لعام ٢٠٢٠ ولأكثر من عام على التوالي احتل معهد ماساتشوستس للتقنية والتكنولوجيا القابع في مدينة كامبريدج في ولاية ماساتشوستس الأمريكية المركز الأول في تصنيف أفضل الجامعات على مستوى العالم، وذلك التصنيف قد وصل إليه المعهد بعد محاولات عدة للتدرج بين أفضل جامعات العالم حتى الوصول إلى القمة، ولنفهم لماذا وصل المعهد إلى هذا المركز المتقدم يجب أن نبحث عن الأساليب العملية والتعليمية بداخل أروقة هذا المعهد، والتاريخ الكامل لهذه المؤسسة العريقة، والذي سمح له أن يسير بخطى ثابتة نحو هذا التقدم الكبير، ويواكب جامعات العالم، بل ويصل إلى قمتهم، ويتربع في مكانة لم تستطع أية جامعة أخرى تحريكه منها حتى الآن.
رؤية مؤسسه:
هذا المعهد أسسه العالم الأحيائي الشهير ويليام باتون روجرس في القرن التاسع عشر، وتحديدًا في عام 1861، هذا العالم الذي آمن بأن هذا المعهد سيكون قادرًا على دفع التنمية الصناعية إلى الأمام، من خلال نظام تربوي تعليمي يجمع بين البحث والتعليم من جهة، وبين الصناعة من جهة أخرى، وقد أدت هذه الفلسفة إلى أن تعتبر الصناعة والأبحاث شيئًا أساسيًا في تكوين المعهد، المعهد الذي بدأ في عام 1865 بالعمل واستقبال الطلبة، ليسير بخطى ثابتة على مدار مائة وخمسة وخمسون عامًا، أثبتت أن رؤية مؤسسه كانت صحيحة منذ البداية، والدليل هو تواجده في هذه المكانة المرتفعة في وقتنا هذا.
المنهج المتبع:
التدريس في المعهد يعتمد على الأسلوب الطبيعي المتبع في معظم جامعات العالم، فيشرح الأساتذة المناهج للطلاب بشكل مستفيض، ثم يطلب الأساتذة من الأساتذة المساعدين إدارة نقاش واسع مفصل حول موضوع المحاضرة، أو ينقسم الطلاب إلى مجموعات للتفكير في حل مسألة معينة أو فكرة معينة تناقشها المحاضرة، أو لإنجاز نشاط ما يطلبه الأستاذ، كما أن الطلبة بعد انتهاء الفصل الدراسي يسلمون كل هذه الأبحاث والأنشطة للجامعة لتذهب إلى الدفعة القادمة، فتبدأ كل دفعة من حيث انتهت ما كانت قبلها، كما أن الجامعة في أول فصل دراسي للطلبة في الجامعة لا تمنحهم التقديرات المختلفة، فقط تقرر إذا نجح أو رسب في المادة، ثم تبدأ في الفصل الدراسي الثاني من إضافة التقديرات المختلفة كل حسب ما أنجز في الاختبارات المختلفة، وعند الرسوب لا يعترف المعهد بدخول الطالب إلى المادة من الأساس، ولذلك لا يمكن أن تجد شهادتك بعد التخرج محتوية على إقرار برسوبك في شيء ما، ولكنك أيضًا لن تتخرج سوى عندما تنجز جميع المواد والاختبارات المطلوبة منك بنجاح.
الأقسام والتخصصات:
لطلبة البكارليوس في معهد ماساتشوستس العديد من الأقسام المتنوعة، مثل قسم البيولوجيا والذي يختص بعلم الأحياء والتطورات والتغيرات الحادثة فيه، وتخصص الاقتصاد وما يحدث حول العالم في هذا الجانب، وقسم العلوم السياسية الخاص بدراسة سياسات العالم، وقسم علوم اللغة الذي يعنى بدراسة اللغات وطريقة تناولها، وقسم الإدارة وما يحتاجه الطالب ليكون خبيرًا في إدارة المؤسسات، وقسم العلوم الفيزيائية وعلوم الكون والحياة، بالإضافة إلى بعض التخصصات لشهادة الماجستير مثل جوانب الهندسة المختلفة، وجوانب هندسة المعلومات والتصميم الإلكتروني والنظم المعلوماتية، كما أن المعهد يضيف بعض البرامج الأخرى تتيح للطالب تعلمها والبحث فيها أثناء الدراسة أو في فترات الإجازات القصيرة.
الطلاب وهيئة التدريس:
في معهد ماساتشوستس ستجد تناغمًا كبيرًا بين الأساتذة والأساتذة المساعدين والطلاب، بل والعاملين والإداريين أيضًا، فداخل أروقة الجامعة يعلم أهل كل فئة من هذه الفئات أنهم أسرة واحدة هدفهم الرئيسي هو الاستفادة من بعضهم البعض، وإفادة الدفعات القادمة أيضًا، فهي سياسة صارمة يتبعها المعهد، كما أن القائمين عليه يعلمون جميعهم جيدًا أن هذه السياسات هي ما تضمن بشكل كبير استمرار المعهد على رأس هرم جامعات العالم.
النشاطات المستقلة:
خلال شهر يناير، وفي فترة أربعة أسابيع فإن الطلبة يهتمون بمصالحهم الدراسية الخاصة وأهدافهم، بحيث يبقى العديد من الطلبة في الحرم الجامعي تبعًا لأحد البرامج حيث هناك تشكيلة واسعة من الورش المختلفة المجالات والتخصصات من ممكن لهم أن يشاركوا فيها، وقد وصل عدد هذه الورش إلى 600 ورشة، ما بين مشاريع بحوث مستقلة أو حلقات دراسية نقاشية أو أعمال ميدانية أو سلسلة محاضرات، والكثير من النشاطات التي لا تلائم التقويم الأكاديمي التقليدي الذي تتبعه الجامعة، ولذلك فإن العديد من طلاب الكلية يعيش في تجارب دراسية إبداعية مفيدة جدًا أثناء هذا البرنامج، كما أنه بعيدًا عن ذلك فإن هناك العديد من المواقع المخصصة لمساعدة الطلاب الجدد في فهم المعهد وكيفية الالتحاق به.
الإسهامات:
بسبب كل ما سبق فإن المعهد قد ساهم بشكل كبير في تطوير المجتمع الأمريكي الصغير، والمجتمع الدولي ككل، وذلك بسبب خريجيه في شتى المجالات، والذين ساهموا في الاكتشافات المختلفة التي طورت حياة الإنسان على مدار كل هذه الأعوام، وأيضًا قد ساهم المعهد في التقدم العلمي على مستوى العالم عن طريق الأبحاث التي قدمها للعالم وأتاحها للاستفادة العامة، وما زال المعهد يمنح العالم خريجين يطورون ويحسنون في حياة البشر، مما يضمن له الاستمرار على مكانته الثابتة، وتطوير نفسه أيضًا بشكل مستمر.
اقرأ أيضًا:
أفضل 10 جامعات في العالم للدراسة فيها في 2020