
تخطت المؤسسات العلمية الامريكية نظرائها في أنحاء العالم وتربعت على قمة التصنيف العالمي للجامعات لعام 2013-2014 وذلك للعام الثاني على التوالي، وهو التصنيف الذي يجريه موقع Times Higher Education.
وطبقا للتصنيف، احتل معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا القمة للعام الثالث على التوالي، وجاء في المركز الثاني مناصفة جامعتا هارفارد واكسفورد، واحتلت جامعة ستانفورد المركز الرابع، بينما جاء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في المركز الخامس.
وقد احتلت المؤسسات العلمية الأمريكية نسبة 40% من قائمة افضل 200 جامعة على مستوى العالم، وتمثلت هذه النسبة في 77 مؤسسة علمية جاءت 15 منها في العشرين مركز الأوائل.
هذا وقد كانت المملكة المتحدة منافسا شرسا حيث دخل 31 من جامعاتها في التصنيف رغم ما واجهته هذا العام من اضطرابات، وجائت بعد ذلك هولندا بعدد 12 جامعة ضمن التصنيف، ثم المانيا ممثلة ب 10 جامعات، وأخيرا فرنسا ممثلة بـ 8 جامعات.
وقد كانت المفاجأة الكبرى هي خروج الجامعات التي لا تتواجد في المثلث الذهبي (اوكسفورد، كامبريدج، لندن) من التصنيف، وهذا من شأنه أن يؤثر بشكل كبير ومحتمل على الجامعات المتواجدة في كل مكان عبر المملكة المتحدة وذلك من قبل الطلاب الدارسين الاجانب حيث أنهم يفضلون تلك المؤسسات المشهورة المتواجدة بلندن و اوكسبريدج. وقد ينتج عن ذلك رفض الطلاب للجامعات التي لم يسمعون عنها من قبل أو تلك التي لا توجد في المنطقة الجنوبية الشرقية.
وطبقا للتصنيف الخاص بالجامعات الاسيوية، فقد خسرت الجامعات الاوروبية ارضية جديدة أمام جامعات الشرق الاقصى.
ورغم ذلك، كان هناك إجماعا بأن المملكة المتحدة قد ابلت بلاء حسنا هذا العام نظرا للصعاب التي واجهتها خاصة فيما يتعلق بالتضيقات المتعلقة بتشديد إجراءات وقواعد الهجرة.
وجدير بالذكر، أن التصنيف العالمي لموقع التايمز للتعليم العالي يحظى بقدر كبير من الاحترام لدى الاوساط الدولية التعليمية و ينتظره الكثير بشغف كل عام. ويعتمد التصنيف على 13 مؤشرا للأداء متضمنة السمعة، نسبة الموظفين مقارنة بالطلاب وخلافه.
حوار مع فيل باتي، محرر موقع التايمز للتعليم العالي
هل هناك تخوفات من أن يعتمد الطلاب الدوليين على هذه التصنيفات بحيث يقدمون في الجامعات المتواجدة في مناطق معينة في المملكة المتحدة مثل لندن واكسفورد وكامبريدج، ومن ثم يعزفون عن التقديم في الجامعات المتراميه على انحاء المملكة؟
في الواقع، فان كل الادلة تشير أن الطلاب بالفعل يقدمون في هذه المناطق بشكل أساسي، يرجى الإطلاع على اخر تقرير حكومي التعليم الدولي – النمو والرخاء العالمي: سرد تحليلي متمم، من إدارة الاعمال التجارية والابداع والمهارات.
وفي واقع الأمر فإن ذلك قد يكون نبوءة ذاتية التحقق، وتعد النظرة الدولية أحد المؤشرات التي تؤخذ في الاعتبار عند عمل تصنيف 2013-2014، ومن ثم فإن الطلاب يتحملون مسئولية جزئية في التصنيف.
هيمنت الولايات المتحدة على التصنيف هذا العام، فعلى الرغم من أنهم دائما ما يؤدون بشكل جيد، هل هي حالة "عمل معتادة"، أم أنك لاحظت قفزات أو تعثرات في مناطق معينة أدت لذلك؟.
في الولايات المتحدة، رغم وجود علامات للانخفاض في مستوى التعليم الوطني العام الماضي نظرا لتخفيض التمويل الحكومي للمؤسسات العامة، إلا أن المؤسسات العلمية في الولايات المتحدة استطاعت ادارة الأمور بشكل جيدة وصمدت أمام التحدي المتمثل في اسيا هذا العام. ويرجع هذا – بشكل جزئي – إلى زيادة الدرجات الخاصة بالنظرة الدولية لهذه الجامعات بالاضافة إلى استقطاب طلاب جدد.
من وجهة نظرك ما سبب التواجد الأوروبي المتواضع هذا العام في التصنيف؟ هل هي نتيجة الملاحقة القوية من قبل الجامعات الاسيوية؟
رغم أن الموقف الأوربي لم يكن في مرحلة الخطر هذا العام، إلا أن هذا لن يمنعنا من القول بأن الوجود الأروبي يواجه تحديات واضحة.
واضافة إلى ذالك أيضا، فينما بدت الاجراءات التقشفية واضحة في أوروبا، في المقابل تتلقى الجامعات الاسيوية مبالغ كبيرة من الاستثمارات، وهو ما يؤثر بشكل كبير بلا شك.
فالاستثمارات تجذب الكفاءات الاكاديمية وتوفر المرافق التي تسمح باستقبال افضل الطلاب، بجانب السماح بنشر الابحاث العالمية، وهو ما يؤثر بشكل إيجابي على سمعة الجامعة العالمية.
ربما ما يعيق من مضي الجامعات الاسيوية قدما يتمثل في ضرورة زيادة التعاون في الابحاث الدولية والشبكات الدولية بجانب استقدام عدد أكبر من أطقم التدريس الدولية والمزيد من الطلاب الدوليين.
ورغم أن اللغة الانجليزية – لغة التواصل الدولية – متواجدة بقوة في بلدان مثل هونج كونج و سنغافورة، إلا أن هناك العديد من دول شرق اسيا لايزال لديهم قصور بخصوص هذا الشأن.