
أثر انتشار فيروس كورونا على الدراسة الجامعية في العالم كله، فبسبب كورونا توقفت الدراسة بكل أشكالها في جميع المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء العالم، ولا زال موعد عودة الحياة إلى طبيعتها مجهولًا، وذلك بالطبع سيؤثر على العملية التعليمية ككل، وسؤثر على الجامعات والكليات بكل أشكالها وأنواعها، فبعض الجامعات ستخسر خسارات مهولة، وذلك رغم لجوء الجامعات لحل التعليم الإلكتروني كحل بديل لاستمرار العملية التعليمية بشكل شبه طبيعي بالنسبة للطلاب، ولكن ذلك لن يمنع الأضرار التي تضررتها الجامعات، وستتضررها في المستقبل، مثل:
خسارة كبيرة:
بعد التوقف الذي حدث بسبب كورونا فقد خسرت الجامعات والكليات كلها خسائر فادحة، سواء على مستوى الاستثمارات والمستوى الاقتصادي، أو على مستوى الدراسة والمناهج والطلاب، والدخل القادم من المنح والطلاب الدوليين أيضًا، كما أنها خسرت بعضًا من الطلاب الذين نووا التقديم على المنح في العام القادم على الأقل، كما أن الانتقال للدراسة عبر الإنترنت كان مكلفًا جدًا لبعض الجامعات حول العالم، ولذلك فيمكننا أن نقول أن أزمة انتشار فيروس كورونا قد أصابت الجامعات والدراسة بشلل كامل وبضرر بالغ.
ضغط طلابي:
كما أنه بعد انتهاء أزمة كورونا ستواجه الجامعات ضغطًا كبيرًا من الطلاب، خاصة الجامعات الدولية، فسيقبل عليها طلاب العام الجديد الذي سيبدأ في الأشهر القليلة القادمة، بالإضافة إلى التزام الجامعات بإتمام تعليم الطلاب الذي توقف تعليمهم في الفصل الدراسي الحالي، بالإضافة إلى برامج المنح القديمة، وخطط استقبال المنح الجديدة، كل هذه الخطط يجب أن تكتمل، وذلك سيضغط بشكل كبير على إدارات الجامعات التي اتفقنا أن خسائرها في الأساس ستكون بالغة.
تغير اهتمامات الطلاب:
أثناء الأزمة الحالية أصبحت بعض المجالات مثل المجالات الطبية ومجالات الصيدلة، بل ومجالات العلوم عامة، في أولوية الكثير من الطلاب، مما سيشكل ضغطًا على بعض المنح في المستقبل، وسيشكل فراغًا في التقديم على بعض المنح الأخرى، فهذه الأزمة ستشكل خللًا في نظام المنح المتبع عالميًا مثلما شكلت خللًا في الكثير من المجالات حول العالم، وذلك بسبب تغير اهتمامات الطلاب أنفسهم في الدراسة في الخارج، كما أن التعليم الإلكتروني المتاح بشكل كبير يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في المستقبل في تغيير اهتمامات الطلاب بسبب حضورهم للدورات التدريبية على الإنترنت في المجالات المختلفة، والتي أصبح العديد منها مجانيًا في الوقت الحالي.
تأثر المنح:
وكما قلنا فإن نظام المنح في العالم كله قد أصيب بالخلل والتشتت، وبالطبع بعد الخسائر التي ستخسرها الجامعات ستقل فرص المنح الدراسية الجامعية المجانية في العالم كله، فمن المؤكد الآن أن عملية المنح وآلياتها ستصاب في كل الجامعات والمؤسسات التعليمية، وهذا يعني عدم حصول العديد من الطلبة على فرص كانت لتغير حياتهم، وتوقف عمل الآلاف من الموظفين الذين يعملون داخل آلية المنح وتنظيمها والتواصل مع الجامعات وربط الطلبة بالجامعات.
تخبط سير العملية التعليمية:
أما عن سير العملية التعليمية فقد تخبط بالفعل منذ فترة التوقف، وسيزداد الضرر عليه كلما زاد وقت تلك الأزمة، فهناك الكثير من الجامعات التي ليس لدى طلابها ثقافة التعليم عن بعد عن طريق الإنترنت، وهذا في بعض الأحيان يكون صحيحًا، فالتعليم عن بعد أحد عيوبه هو قطع جزء من التواصل الفعال بين الطلاب والأساتذة، كما أن التخبط الحادث لدى الطلاب بسبب عدم تحديد مواعيد الاختبارات وطرقها جعل الثقة ضعيفة بين الطلاب والمؤسسات التعليمية، وذلك بالطلع سيؤثر على الدراسة بعد العودة.
الانتقال للتعليم الإلكتروني:
والانتقال للتعليم الإلكتروني كما أنه له عيوب فإن له مميزات، مميزات تجعل العديد من الطلاب يفضلونه عن التعليم التقليدي، فهناك بعض الدراسات قالت أن مكانة التعليم الإلكتروني بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا ستتغير بشكل كبير، وسيعلو شأن هذه الطريقة في النتعليم، وبالتالي سيتوافد الطلاب على التعليم عن بعد، مما سيضعف موقف الجامعات وموقف التعليم التقليدي ككل.
رفع شأن بعض الجامعات:
تغير اهتمامات الطلاب من حيث المجالات المختلفة وتركيزهم على دراسة مجالات جديدة بالطبع سيرفع من قيمة الجامعات التي أفضل التخصصات فيها هي التخصصات التي أصبح الطلاب يفضلونها، ولذلك فمن المتوقع أن ترتيب أفضل الجامعات في العالم سيتغير بشكل جذري في الفترة ما بعد كورونا وقبل العام الدراسي القادم، وعلى الجانب الأخر فإن هناك العديد من الجامعات التي ستقل نسبة تفضيلها عند الطلاب، وذلك سيحدث ثورة في المجال التعليمي كله.
اقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك: 6 نصائح للدراسة والعمل من المنزل في مواجهة فيروس كورونا
كيف تؤثر درجتي البكالوريوس والماجستير على مستقبلك الوظيفي؟
11 سؤال اسألهم لنفسك قبل البحث عن عمل للمرة الأولى