
في غضون شهور قليلة تغيّر وجه العالم بأكمله بما في ذلك قطاع التعليم وباتت الجامعات تبحث عن طرق تعليم جديدة، ومع زيادة البرامج الدراسية التي استخدمت الإنترنت لتعتمد التعليم الإلكتروني وسيلة لها بدلًا من الحضور الفعلي للطلاب، أصبح الكثير من الطلاب في حيرة لفهم الفروق الجوهرية بين أنواع التعليم وما الفائدة التي ستعود عليهم من خلال دراسة تخصص أو برنامج دراسي من خلال الإنترنت عبر الطرق المختلفة، لذا حاولنا في هذه المادة أن نقدّم لكم على وجه الدّقة الفروق الأساسية بين أنماط التعليم الحديثة لتكون مرجعًا لكم عند اختيار طريقة تعليم من خلال الإنترنت ومعرفة أيهما أكثر مناسبة لكم.
تعريفات التعلم عبر الإنترنت
من المفيد أن نبدأ بتوضيح المفاهيم الأساسية لكل نوع من أنواع التعليم الحديثة لتكون مستعدًا لفهمها بصورة صحيحة بعد تكوين تصور أو تعريف دقيق لها.
التعلّم عبر الإنترنت: هو المصطلح الجامع أو الواسع الذي يستخدم لوصف أنشطة التعليم والدراسة التي تحدث عبر الإنترنت بشكل عام، أي التي يتم التصل إليها عن بعد من خلال جهاز، مثل جهاز تابليت أو هاتف، أو على موقع ويب أو من خلال تطبيق.
التعليم الإلكتروني: مصطلح عام يستخدم لوصف استخدام التكنولوجيا بشكل أساسي في تنفيذ وتعليم برنامج أو دورة تدريبية عبر الإنترنت، مستخدمة الموارد المتاحة على الإنترنت.
التعلم الافتراضي: وهو الذي يستخدم أدوات على الإنترنت على شكل صوت، أو صورة، أو فيديو، أو كتب إلكترونيّة وبرامج الكمبيوتر لتقديم برنامج تعليمي. وقد يتضمن التعليم الافتراضي أيضا بيئة تعلم افتراضية (VLE). غالبا ما يجمع بين العناصر الشخصية والافتراضية.
التعلم المدمج: أحد صيغ التّعليم أو التّعلّم التي يندمج فيها التّعلّم الإلكتروني مع التّعلّم الصفي التقليدي في إطار واحد، باستخدام مزيج من الأدوات والموارد على الإنترنت مع أساليب تعليمية 75%- 25% لصالح التعليم الذي يعتمد على المدرس.
التعليم الهجين: التعلم الهجين هو نموذج لتصميم المقرر الذي يخصص فيه جزء من الوقت في التعلم المعتاد وجها لوجه داخل قاعة الدراسة ، و جزء من الوقت مخصص للتعلم الالكتروني خارج قاعات الدرس هو إدماج التعليم المباشر والإلكتروني في تجربة تعلم منظمة، أي بنسبة متوازنة 50%-50%.
التعلم عن بعد: هذه دورة أو برنامج يتم التقاطها حصريا عبر الإنترنت بدون إستخدام أي من طرق التدريس في الحرم الجامعي.
علاوة على بعض العناصر الأخرى التي ستحتاج إلى فهمها فيما يتعلق بالدورات التي تحتوي على وسائل إلكترونية عبر الإنترنت تجد إجابتها في التساؤلات التالية.
كيف يتم التواصل عبر الإنترنت مع الدورة، هل هناك فرصة للتفاعل أم مجرد تلقي المعلومات؟
الطريقة التي يتم بها تنظيم التعليم، إما مع التركيز على التعلم الفردي أو العمل التعاوني أو التشاركي، وقد يكون أحيانا توازنًا بين كلاهما، وقد يكون المحتوى ثابتا أو ديناميكيا أي متكيفا مع طرق التعليم عبر الإنترنت.
