات العامة على تغطية جميع المناطق بالشكل المطلوب..
كمـا ترى ، اجابة ســؤالك تتعلق بظــروف البلد الذي ستدرس به ، وليس إجابة مُطلقــة عامة تشمــل الجميع !