تُعتبر فرنسا واحدة من الدول الأوروبية المعدودة التي تقدّم تعليماً أكاديمياً مجانياً للطلّاب الأجانب، لكن ذلك لن يعود مُمكناً في الفترة القادمة، بعد إعلان رئيس مجلس الوزراء الفرنسي في وقت سابق عن قانون جديد يحمل اسم Bienvenue en France أو مرحباً بكم في فرنسا، يهدف المشروع الجديد إلى إصلاح التعليم العالي في فرنسا وزيادة جاذبيتها كوجهة للتعليم العالي.
رسوم أعلى
ابتداءاً من العام الدراسي 2019-2020 فإنّ الطالب الدوليين في الجامعات الفرنسية سيدفعون رسوماً دراسية أعلى بزيادة تصل إلى 30% مقارنة بالرسوم الحالية.
في حين يدفع طلاب البكالوريوس الأجانب من دول الاتحاد الأوربي في فرنسا 170 يورو سنوياً فقط، وطلّاب مرحلتي الماجستير والدكتوراة الأجانب 380 يورو سنوياً، سوف يدفع الطلاب الدوليّين من خارج الاتحاد الأوربي رسومًا أعلى تصل إلى 2,770 يورو لمرحلة البكالوريوس، و 3770 يورو لمرحلة الدكتوارة والماجستير.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن تكاليف الدراسة في فرنسا
الطلّاب الأجانب أغنياء
دافع رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب عن القرار وأكّد أنّ البلاد ستستثمر هذه الأموال في تمويل المزيد من المشاريع المُتعلّقة بالتعليم والبحث العلمي وإطلاق برامج منح دراسية جديدة لجذب الطلّاب الموهوبين ذوو الدخل المحدود في الدول النامية، ويرى فيليب أنّه من العدل أن يدفع "الطلّاب الدوليون الأغنياء" نفس الرسوم المالية التي يدفعها الطلّاب الفرنسيون الفقراء والذين يدفعون وعائلاتهم الضرائب.
وفقاً لصحيفة لوفيغارو الفرنسية، فإنّ فرنسا تحتل المرتبة الرابعة من حيث عدد الطلّاب الأجانب فيها، مُعظم هؤلاء الطلّاب يأتون من الدول النامية والناشئة لا سيّما دول أفريقيا وشرق آسيا والدول العربية. حيث تلعب التكاليف المُنخفضة دوراً في جذب نسبة كبيرة من هؤلاء الطلّاب.
اقرأ أيضًا: الدراسة باللغة الإنجليزية في فرنسا
تطوير قطاع التعليم العالي في فرنسا
رغم أنّ هذه الأمول – وفقاً لرئيس الوزراء – ستُستخدم للاستثمار في مرافق التعليم العالي وبالتالي تحسين مكانة فرنسا كوجهة دراسية، إلّا أنّ نقابات التعليم انتقدت هذه القرار بشدّة واعتبروا أنّ الطلّاب الدوليين القادمين للدراسة في فرنسا ليسوا أغنياء كما ادّعى إدوارد.
حتّى مع هذه الزيادة فإنّ الطلّاب الأجانب في فرنسا سيدفعون رسوماً أقل بكثير ممّا يدفعه نظرائهم في الدول الأكاديمية الرائدة الأخرى مثل الولايات المُتحدّة وكندا وبريطانيا وأستراليا وهولندا.
انخفاض أعداد الطلاب الدوليين في فرنسا
على الرغم من زيادة أعداد الطلاب الدوليين القادمين إلى فرنسا في السنوات الماضية، فقد انخفضت نسبة الطلاب الدوليين المقبلين إليها وفقًا لتقرير نشرته كومبوس فرانس Campus France
حيث أشارت الأرقام الرئيسية في هذا التقرير أن فرنسا تراجعت بحلول عام ٢٠١٧ إلى المركز الخامس بعد أن كانت الدولة المضيفة الثالثة في عام ٢٠١١، إلا أنها مازلت تستقبل أعدادًا كبيرة وصلت إلى ٣٥٨ ألف طالب دولي في الفترة ٢٠١٨-٢٠١٩، وهو ما يزيد بنسبة ٢١٪ عن الأعوام الخمسة الماضية.
وأكّد التقرير أن تراجع فرنسا في نسبة إقبال الطلاب الدوليين يعود بصورة رئيسية إلى قوة نفوذ اللغة الإنجليزية في العالم الآن كلغة تعليمية، وظهور وجهات دراسية عديدة. ففي عام ٢٠١٧، إجتذبت فرنسا ٥٪ من الطلاب الدوليّين على مستوى العالم، مقارنة بنسبة ٧٪ قبل خمس سنوات.
وجدير بالذكر أن فرنسا تعد مقصدًا شعبيًا للطلاب الناطقين باللغة الفرنسية، ولا تزال المغرب والجزائر من أكثر البلدان العربية إقبالًا على الدرسة في فرنسا، حيث بلغت الزيادة ٢٣٪ و٤٢٪ بين عامي ٢٠١٣ و٢٠١٨.
وقالت السفارة الفرنسية في لندن لصحيفة ذا باي نيوز The PIE News أن حملة "Bienvenue en France مرحبا بكم في فرنسا " لاجتذاب الطلاب الدوليين متوقفة الآن مؤقتاً، رغم أن الجامعات تتوقع استقبال الطلاب في بداية العام الجديد مع استمرار إجراءات التسجيل .
وأضاف أوريلي بونال المتحدث باسم السفارة الفرنسية في لندن: "إن فرنسا تؤكد رغبتها في استقبال الطلاب الدوليين وتحرص على ضمان تجربتهم الدراسية بصورة جيدة". مشيرًا إلى التعاون مع الوكالات المختلفة للترويج لمدى جاذبية فرنسا، وأنّ لديها الكثير الذي تستطيع أن تقدمه لطلابها، فالجامعات الفرنسية تحتاج فقط إلى الوصول إلى الجمهور المناسب، والتركيز على الكيفية والميزة الفريدة للدراسة بها وتجربة الحياة الطلابية في مقابلة البلدان أخرى.
موضحًا أنّه لا يزال الطلاب الدوليين متمركزين في بعض الدول في العالم، فهناك أكثر من سبعة من كل عشرة طلاب يدرسون في خمس مناطق فقط.
آثار زيادة الرسوم الدراسية في فرنسا على الطلاب الدوليين
وفقًا لموقع باي نيوز ونقلًا عن مؤسس موقع Study.eu غيريت برونو بلوس، فإن زيادة الرسوم الدراسية للطلاب الدوليين خارج الاتحاد الأوربي، سيؤثر على قرارات الطلاب للدراسة في فرنسا.
جدير بالذكر أن فرنسا قد تراجعت من ثاني أكثر البلدان في الاتحاد الأوربي استقبالا للطلاب الدوليين في أوائل عام ٢٠١٩ إلى السابع في عام ٢٠٢٠ حتى الآن، و السبب الرئيسي لهذا التحول هو الرسوم الدراسية الجديدة التي تنطبق على غير الأوروبيين.