
سُئلنا جميعا من قبل " ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟ " فالتخطيط المستقبلي مهارة ممتازة و لكن ما لا يعمله الكثير هو أن هناك العديد من الطلاب يتم الضغط عليهم لدراسة مجالات مملة لا يرغبون في دراستها و من ثم تصبح "الجامعة عائقا، فهي ترسخ طريقة التفكير الخاطئة" روبرت جرين
لاحظت آنا برادلي الطالبة في السنة الدراسية الثانية بكامبردج الضغط الذي يقع على الطلاب بين دراسة أكاديمية و بين متابعة أحلامهم.
تقول آنا " لا يمكنك أن تشعر و انت طالب بأن الجامعة مكان مقدس للدراسة الحرة و لكك ستشعر أنها أصبحت جزء من ماكينة التوظيف" و تكمل آنا " فالحديث الدائم عن فرص العمل و المرتبات يشعر الطلاب بأنهم مجبرون على الإندماج وسط سوق العمل حتى قبل التخرج"
يتم تشجيع الطلاب لإختيار مجال دراسة يؤدي إلى مجال عمل يحظى بإحترام المجتمع أو يدر الكثير من المال و إتباع السياسة التي تضعها الجامعة للطلاب للسير عليها دون إهتمام بأحلامهم الشخصية بحيث لا يشعرالطالب الذي يرغب في أن يكون محاميا لامعا أو محاسبا بالصراع الذي يقع فيه باقي الطلاب الذين لا يرغبون في الخوض في نفس المجالات التي تحظى بتشجيع الجامعة و الأهل و المجتمع.
" النجاح ليس مفتاح السعادة و لكن السعادة هي مفتاح النجاح. إذا كنت تحب ما تفعله ستنجح به" ألبرت شفايتزر
الإجابة على سؤال ماذا تريد أن تصبح؟ أسهل عندما نكون أطفال، فالأطفال يتمتعون بحرية التفكير دون إعتبارات للمجتمع أو للضغوط الأبوية. و كلما كبرنا كلما ضعف النداء الداخلي الحر الذي طالما تكلم عنه ستيف جوبز و فقدنا ما نريده حقا و اتبعنا النمط التقليدي من التخرج من الجامعة لنبحث عن فرص عمل في مجالات تدر الكثير من المال أو تبدو صحيحة أمام المجتمع.
تؤكد دكتورة ليزا وايد أن الفكرة التقليدية عن الصراع بين ما يرغب به الطالب حقا و ما يفعله هو السبب الرئيسي للفشل. تنصح دكتورة وايد الطلاب بالبحث عن مجال يحبونه حقا و عدم الإهتمام بالنظرة المجتمعية إليه.
كما يؤكد الكاتب روبرت جرين على نفس الفكرة مشجعا الطلاب على التخلي عن الطرق التقليدية و البحث عما يحبونه حقا في الدراسة و العمل.
بالطبع أسوأ كوابيس الأهل هو أن يصبح الابن حالم بلا هدف و لا يمكنه تحقيق أي شئ. و لكن المثير للسخرية حقا هي نظرتهم للحالمين الذين لاحقوا أحلامهم و نجحوا مثل ستيف جوبز و مارك زوكربيرج.
" سيشغل عملك الكثير من حياتك، و للشعور بالرضا عليك أن تشعر بأن ما تفعله عظيم. و للشعور بأن ما تفعله عظيم لا بد أن تحبه حقا- لا تيأس" ستيف جوبزد
و تعتبر الجامعة تجربة مميزة سواء كانت خطوة للإستقلال أو بداية لوظيفة أحلامك. فإذا كنت ترغب في عمل لا تحبه كثيرا و لكنه يدر الكثير من المال و يحظى بإحترام الجميع أو كنت ترغب في متابعة أحلامك و الحصول على العمل الذي تحبه إفحص خياراتك جيدا لأن عملك سيحتل وقتا كبيرا من حياتك فاحرص على تمضية هذا الوقت في ما يناسب طموحك.
ورغم أنّ كيفية البحث عن عمل عادة ما تؤرق الشباب، فإنّه لا بدّ للأطفال أن يحلموا في مهنة المستقبل لبناء شخصياتهم.