التعليم في بريطانيا
منذ بداية النهضة الاوروبية ، والتى كان لبريطانيا دورا كبيرا فيها ، أصبحت - كنتيجة طبيعية لدورها الريادي - واحدة من اهم دول العالم فى القرنين الأخيرين انتاجا للعلماء والاكاديميين على مستوى العالم ، فى كافة المجالات المختلفة..
الحقيقة أن بريطانيا تحديدا اكتسبت شهرتها كوجهة رئيسية للدراسة للطلبة من مختلف الجنسيات العالمية ، لعدة أسباب أهلتها لهذه الشهرة ، وجعلت منها منبرا من أولويات اختيار الطلبة الراغبين فى الدراسة فى الخارج ، وفي مقدمتهم الطلاب من عالمنا العربي.
جامعات عريقة وتخصصات مختلفة :
لست فى حاجة الى أن تكون من هواة القراءة فى التاريخ ، لتعرف مدى عراقة التعليم البريطانى ، وأصالة جامعاته المختلفة التى ساهمت اسهاما عظيما فى كافة المجالات المختلفة لعشرات السنين المتتالية ..فمن النادر ان تجد شخصية أكاديمية متميزة سواء فى الغرب أو فى عالمنا العربي ، ولم يسبق له الدراسة فى إحدى الجامعات البريطانية ، وحصل على درجة اكاديمية من خلالها..
عندما تتحدث عن الجامعات والمعاهد والمراكز التعليمية البريطانية ، فانت تتحدث عن قائمة طويلة من المنارات المشرفة فى تاريخ العلوم والفنون والآداب وكافة الصناعات ، مثل : اسكفورد وكمبريدج وجامعة يورك وإدنبرة ولندن وليذز ، وغيرها من الجامعات المتخصصة ، والتى حققت انجازات كبيرة للبشرية جمعاء فى مختلف المجالات.
أتى هذا التميز بسبب البيئة التعليمية الإبداعية التى توفرها نظم التعليم البريطانية على مدى عقود متتالية ، تعمل على تطوير الامكانيات العلمية والفكرية للطالب ، وجعله دائما في مواكبة تطورات الحاضر وتطلعات المستقبل..إلى جانب معايير الجودة العالية للمؤسسات التعليمية البريطانية التى تعتبر من ضمن الأفضل على مستوى العالم ، الأمر الذي جعل العديد من الجامعات المرموقة الدولية تحاول أن تسير على نهجها الإداري والتعليمي والإبداعي.
وتتنوع الدراسة فى بريطانيا على مجال واسع وعريض من التخصصات المختلفة ، التى تشملها المؤسسات التعليمية البريطانية التى لا يقل عددها عن 3000 مؤسسة تتنوع مابين معاهد وكليات ومدارس تشمل جميع التخصصات بلا استثناء ، سواءا على مستوى التعليم المهنى أو العالى او الجامعى والأكاديمي والدراسات العليا ، وتسقبل مالا يقل عن 250 الف طالب وافد أجنبي سنويا ، ولذلك فهي مهيأة لاستيعاب الخدمات الطلابية المختلفة سواءا فى الجوانب الدراسية او الثقافية او المعيشية والسكنية وغيرها
انضمامك لإحدى هذه المنارات التعليمية المضيئة ، سيمثل بالتأكيد اضافة هائلة لك على المستوى الشخصى والتعليمي والوظيفي والبحثي والإبداعى ، كونها نحظى بشهرة عالمية وتنال احتراما وتقديرا بالغين من أرباب العمل او الجهات الأكاديمية البحثية.
تعدد الثقافات :
المجتمع البريطانى يعد من أكثر المجتمعات العالمية انفتاحا على الثقافات والخلفيات والمعتقدات ، ويضم أعراقا متعددة تعيش على أرضه سواءا على مستوى المهاجرين او المقيمين ، او على مستوى آلاف الطلبة الوافدين سنويا ، وهو الأمر الذي يضفى حيوية أكبر للتنوع الثقافي في بريطانيا..
وعلى المستوى الدراسي ، فالمؤسسات التعليمية البريطانية كما ذكرنا تشمل طلابا وافدين من كل انحاء العالم ، الأمر الذي يقلل من شعور الطالب العربي بالغربة ، ويساعده أكثر على الاندماج بالمجتمع وثقافاته المتعددة التى يعايشها ، وهو الامر الذي يعد دراسة مضافة الى دراسته المتخصصة ، كونه يتعايش مع مجموعة عريضة من الجنسيات والثقافات فيتشبع بمفاهيم التعايش مع الاخرين.
الموقع الجغرافي :
رغم أن بريطانيا تقع فى الشمال الغربي من القارة الاوروبية ، إلا أنها – مقارنة بغيرها من الدول ذات النظم التعليمية العالية – تعد الأقرب الى الشرق الأوسط والشمال الافريقي ، ولا يحتاج السفر اليها الا بضع ساعات ، فى وقت يستغرق السفر لدول أخرى وقتا طويلا للغاية ، ناهيك عن سهولة إجراءات الحصول على التأشيرة الدراسية لبريطانيا ، وبعدها عن التعقيدات
بلاد ممتعة :
ولا يمكن أبدا إغفال الجانب الممتع للاقامة فى بريطانيا والدراسة بها ، فإلى جانب كل ماسبق من عوامل الجذب للدراسة فى بريطانيا ، لا يمكن اغفال الجوانب المعيشية بها ، والمتعة التى يستشعرها الطالب باستمرار كونه متواجدا فى بلاد لها امتدادات تاريخية شيقة ، وامتدادات طبيعية خلابة ، ففي كل مكان تذهب اليه ستتعلم شيئا جديدا على المستوى الشخصي ، الى جانب سهولة تنقلك من بريطانيا الى كافة أنحاء اوروبا وبساطة تكاليف التنقل داخل المدن او خارجها.
الطالب الذي يرغب فى الدراسة بالخارج ، واختار بريطانيا كي تكون وجهته الدراسية ، لن يعود الى وطنه مشبعا بتعليم متميز وشهادة أكاديمية مرموقة فقط ، بل سينال بالاضافة الى ذلك جوانبا انسانية عديدة سيظل وقعها مستمرا طوال حياته ، مساهمة فى تطوير فكره وبالتالى يمتد أثرها لمجتمعه المحيط به.