
عندما يتعلّق الأمر بالدراسة في أوروبا فإنّ ألمانيا تُعتبر الوجهة المُفضّلة بالنسبة للطلّاب الدوليين، هذا ما أظهرته دراسة حديثة قام بها موقع Study.eu المتخصص بالدراسة في أوروبا. لإعداد هذا التصنيف قام الموقع بدراسة عوامل رئيسية هي جودة التعليم، تكاليف الدراسة، المستقبل الوظيفي، وجودة الحياة في 30 دولة أوروبية.
وفقاً للتقرير الذي أصدره موقع Study.eu فإنّ ألمانيا تقع على رأس تصنيف أفضل الوجهات الدراسية في أوروبا للطلّاب الأجانب للعام الثاني على التوالي، وهو الأداء الذي يُنسب إلى المزيج الذي تقدّمه الحكومة الألمانية بين مستوى التعليم المتقدّم وتكاليف التعليم شبه المجانية التي يحظى بها الطلّاب الدوليين في جامعاتها العامّة. بالإضافة إلى ذلك، يُشير الموقع الإلكتروني السابق إلى أنّ عدد البرامج الدراسية المُتاحة باللغة الإنجليزية في الجامعات الألمانية قد ارتفع بشكل دراماتيكي خلال السنوات الماضية، وتفخر تلك الجامعات بأقل مُعدّل بطالة للخريجين الجامعيين في أوروبا.
منهجية الدراسة
يقول مُعدّوا هذا التقرير أنّ السؤال الرئيسي الذي يتناوله هو: "ما هي أفضل دولة أوروبية للالتحاق ببرنامج دراسي بدوام كامل فيها؟".
للجواب على هذا السؤال قاموا بدراسة بيانات مثل تصنيف الجامعات ومعلومات البرامج الدراسية المُتاحة والرسوم الجامعية، إلى جانب بيانات أخرى تتعلّق بتكاليف المعيشة ومُعدّلات البطالة وجودة الحياة في 30 دولة أوروبية شملتها هذه الدراسة. أمّا أبرز المصادر التي تمّ الاعتماد عليها لجمع تلك البيانات فكانت يوروستات والأمم المُتحدّة ومُنظّمة التعاون والتنمية الدولية.
تمّ الاعتماد في إنشاء القائمة النهائية على 3 نقاط رئيسية هي جودة التعليم وتُشكّل 45% من إجمالي النقاط والقدرة على تحمّل التكاليف التي تشكّل 30% من إجمالي النقاط والمستقبل الوظيفي التي تساهم بنسبة 25%.
دول أوروبا الغربية
كما يعكس الترتيب السابق فإنّ ألمانيا تحتل المرتبة الأولى كأفضل وجهة دراسية في أوروبا بالنسبة للطلّاب الأجانب بعد أن حصدت 80.7 نقطة مُتقدّمة على بريطانيا وفرنسا وهولندا التي احتلّت المراكز الثاني والثالث والرابع على التوالي.
أمّا سويسرا - والتي دائماً ما تُصنّف كأغلى دولة أوروبية للعيش فيها - فقد صعدت إلى المرتبة السادسة مُتقدّمة على السويد وجارتها الجنوبية إيطاليا.
جودة التعليم
عندما يتعلّق الأمر بجودة التعليم فقط دون أخذ العوامل الأخرى بعين الاعتبار فإنّ المملكة المُتحدّة تُصنّف في المرتبة الأولى بـ 86.7 نقطة وبفارق كبير عن ألمانيا التي تحتل المرتبة الثانية، في حين احتلّت هولندا وفرنسا وسويسرا وإيرلندا والسويد وإيطاليا المراكز اللاحقة على الترتيب.
جودة الحياة والآفاق المهنية
رغم انسحابها المتوقّع من الاتحاد الأوروبي مع حلول عام 2020 فإنّ بريطانيا ما زالت تحتل المرتبة الأولى عندما يتعلّق الأمر بجودة الحياة والمستقبل الوظيفي محققة 88 نقطة ومُتقدّمة بفارق أقل من نصف نقطة عن جارتها إيرلندا، في حين حلّت هولندا والسويد وسويسرا وألمانيا في المراكز الخامس والسادس والتاسع على التوالي.
تكاليف الحياة ورسوم الدراسة
مع اعتبار دولاً مثل سويسرا وبريطانيا وهولندا والدول الاسكندنافية في قمّة أغلى الدول للعيش فيها لم يكن غريباً أن تحتل دول أوروبا الشرقية المراكز الأولى عندما يتعلّق الأمر بقدرة الطلّاب على تحمّل التكاليف. رغم ذلك نجد ألمانيا ما زالت وجهة مناسبة بالنسبة لأولئك الطلّاب الدوليين الغير قادرين على دفع مبالغ طائلة للدراسة، حيث ما زالت الجامعات الحكومية الألمانية توفّر التعليم العالي للطلّاب الأجانب برسوم منخفضة قد لا تتجاوز 350 يورو في الفصل الواحد وهو رقم بسيط جدّاً مقارنة بجيرانها في هولندا وسويسرا.
الخلاصة
بناء على هذا التقرير نجد أنّ القارة الأوروبية تتحوّل إلى وجهة دراسية مثالية للطلّاب الأجانب حيث التوازن بين التعليم المتقدّم والتكاليف المقبول في عدد كبير من دولها.