أساسيات
الدراسة بالخارج : اختيار كيفية الدراسة

الدورات التدريبية التي يفضل ألا تلتحق بها عن بعد

527
الدورات التدريبية خارج حدود الإنترنت

     بعد ظهور الإنترنت أصبح كل شيء أسهل، لا سيما التعلم، حيث أصبحت هناك العديد من الدورات التدريبية في كل مجالات الحياة، وأصبح التعلم سهلًا وسلسًا وفي متناول الأيدي، وهناك العديد من العلوم والمجالات التي تساعد الدراسة عن بعد فيها في التطور والتغير، ولكن على الجهة الأخرى فإن هناك بعض العلوم التي من الصعب أو المستحيل تعلمها عن بعد، وتعلمها في أماكن التدريس الخاصة بها وعلى أيدي المتخصصين يكون أفضل، بل وضروري في بعض الأحيان، وهذه العلوم هي:

 

دراسات الصحة:

أول وأهم الدورات التي لا يجب أن يدرسها الطالب عن بعد هي الدورات المتعلقة بالصحة، الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفعله الطالب في هذا المجال هو البحث عن بعض المعلومات التثقيفية الخاصة بهذا المجال، ولكن لا يمكن بأي حال من الأحوال الاعتماد على دراسة الدورات المتعلقة بمجالات الصحة بكل أشكالها عن بعد، حتى ولو كانت الدورة متعلقة بمجال لا يؤثر مباشرة على صحة الإنسان، ذلك لأن مجالات الطب والصحة لا يجب أن يتم ممارستها إلا بعد الكثير والكثير من ساعات التدريب المستمر والجاد على أيدي الأطباء المتخصصين، كما أن بدايات التعامل مع المرضى يجب أن تكون على يد ذوي الخبرة في هذا المجال، ذلك لأن التعامل مع المرضى في هذا المجال يؤثر على حياتهم وصحتهم بشكل أو بآخر، وليس هناك مجال للخطأ في ذلك بأي شكل.

 

العلوم المتعلقة بصحة الإنسان

 

علوم الدواء:

وبعد علوم الطب تأتي علوم العلاج والدواء، ورغم أن البعض يرى أن تعلم ودراسة هذه العلوم ليس شيء صعب إلى هذا الحد، ذلك بالإضافة إلى تواجد بعض المشتغلين بالعلاجات المشتقة من المصادر الطبيعية، إلا أن كل هذه العلوم تحتاج إلى دراسة الكثير من الفروع الطبيعة، والبحث والتفتيش عن أشكال العلاجات المختلفة، وفهم المواد الكيميائية الموجودة بكل دواء، وكل عنصر طبيعي مستخدم في العلاج، ولن يتحقق ذلك إلا بالكثير من الدراسة والتعلم على يد الخبراء، لأن هذا المجال أيضًا يتعلق بصحة الإنسان بشكل مباشر، بل ويتوقف عليها حياة البشر في بعض الأحيان، لذلك فإن كل المحاولات لدراسة علوم الدواء عن بعد يجب أيضًا أن تكون على مستوى زيادة التثقيف فقط، ولكن عند الحديث عن ممارسة هذه المهنة فيجب أن يكون التعليم جاد به الكثير من الخبرات والتدريب.

 

علوم الدواء

 

الفنون التعبيرية:

أما عن الفنون التعبيرية مثل الموسيقى والرسم والكتابة فلن يجدي تعليمها عن بعد على الإنترنت نفعًا كبيرًا، ويعود هذا لكثرة التفاصيل التي تملأ كل فن من هذه الفنون، وتعلمها وإتقانها يحتاج إلى أن يكون طالبها ملمًا بكل هذه التفاصيل، كما أن هذه الفنون تعتمد على الذاكرة العضلية حيث أن كل حركة يقوم بها الفنان يجب أن تكون قد حفرت في ذاكرته بالتكرار المستمر والكثير، ولا يمكن أن يتم ذلك بالشكل الأمثل إلا عن طريق المتخصصين وأمام أعينهم، والسبب الآخر هو أن الفنان الماهر في هذه الفنون يجب أن يكون هناك معنى بداخله لما يقوم به، ومعنى لكل تفصيلة يقوم بها، ولن يتم هذا إلا بالمشاهدة والبحث والتدريب وسؤال المتخصصين وذوي الخبرة، وبسبب كل ذلك فمن الأفضل لأي فنان أن يتعلم فنه بعيدًا عن أسوار الإنترنت والشاشات.

 

الموسيقى من الفنون التعبيرية

 

الفنون الأدائية:

أما عن الفنون الأدائية فلا يمكن نهائيًا تعلمها عن بعد، فالتمثيل والأداء الحركي والرقص من الصعب جدًا -بل يمكن أن نقول أنه من المستحيل- تعلمهم إلا على خشبة المسرح أو المكان الذي يؤدى عليه هذا الفن، وذلك لأن هذه الفنون تحتاج إلى الكثير من تجارب الأداء والبروفات والتدريبات لتخرج إلى الجمهور بالشكل الأمثل، كما أن تعلم هذه الفنون يعتمد بنسبة كبيرة على مشاهدة قدماء المجال ومحاولة فهم آدائهم وحركاتهم لاقتباس ما يمكن اقتباسه منهم من قبل الفنان الطالب ليطور من أدائه ويعدل عليه، وليجد من بين كل هذه الأساليب أسلوبه الخاص الذي سيسير عليه طوال حياته المهنية، والذي من المفترض أن يجعله فريدًا من نوعه، لأن في أغلب الأحيان النجاح في هذا المجال يعتمد على التفرد.

 

التمثيل من الفنون الأدائية

 

علوم الطبيعة:

مجال آخر لا يجب أن يدرس في المنزل هو مجال علوم الطبيعة، وعلوم الطبيعة هي ببساطة العلوم التي تدرس وتفهم ما يحدث حولنا، مثل الفيزياء والكيمياء والفلك والأحياء وغيرها من العلوم التي تشرح حركة الكون من حولنا، ولا يمكن دراسة هذه العلوم إلا داخل المحاضرات على يد الأساتذة المتخصصين أو داخل جدران المعامل، حيث أن تلك العلوم ببساطة تتطلب الاحتكاك المباشر بالطبيعة، والتجربة والبحث والتنقيب داخل الكتب، والبحث عن الحقائق والنظريات، لأن التفرد والتميز في هذا المجال يأتي عن طريق البحث الضخم عن المعلومات، والخروج بالنظريات المتعددة الخاصة بفهم الكون، ومحاولة إثبات صحتها، وبالطبع لا يمكن بأي حال من الأحوال إتمام كل ذلك عن بعد.

 

العلوم التي تشرح الطبيعة من حولنا

 

علوم الحياة:

علوم الحياة هي هذا النوع من العلوم الذي يهتم بتكوين إنسان قادر على التطور والنجاح، وهذا النوع من العلوم رغم أنه في ظاهره أنه سهل إلا أنه يحتاج إلى الكثير من التدريبات والقراءات، كما أن الشخص الذي يدرِّس هذه العلوم يكون قد درسا من قبل الكثير من الأشياء في المجالات المتعلقة بعلم النفس وعلوم الإنسان، ولذلك يمكننا أن نقول أن أهمية الجلوس أمامه ومحاورته والاستفادة منه من أهمية الدروة ذاتها، والفرق هنا أن هذه الدورات يمكن دراستها على الإنترنت، ولكن الفرق في الاستفادة، فالاستفادة من الدورة ستختلف اختلافًا كبيرًا إذا لم يدرس الطالب هذه العلوم عن بعد.

 

العلوم التي تطور من حياة الإنسان