
نتيجة لانخفاض قيمة العملات العربية مقابل الدولار الأميركي، أصبح هناك تغير واضح فى التوجهات الدراسية العامة بين الطلاب والمهنيين الراغبين فى الدراسة فى الخارج. حيث ساهم إنخفاض العملات العربية أمام الدولار الأمريكى فى التأثير الكبير على طلاب الشرق الأوسط وقراراتهم الدراسية.
فى عصرنا الحالى نجد رجال الأعمال يبحثون عن وسائل وسبل لتعظيم علاقاتهم التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية فى حين نجد الطلاب فى الشرق الأوسط يبحثون عن بدائل دراسية للجامعات الأمريكية. حيث نلاحظ إزدياد تكلفة الدراسة فى الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة في الجامعات الخاصة والتى أصبحت تصل الى درجة لا يمكن للطالب تحملها، لذلك نجد الآن العديد من الطلاب يختارون الجامعات الحكومية في الولايات المتحدة التى تتميز بجاذبيتها من حيث عامل التكلفة وأيضاً نفس مستوى جودة التعليم.
مما لاشك فيه أن الدراسة على مستوى الدراسات العليا فى الخارج أو الدراسة على مستوى الدراسات الجامعية في الولايات المتحدة هو أفضل خيار تعليمى، خصوصا إذا كان الطالب ينشد مجال مهنى يتسم بالتنافسية، ولكن مع التغيرات الإقتصادية الحالية، يبقى خيار الدراسة فى الجامعات الأمريكية الأفضل لكن مع خيارات مختلفة.
تفيد التقارير أن ما يقرب من مائة ألف طالب من الشرق الأوسط يتجه إلى الدراسة بجامعات الولايات المتحدة فى كل عام. حيث تم جمع هذه المعلومات من مراكز التوجيه المهنى وغيرها من المواقع التي تقدم معلومات حول الدراسة في الولايات المتحدة. هذا الاتجاه الدراسى آخذ فى التغير ببطىء مع تزايد عدد الطلاب الباحثين عن خيارات دراسية ذات تكلفة أقل من المؤسسات التعليمية الأمريكية ذات الرسوم المرتفعة.
لوحظ تغير فى العام الدراسى 2011-2012 حيث إرتفع عدد الطلاب الين يتقدمون بطلبات للدراسة فى الجامعات الحكومية الأمريكية ليصل إلى 43٪ ومن المتوقع ترتفع تلك النسبة فى العام الدراسى 2012-2013 لتصل الى 62٪. حيث أصبح الطلاب يتقدمون - على سبيل المثال – إلى جامعة فلوريدا وجامعة أريزونا بدلاً من التقدم لمعهد جورجيا للتكنولوجيا أو بوردو.
على سبيل المثال أيضاً، إذا كان هناك 1000 طالب يتقدمون بطلبات للدراسة فى الجامعات الأمريكية، فإن ما يقرب من 40٪ يتقدمون للدراسة لدى الكليات التى تتراوح رسومها بين 15000 و 20000 دولار. بينما يتقدم 16٪ من الطلاب لدى الجامعات التى تتراوح رسومها بين 20000 إلى 25000 دولار. و27٪ من الطلاب يقولون أنهم مستعدون للتقدم للدراسة لدى الجامعات أو الكليات ذات الرسوم الأعلى من 25000 دولار. كما أن هناك 17٪ من الطلاب يبحثون بشكل ملحوظ عن قبول بالجامعات التى تكون رسومها 15000 دولار أو أقل؛ وبالتالى فالطالب الآن فى معركة بين اختيار كلية أو جيدة أو كلية تناسب حالته المادية ومسئولياته المالية.
وعادة ما تكون جامعات حكومية في أمريكا الخيار الأكثر تفضيلاً بالنسبة للطلّاب الدوليين، فهي من ناحية أقل تكلفة ومن ناحية أخرى هي جامعات معترف بها على نطاق واسع مقارنة بالجامعات الخاصّة.
عند المقارنة بين عدد من الطلاب الدوليين الذين يتقدمون للدراسة بالجامعات الأمريكية، نجد أن طلاب الشرق الأوسط يقفون فى المرتبة الثانية بعد الطلاب الصينيين الذين يحتلون المركز الأول؛ وقد أدى الركود والكساد الاقتصادى إلى انخفاض عام في عدد الطلاب الذين يتجهون للدراسة بالولايات المتحدة حيث أصبح معظم الطلاب يبحثون عن برامج دراسية فى الجامعات الحكومية ومنح دراسية لإستكمال دراستهم بالخارج، مما يؤكد مدى تأثير الجانب المادى فى مسارات وإختيارات الطلاب الدراسية.
الآن، ماهى الدولة التى تفكر فى الدراسة بها؟
الصورة من عدسة المصور jscreationzs
ترجمة محمد احمد عبد السلام