
نادين الخطيب طبيبة فلسطينية حصلت على شهادة البكالوريوس في الطب من جامعة ساساري في إيطاليا، أجرينا معها هذه المقابلة والتي أخبرتنا خلالها عن رحلتها الدراسية في إيطاليا.
- مرحبا نادين، لما اخترتي دراسة الطب دوناً عن كل التخصصات الأخرى؟
منذ أن كنتُ في المرحلة الابتدائية وأنا منجذبة للمواد العلمية التي تعتمد على العلوم والكيمياء والفيزياء في حين أنّي لم أكن مُغرمة على الإطلاق في المواد الأدبية. من ناحية أخرى فأنا أعتبر نفسي شخص يحب التأثير في المجتمع ومساعدة الآخرين، هل هناك مهنة أفضل من الطب للقيام بذلك؟
- عندما يتعلّق الأمر بالدراسة في الخارج فإنّ أغلب الطلّاب العرب يُفضّلون الدراسة في دول تتحدّث اللغة الإنجليزية مثل بريطانيا وأمريكا وأستراليا وكندا، لماذا اخترتِ إيطاليا؟
السبب الرئيسي الذي دفعني لاختيار إيطاليا هو أنّ دراسة الطب هناك متطوّرة وعملية جدّاً وتملك سمعة طيّبة في هذا المجال، من ناحية أخرى فلقد أردت استغلال فترة إقامتي خارج الوطن لتعلّم لغة أجنبية أخرى.
في الحقيقة لقد قدّمت طلبات للدراسة في جامعات في دول أوروبية أخرى، لكن إيطاليا كانت خياري الأول حيث الطعام والطقس والثقافة المتوسطية القريبة جدّاً إلى نمط الحياة في الدول العربيّة.
أمّا فيما يتعلّق بالدراسة في أمريكا، فأعتقد أنّ دراسة الطب هناك مُعقّدة وطويلة وتحتاج للكثير من الوقت والأموال.
اقرأ أيضاً: 5 أسباب تدفعك للدراسة في إيطاليا
- ابتعاد فتاة عن عائلتها وبلدها للدراسة في بلد أوروبي هو أمر غير شائع في مجتمعاتنا العربية، هل واجهتِ أيّة ضغوطات في هذه النقطة؟
على العكس، لقد حصلت على دعم معنوي كبير من عائلتي وأصدقائي والمجتمع المحيط بيK خاصّة أنّي ذاهبة لدراسة الطب وسأعود بعد بضعة سنوات أحمل لقب "دكتورة".
- هل كانت عملية الحصول على القبول الجامعي صعبة؟
لا يوجد هناك طريقة مُعيّنة أو خطوات مُحدّدة للتقديم على الجامعة. كل جامعة لديها مجموعة من الشروط والمُتطلّبات، وفي حال قمت بتلبية تلك الشروط ستحصل على القبول الجامعي.
لكن النقطة الأكثر أهمية للحصول على قبول من إحدى كليّات الطب هو اجتياز الامتحان الطبّي الموحّد الذي يجب عليك تقديمه والنجاح به قبل دراسة الطب في أي جامعة إيطالية.
- هل اتبعتِ أيّة دورات تحضيرية من أي نوع قبل السفر إلى إيطاليا؟
نعم، أحد شروط الحصول على تأشيرة طالب هو حضور 120 ساعة في دورات اللغة الإيطالية. التحقت بالمركز الثقافي الإيطالي في فلسطين لتعلّم اللغة هناك وتلبية شرط التأشيرة بالإضافة إلى أنّ كورس اللغة الإيطالية هنا يُكلّف القليل من الأموال مقارنة بإيطاليا.
- كيف كانت عملية الحصول على التأشيرة؟
بشكل عام لا يوجد أحد يساعدك في عملية التقديم على تأشيرة الطالب، لكن لأنّي كنت طالبة في المعهد الثقافي الإيطالي فقد حصلت على بعض المساعدة من المركز في هذا الأمر.
لكن يمكنني وصف عملية الحصول على التأشيرة بالسهلة نوعاً ما، حيث يُطلب من المُتقدّم إثبات قدرته على تحمّل تكاليف المعيشة وقدرته على تكلّم اللغة الإيطالية بدرجة مُعيّنة بالإضافة طبعاً إلى وثيقة اجتياز الامتحان الطبّي الموحّد.
في البداية ستحصل على التأشيرة من السفارة الإيطالية في بلدك، ثم ستقوم بتجديدها أثناء إقامتك في إيطاليا عبر مركز الشرطة في مدينتك.
- هل للجامعة أي دور في الحصول على التأشيرة أو تأمين السكن أو أيّة أمور أخرى؟
لا، على الإطلاق. كل ما تقدّمه الجامعة لك هي مستندات القبول لتقوم بتقديمها إلى السفارة الإيطالية.
- ما هي تكاليف الدراسة والمعيشة في إيطاليا؟
تختلف رسوم الدراسة بشكل كبير بين الجامعات والتخصصات وعادة ما تكون رسوم الجامعات الحكومية أقل بكثير مقارنة بالجامعات الخاصّة.
