في ظل تسارع الخطوات لإيجاد لقاح ضد فيروس كورونا المستجد لتقليل عدد الوفيات والإصابات في العالم، أجريت العديد من الدراسات في الجامعات المختلفة، ولعل أبرزها والتي ذاع صيتها في العالم اليوم الدراسات التي أجرتها جامعة أكسفورد منذ أبريل/نيسان الماضي والتي أسفرت عن نتائج يتحدث العالم عنها اليوم، نحاول معًا استكشاف هذا العلاج الجديد وما يمثله من نقلة نوعية في مستقبل مواجهة كوفيد-19 الذي اجتاح العالم ولم يفرّق بين دول نامية من متقدمة، ولا كبير ولا صغير، فأصبح الوباء الذي اتحد العالم معًا لمواجهته.
كيف عملت جامعة أكسفورد على اللقاح الجديد؟
وضع العلماء في جامعة اكسفورد أهدافًا محددة قبيل البدء في أبحاثهم حول هذا اللقاح الجديد وهو المساعدة في علاج الفئات الأكثر تضررًا خاصة فئات كبار السن وأصحاب الأمراض المُزمنة ومن يعانون ضعفا في الجهاز المناعي، مما قد يؤثر على استجابة أجسامهم بشكل فعّال لأي لقاح محتمل.
تعاونت جامعة أكسفورد مع شركة أسترا زينيكا العملاقة للأدوية، والتي كشف الرئيس التنفيذي لها باسكال سوريوت أن هذا اللقاح يعالج الأجسام المضادة وهو مزيج من جسدين مضادين في جرعة واحدة، قد تقلل من فرصة تطوير الشخص لمقاومة مناعية لأحدهما، بحسب تصريحات له لصحيفة تليغراف البريطانية.
ما معنى العلاج من خلال الأجسام المضادة؟
هو العلاج من خلال تقوية الجهاز المناعي على مقاومة الفيروسات والجراثيم، لذا يسمى بالعلاج المناعي أيضًا وهو معالجة بيولوجية يعتمد على تحفيز جهاز المناعة وبالتالي تمكينه من انجاز وظائفه بشكلٍ أكثر فاعليّة لمقاومة الفيروسات.
ما مدى نجاح لقاح فيروس كورونا المستجد؟
أكد علماء أوكسفورد في وقت سابق أنهم واثقون من فعالية اللقاح الذي يطوّرونه، في وقت تستمر فيه التجارب السريرية للقاح، في بريطانيا وكذلك البرازيل مع ارتفاع معدل الإصابات فيها في الوقت الراهن.
متى ستظهر النتائج النهائية حول هذا اللقاح؟
من المتوقع أن تظهر النتائج حول هذا اللقاح بحلول شهر يوليو/ تمّوز المقبل، بحسب سوريوت، كما أكد مسؤولون بريطانيون أنّ 30 مليون جرعة من لقاح كوفيد 19 ستكون متاحة في بريطانيا بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل، وذلك رغم تشكيك بعض العلماء من إمكانية توفير لقاحات فعالة في وقت قريب.
ما هي أهم المعلومات المتوفرة بشأن هذا اللقاح؟
-
أطلق على اللقاح اسم "ChAdOx1 nCoV-19"، تم تطويره من فيروس غير مؤذ، ثم جرى تعديله وراثيا حتى يحمل جزءا من فيروس كورونا.
-
قال الخبراء إن هذا اللقاح قادرًا على توليد استجابة مناعية قوية من جرعة واحدة فقط.
-
يؤكد فريق الباحثين على أنه تم تطوير هذا اللقاح في سرعة قياسية معربين عن ثقتهم الكبيرة فيه.
-
نشر موقع "بيزنس إنسايدر" أنه تم اختبار اللقاح على ستة قرود، فاكتسبت أجسامهم مناعة ضد المرض رغم تعريضهم لمستويات عالية من الإصابة.
-
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن نحو 6 آلاف شخص سيخضعون لاختبار لقاح أوكسفورد.
-
على الرغم من أن الخبراء يقولون إن إنتاج لقاح كورونا قد يحتاج على الأقل 12 شهرا، إلا أن فريق أوكسفورد يتوقع أن تكون الجرعات الأولية من اللقاح جاهزة في أواخر الصيف، بحلول شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.
-
قال البروفيسور أدريان هيل، مدير معهد جينر في جامعة أكسفورد المسئول عن إنتاج اللقاح، أن "هدف الفريق هو انتاج على حوالي مليون جرعة بحلول سبتمبر/ أيلول ، مباشرة بعد حصولنا على نتائج الاختبارات بشأن مدى فعالية اللقاح".
ما هي مراحل تجريب مدى فاعلية اللقاح الجديد؟
بدأت المرحلة الأولى من تجربة المتطوعين البالغين الأصحاء في أبريل/ نيسان حيث تم الانتهاء من أكثر من 1000 تطعيم والمتابعة مازالت جارية.
يتضمن الجزء الثاني من الدراسة توسيع النطاق العمري للأشخاص الذين يتم تقييم اللقاح فيه ، ليشمل عددًا صغيرًا من كبار السن والأطفال:
-
الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 56-69
-
الأشخاص فوق 70 عامًا
-
الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 5-12 سنة
بالنسبة لهذه المجموعات سيقوم الباحثون بتقييم الاستجابة المناعية للقاح لدى الأشخاص من مختلف الأعمار، لمعرفة ما إذا كان هناك اختلاف في مدى استجابة الجهاز المناعي لدى كبار السن أو الأطفال.
يتضمن الجزء الثالث من الدراسة تقييم كيفية عمل اللقاح في عدد كبير من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا. ستقوم هذه المجموعة بتقييم مدى نجاح اللقاح في حماية الأشخاص من الإصابة بالعدوى.
سيتم اختيار المشاركين البالغين في كل من مجموعتي المرحلتين الثانية والثالثة بشكل عشوائي لتلقي جرعة واحدة أو جرعتين إما من لقاح ChAdOx1 nCoV-19 أو لقاح (MenACWY) الذي سيتم استخدامه بمثابة "عنصر تحكم" للمقارنة.
ما هي مكونات لقاح ChAdOx1 nCoV-19؟
يتكون هذا اللقاح من فيروس (ChAdOx1)، وهو نسخة ضعيفة من فيروس نزلات البرد الشائعة (فيروسات غديّة) التي تسبب التهابات في الشمبانزي، والتي تم تغييرها وراثيا لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
في النهاية وسط الظلام علينا أن نتتبع النور ونحتفي مع العالم مع بدء ظهور بشارات لعلاج هذا الفيروس المستجد الذي أطاح بالعالم بأكمله.
اقرأ أيضًا:
كيف سيؤثر فيروس كورونا على دراسة الطب حول العالم؟
أسئلة شائعة: تأثير فيروس كورونا على دراستك
المصطلحات المتعلقة بفيروس كورونا