رغم أنها تُعد واحدة من أشهر وأكبر المدن وأكثرها ازدحاماً في العالم، إلا أن السفر إلى لندن قد يشعرك بالرهبة والخوف بالقدر نفسه الذي يشعرك فيه بالحماس، ولا شك في أنّ القلق من عدم القدرة على فهم وقبول حضارة جديدة ومختلفة يجعل من مجرد التفكير في الذهاب إلى مدينة الضباب أمراً متعباً.
لكن توجّه آلاف الطلاب من مختلف أنحاء العالم إلى لندن في كل عام يؤكد أن هناك سراً وسحراً يجذب هؤلاء الناس من مختلف الثقافات والحضارات إليها، ولمعرفة هذا السر قمنا بالتحدث إلى مانويل بيرتوغليا أحد الطلاب الإيطاليين الذي يدرس الاقتصاد في جامعة ميتروبوليتان لندن وسؤاله عن سبب اختياره لبريطانيا وعن التجربة التي مر بها.
لماذا قررت دراسة الاقتصاد خارج إيطاليا، ولماذا في بريطانيا تحديداً؟
في الواقع، لم أكن متأكداً مما كنت سأفعله بعد أن تخرجت من الثانوية العامة وقد بدت فكرة الدراسة في الخارج أمراً مثيراً للاهتمام وتجربة مميزة ستجعلني سعيداً وأكثر حماساً، وقد قمت باختيار كلية الاقتصاد نظراً لأن الدراسة والبحث في الأمور المادية والاقتصادية والتي تعد النظام الذي تقوم عليه المجتمعات تجذب انتباهي بشكل كبير إضافة إلى أنها تفتح أبواباً أمام فرص عمل كثيرة.
وقد اخترت لندن تحديداً لأنها واحدة من أهم المدن في العالم، فهي مليئة بالتسلية وتناسب الاختصاص الذي اخترته بشكل مثالي وذلك لأنها إحدى أهم المراكز الاقتصادية في العالم.
ماهي أهم الاختلافات بين إيطاليا وبريطانيا بعد أن عشت في بريطانيا كطالب؟ وهل هناك أي اختلافات في الطبيعة الأكاديمية؟
الحياة في كلا الدولتين مختلفة تماماً من الناحيتين الإيجابية والسلبية، وبالنسبة لي كإيطالي كان انطباعي الأول عن لندن أنها مدينة متعبة ومليئة بالجنون لكنها في الوقت نفسه تسمح لك بفعل العديد من الأمور والنشاطات.
الحياة الجامعية بدورها مختلفة أيضاً وأعتقد أن الجامعة في إيطاليا أكثر صعوبة نتيجة اختلاف أسلوب التعليم، ففي لندن تشعر بأن المحاضرين والأساتذة يريدون منك أن تتعلم ويبذلون أقصى ما يستطيعون من جهد لتحقيق ذلك بينما تكون العلاقة بين الطالب والمحاضر في إيطاليا بسيطة للغاية.
أخبرنا عن منطقة سكنك في لندن وعن رأيك في هذا الموضوع من ناحية الأشخاص والحضارة والنشاطات التي يمكنك القيام بها؟
لقد انتقلت للعيش في منطقة Manor House في شمال لندن منذ فترة قريبة لذا فإنني لا أعرف الكثير بعد إلا أنّ انطباعي الأول كان جيداً للغاية، فهذه المنطقة صحية جداً ومليئة بالأشجار وقريبة من منتزه Finsbury Park كما أنّها تحتوي على العديد من المتاجر الصغيرة والمقاهي إلى جانب المتاجر الكبيرة التي تستطيع إيجاد كل ما ترغب فيها، وإضافة لذلك يوجد مركز للتسوق بالقرب منها والعديد من الملاهي الليلية التي لا تغلق حتى ساعات متأخرة من الليل، كما تعد هذه المنطقة الجزء التركي من المدينة ولذا فإنها تحتوي على الكثير من المطاعم المميزة، وأكثر ما يهم في هذه المنطقة هو أنه يمكنك الوصول مركز المدينة في أقل من 20 دقيقة.
كيف وجدت السكن في لندن؟
لقد وفرّت مدرسة اللغة الخاصة بي منزلاً في الشهور الثلاثة الأولى بعدها قمت باستئجار غرفة مع كما يفعل باقي السكان اللندنيين.
ماهي خططك المستقبلية؟ هل هناك أي خطط أخرى للدراسة في الخارج أو للعمل في مجال ما؟
لا تزال هذه السنة الأولى لي من أصل ثلاث سنين ولحسن الحظ فإنّني أملك الوقت الكافي للتفكير في مستقبلي نظراً لأنني لا أملك فكرة واضحة تماماً في الوقت الحالي، وآمل أن أجد عملاً مناسباً في مجال دراستي، لكن على أي حال يمكنني القول بأنني لن أعود إلى إيطاليا قبل بضعة سنوات.
ما رأيك بجامعتك؟ ما أكثر الأمور التي أعجبتك في دراستك في هذه الجامعة؟
أنا أحبّ الأجواء كثيراً في هذه الجامعة نظراً لوجود العديد من الطلاب من مختلف أرجاء العالم وتوفر الفرصة للتبادل الثقافي والحضاري الأمر الذي تتميز به مدينة لندن عن غيرها من المدن.
إضافة لذلك فإن الطاقم التدريسي متمكّن وذو خبرة ويقدّم المساعدة للطلاب بشكل كبير، كما يوجد مكتبة كبيرة مجهزة بحواسيب تساعد الطلاب في دراستهم.