ومع المحتوى الثابت، تكون المناهج والمعلومات والمواد موحّدة، بينما يتم تغيير مواد المحتوى الديناميكي وتطويرها وفقاً لأهداف الطلاب واحتياجاتهم وأدائهم وقدراتهم ومعارفهم، وقد يختلف توقيت تفاعلك مع المعلمين والمحاضرين، أمّا إذا كان البرنامج الدراسي متزامنًا مباشرًا في وقت توجدك وحضورك له عبر الإنترنت، فإنك سوف تتفاعل وتتعلم في نفس الوقت وفي نفس المكان مع زملائك الطلاب، في حين أنّ النموذج غير المتزامن يعني في الغالب أنك سوف تتعلم وتشارك في المواد بشكل مستقل، وستلتقي بالمحاضرين وزملائك الطلاب خارج هذا الإطار.
ما هي الأنواع الشائعة للتعلّم عبر الإنترنت؟
من المهم أن نضع في اعتبارنا أنه غالباً ما يكون هناك بعض التداخل التي تتم بشأن الأشكال المختلفة للتعليم عبر الإنترنت، حيث تختار العديد من الجامعات العليا نهجًا تعليميًا مدمجًا وتقدّم دورات عبر الإنترنت. ومع تطور التكنولوجيا والظروف فمن المرجح أن تحذو النماذج التعليمية نفس الاتجاه. ومع ذلك، هناك بعض النماذج القياسية التي يتم التعرف عليها من خلال التواصل مع الجامعة بشكل مباشر للاستفسار عنها.
ما هو التعلم المتزامن عبر الإنترنت؟
تعني ببساطة أنك تتكمن من المشاركة في الأنشطة التعليمية والفصول الدراسية على الإنترنت مع طلاب ومدرسين آخرين، قد يكون ذلك في الوقت الحقيقي من خلال إستخدام منصات الفيديو على الإنترنت وأدوات الدردشة، حيث يعد التواصل هنا هو المفتاح الذي يتيح لك الفرصة لطرح الأسئلة وتوضيح المعلومات.
ما هو التعلم غير المتزامن عبر الإنترنت؟
هذا النموذج يتطلب قدر كبير من الدافع الذاتي لدى الدارس والإستقلال، حيث أنك ستدرس في وقت مختلف عن الآخرين، مع تفاعل ضعيف للغاية مقارنة بالتفاعل الذي يتم في حالة دراستك في وقت متزامن مع المحاضرين وزملائك من الطلاب. ويعتبر هذا النظام أكثر تركيزًا على مجهود الطلاب وأكثر مرونة بالاعتماد بشكل كبير على التعلم الذاتي.
ما هو التعلم التكيّفي عبر الإنترنت؟
التعلم الإلكتروني التكيّفي هو نموذج حديث نتج من التقدم في مجال التكنولوجيا وبحوث التعلم. وقد تم تصميم هذا النهج بحيث يصبح أكثر تفردًا وديناميكية، وذلك على النحو الذي يتناسب مع الأهداف التعليمية للطلاب. من خلال استخدام عوامل تحدد مستوى الطالب ومالذي يحتاجه على وجه الدقة، و كيفية أداء الطالب وقدراته ومعارفه ومهاراته، حيث يتم وضع برنامج تعليمي وتعديله وفقا لذلك.
وهو نظام جيد لكن في الفصول الصغيرة أو في مستوى الدراسات العليا، ولكن يمكن إستخدامه للطلاب ما قبل التخرج.
ماذا يعني مفهوم التعلم بمساعدة الكمبيوتر ؟
وهو عكس ما يتم في بيئة التعليم المدمجة، وينقسم إلى التعليم المدار بواسطة الحاسوب والتعلم بمساعدة الحاسوب.
في التعلم المُدار بواسطة الكمبيوتر ، ستتفاعل وتدرس من خلال قاعدة بيانات كبيرة من المعلومات تقدم وحدات منظمة من البيانات لتتعلمها. يتم بعد ذلك قياس تحصيلك الدراسي، تفاعلك مع المادة باستخدام معايير محددة مسبقًا، منها اختبار الاختيار من متعدد، والتي ستحدد مستوى معرفتك، ويمكن أيضًا استخدام التعلم المدار بالحاسوب لرعاية وتقديم المواد التعليمية والمحاضرات المسجلة وتخزين بيانات الطلاب مثل الدرجات.
