أساسيات
الدراسة بالخارج : السكن و الإقامة

العثور على منزل فترة الدراسة بالخارج: المنافسة تتطلب ذهن حاضر

share image

إيميليا  طالبة أجنبية في المملكة المتحدة تتحدث عن محاولات الحصول على سكن للطلاب و تشارك خبرتها مع الآخرين فيما يخص الوجبات و شركاء الغرف.

" أكثر ما كان يؤرقني بجانب السفر هو الإقامة. فرغم الحكايات التي سمعتها عن سكن الطلاب و مستواها الراقي و شركاء الغرف الودودين الذين يتحولون على أصدقاء و الطعام الممتاز لم أكن أظن أن إقامتي ستكون جيدة لأني سأدرس في المملكة المتحدة بجانب أني لست الشخص الذي يستمتع بمشاركة مشاهدة البرامج التليفزيونية.

بدأت سنتي الأولى بالجامعة بعد أن قمت بالتقديم للسكن الجامعي الخاص بجامعة بريستول بعد إنهاء إجراءات الإلتحاق بالجامعة في منتصف شهر يونيو. تم تسجيل البيانات على شبكة الانترنت و التي وفرت صور للتسهيلات و العروض المتوفرة بالسكن. كان هناك خياران أولهما يشمل تقديم وجبتي الإفطار و العشاء بجانب وجبة الغداء أيام الإجازات بينما الخيار الآخر هو توفير مطعم في السكن و عدم تقديم الوجبات. كان إختياري الأول هو أن أسكن بمكان به مطبخ و الإختيار الثاني هو السكن الذي يقدم الوجبات. أتممت بعض الأسئلة عن هواياتي و التي قد تتناسب مع بعض شركاء الغرفة المحتملين.

بعد إتمام الإجراءات انتظرت حتى بداية شهر سبتمبر حيث تم إبلاغي بقبولي في السكن الجامعي الذي يقدم الوجبات و هو ما كان إختياري الثاني. لم أهتم كثيرا لإزاحة عبء طهو الطعام عني. قمت بحزم أمتعتي التي قد أحتاج إليها مثل ملاءات و وسائد  في أكياس مفرغة من الهواء.

 و السكن الذي لا يقدم الطعام يناسب الأشخاص ذوي أنظمة تغذية معينة أو من لديهم حساسية تجاه بعض الأطعمة. أما السكن الذي يوفر الطعام فهو ملائم جدا لباقي الطلاب. من الجيد الحصول على وجبة العشاء في وقت محدد برفقة بعض الأشخاص فهذا يذكرك بالمنزل. كان من الممكن أن يصبح الأمر أسوأ و لكن كان صعب إعتياد الأمر مقارنة بطعام المنزل الذي كانت تعده والدتي.

كانت السنة الأولى جيدة و لكن السنة الثانية كانت محطمة للأعصاب. معظم  الطلاب كانوا قد وجدوا أصدقاء لهم للسكن معاً ثم قاموا بالبحث عن أحد المنازل من خلال أحدى وكالات تسكين الطلاب. كما تمنح الجامعة مساحة إعلانية للطلاب للإعلان عن حاجتهم إلى شركاء سكن أوللإعلان عن أماكن سكن. هذا الإجراء يبدو بسيطا و لكنه معقد عملياً.

تغيرت المجموعة التي كنت أسكن معها خلال سنتي الأولى عدد لا يحصى من المرات إلى أن توصلت إلى مجموعة من 5 أفراد. فقد غير الكثيرون خططهم أو تراجعوا عن فكرة السكن مع أحدهم و لم تستقر الأمور حتى منتصف شهر يناير. كانت مجموعتي عبارة عن ثلاثة فتيات و شابين. كانت الفتيات مجرد صدديقات و الشابين كانا من نفس البرنامج الدراسي.

قمنا بالبحث عن منزل في وكالات التسكين المختلفة. كانت المنازل في حالة سيئة فقمنا بزيارة أكثر من مكان حتى عثرنا على منزل ملائم فقمنا بحجزه من الشركة فوراً ثم ذهبنا في اليوم التالي لدفع المستحقات المالية.

لم يكن البحث عن منزل هو الصعب و لكن الصعب هو العيش مع أشخاص دون وجود مراقب أو شخص أكبر يقوم بحل النزاعات و الفصل فيها. فإذا نشأ صراع بين شخصين لم يكن هناك أحد للمساعدة و المساهمة في إنهاؤه. كان أفضل حل لتفادي هذه المشكلات هو تجاهلها على قدر المستطاع.

في السنة الأخيرة لم يعد هناك مزيد من النزاعات. أخيرا حصلت على غرفتي الخاصة و استمتعت بإدارة حياتي . تعلمت أنه لا يوجد سكن مشترك مثالي مهما كانت درجة توافق أفراده، و لكن على الشخص أن يكون متحضرا  و لطيفا و يتذكر أن هذا النمط من العيش لن يستمر إلا لبضعة أشهر فقط.