بالنسبة لي، فقد حصلت ابتداءاً من السنة الدراسية الثانية على منحة من الجامعة بقيمة 3500 يورو سنوياً وهو ما ساعدني بشكل كبير.
أمّا من ناحية تكاليف المعيشة فإنّ إيطاليا تُعتبر واحدة من أرخص دول الاتحاد الأوروبي. وفي إيطاليا نفسها فإنّ تكاليف السكن والمعيشة تختلف بين المدن والمناطق، وفي حين أنّ المدن الكبرى مثل روما وميلان ونابولي هي الأغلى فإنّ هذه التكاليف منخفضة إلى حدّ ما في جزيرة سردينيا حيث قضيت فترة دراستي.
على سبيل المثال، فلقد حصلت على غرفة خاصّة ضمن بيت طلابي مقابل 300 يورو شهرياً تشمل جميع الخدمات، في حين أنّ الحصول على غرفة مثلها في المدن الكبرى سيُكلّف مبلغ لن يقل عن 400 يورو في الشهر.
اقرأ المزيد عن السكن الطلّابي في إيطاليا
- يُقال أنّ اللغة الإيطالية من أسهل اللغات للتعلّم، هل هذا صحيح؟
إلى حدّ ما، هي لغة سهلة في التحدّث لكنّها صعبة عندما يتعلّق الأمر بالقواعد. اتبّعت دورات تعلّم اللغة الإيطالية لمدّة 3 أشهر في فلسطين و3 أشهر في إيطاليا، لكنّي احتجت المزيد من الوقت لإتقانها بشكل جيّد.
اقرأ أيضاً: 4 أسباب تدفعك لتعلّم اللغة الإيطالية
- وهل دراسة الطب صعبة؟
نعم، دراسة الطب تحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير. السنة الأولى بالذات كانت الأصعب بالنسبة لي حيث لغة جديدة تماماً وجو دراسي مختلف وبيئة جديدة بعيداً عن العائلة والأصدقاء.
من ناحية أخرى، فإنّ الجزء الأعظم من الامتحانات يعتمد على المقابلات الشفهية وتحتاج إلى جهد مُضاعف.
- كم سنة احتجتِ للحصول على شهادة الطب؟
6 سنوات، ثم قمت باتباع تدريب مدّته 6 أشهر حصلت بموجبه على رخصة تُتيح لي العمل كطبيبة في جميع دول الاتحاد الأوروبي، هذه الرخصة هي إحدى مزايا الدراسة في أوروبا.
- ما هي أكبر التحدّيات التي واجهتِها أثناء الدراسة والإقامة في إيطاليا؟
التحدّي الأكبر هو اللغة. في حين أنّ تحدث اللغة الإيطالية في الشارع أمراً سهلاً ويتحمّل ارتكاب بعض الأخطاء اللفظية والنحوية، إلّا أنّ اللغة الأكاديمية صعبة للغاية وتحتاج إلى الكثير من الدقّة والوضوح.
كما أنّ الاستقلالية كانت تجربة جديدة تماماً بالنسبة لي، حيث يجب علي أن أفعل كل شيء بنفسي مثل دفع الفواتير وتجديد الإقامة وحل المشاكل العالقة، كل هذا باللغة الإيطالية.
اقرأ أيضاً: 6 منح دراسية في إيطاليا
- حدّيثنا عن تجربتك خارج الجامعة، كيف قضيتِ وقت فراغك؟ وهل كوّنتِ صداقاتك دائمة أثناء دراستك؟
الدراسة في أوروبا مُمتعة للغاية! خلال فترة دراستي سافرتُ إلى العديد من الدول الأوروبية الأخرى حيث يوجد العديد من شركات الطيران الرخيصة جدّاً للسفر بين دول الاتحاد الأوروبي. كما أصبح لدي الكثير من الأصدقاء والذين ما زلت على تواصل معهم حتّى اليوم.
- كطبيبة عربية تخرّجتِ من إحدى جامعات إيطاليا، هل لديك أيّة نصائح للطلّاب الجُدد؟
نصيحتي الأولى لكل طالب يرغب بالدراسة في الخارج: ركّز على موضوع اللغة وادرس بلغة أهل البلد بدلاً من الدراسة باللغة الإنجليزية، في هذه الحالو ستشعر بأنّك أصبحت جزءاً من المُجتمع بدلاً من الشعور بكونك سائح وحينها ستبدأ بفهم نكات السكّان المحليين والمشاركة في مناسباتهم.
النصحية الثانية أن تدرس ما تحبه بالفعل وما ترغب أن تكونه بالمستقبل، ولا تدع العائلة أو المُتجمتع يُقرّرون عنك، فدراسة أي تخصّص يستغرق عدّة سنوات ويحتاج إلى الكثير من الجهد ففي حال لم تكن مُقتنعاً بما تفعله تأكّد أنّك ستعاني كثيراً قبل التخرّج.
هل لديك المزيد من الأسئلة عن الدراسة في إيطاليا؟ اطّلع على صفحة الدراسة في إيطاليا في موقع هوت كورسس