ويعد التدريس بمساعدة الكمبيوتر أحد الأساليب الأكثر شيوعًا التي تستخدم استخدام التعلم القائم على الكمبيوتر في الجامعات. يُستخدم التدريس التقليدي وجهًا لوجه جنبًا إلى جنب مع برامج الكمبيوتر لتعزيز التعلم ودعمه.
ماذا عن منصات التعلم والتطبيقات على الإنترنت؟
بعدما تعرفت على طرق التعلم من خلال الإنترنت ربما تتسائل عن الوسائط أو الكيفية التي يمكنك منت خلالها التعلك بإحدى هذه الطرق، وما هي الأنواع المختلفة من المنصات والتطبيقات المتاحة؟ هناك عدد كبير من منصات التعلم على الإنترنت والبرامج المتوفرة بحيث لا يمكن تغطيتها كلها. بيد أنها غالبا ما تكون ذات هيكل مماثل ويمكن تقسيمها وتعريفها على نطاق واسع.
نظام إدارة التعلم أو بيئة التعلم الافتراضية
إنّ كلاً من (Learning management system) LMSو (A virtual learning environment )VLE هما تطبيقات برامج كمبيوتر تعتمد أساسا على الويب، مما يسمح للوصول إليها على مدار ٢٤ ساعة طوال أيام الأسبوع. كلاهما يقدمون مواد الدورة التدريبية ويملكون أدوات مدمجة للتقييم والاتصال، بما في ذلك المدونات. يميل نظام LMS إلى تضمين المزيد من الأدوات الإدارية.
بيئة التعليم المُدارةManaged Learning Environment ( (MLE
تتضمن بيئة التعلم المدارة MLE نفس العناصر مثل LMS و VLE ، ولكن مع أدوات إدارية إضافية، مثل معلومات الطالب والدرجات وتفاصيل التسجيل وبيانات إكمال الدورة ومعلومات عن المحاضرين والموظفين.
بيئة التعلم الشخصي Personal Learning Environment(PLE)
في هذا النظام يمكنك إدارة وتنظيم نشاطاتك التعليمية الخاصة بك، ويعني ذلك إستخدامك الأدوات التي تناسب إحتياجاتك بشكل أفضل والوصول إلى المحتوى والخدمات التي تريدها بصورة خاصة، أي عليك هنا أن تخطط وتبني وتخصص المحتوى الموجود حسب احتياجاتك المعرفية والتي تختلف من متعلم لآخر.
MOOC المساق الهائل المفتوح عبر الإنترنت
وهي التي تقدم فئة واسعة من البرامج التعليمية عبرالإنترنت، وتعني المساق الهائل المفتوح عبر الإنترنت، وهي دورات تعليمية أكاديمية تقدم عن طريق الويب مقدمة من جهات تعليمية معتمدة أو شركات تجارية موثوقة. مصمم لخدمة أعداد كبيرة من الطلاب. وكثيرا ما يكون التعلم بها ذاتيًا، وقد لا تقدم الدورات دائما اعتمادًا أكاديميا ولكنها يمكن أن تؤدي إلى الحصول الشهادات أو تطوير المهارات وزيادة التعلم المفيد للعمل ، ولعل أشهر هذه النماذج موقع كورسيرا Coursera وإيدكس edX
في النهاية التعليم الإلكتروني هو نظام تعليمي حديث له وسائله المختلفه وأنواعه وتطبيقاته التي تختلف من جهة لأخرى وفقًا لأهدافها التعليمية، لذا قبل الشروع في دراسة برنامج دراسي عبر الإنترنت عليك أن تدرك طبيعة كل نظام كما أسفلنا والشهادة التي ترغب بالحصول عيها أو طريقة حصولك للمعرفة التي تلائم نمط التعليم الأفضل لك، ولا تنس أنه يمكنك التعرف على التخصص النسب لك والطريقة الملائمة لدراستك من خلال استخدام أداة مطابقة الدورات لدينا، والتعرف على آخر أخبار الجامعات لتكون على دراية بالجديد وبالتحديثات الهامة.
اقرأ أيضًا:
هل يعزز فيروس كورونا أهمية الدراسة عبر الإنترنت؟
الدراسة عبـر الانترنت .. افعـل ولا تفعـل !
5 أسباب يكون فيها التعليم عن بُعد مُناسباً لك أكثر من التعليم التقليدي