أحياناً قد تغير الرياح مساراتها فجأة ، كذلك الوجهات الشائعة للدراسة فى مجال التعليم قد تتغير هى الأخرى فجأة، الطلاب الذين اعتادوا على الاصطفاف للالتحاق بجامعات الولايات المتحدة الأمريكية وجامعات المملكة المتحدة نرى أغلبهم يبحث الآن عن فرصة للدراسة بدول الإتحاد الأوروبى. لأسباب مختلفة نجد الطلاب يبحثون عن قبول بكليات وجامعات أوروبا، منها العامل الاقتصادى الذى ينظر إليه بجدية خاصة فى ضوء إنخفاض قيمة العملات العربية مقابل الدولار، ولكن بصرف النظر عن هذا العامل فالطالب العربى أدرك أن دول الإتحاد الأوروبى توفر أيضا فرص جيدة للدراسة ونظام تعليمي مشابه تقريبا لأغلب دول العالم المتقدمة.
مع تقارب كافة دول العالم، فإنه ليس غريباً أن نرى الكليات والجامعات الأوروبية أصبحت موضع إقبال وإكتسبت شعبية بين الطلاب الدوليين.
إن العوامل التى تؤثر فى إزدياد أو إنخفاض الإقبال على وجهة دراسية معينة مثل التغيرات الاقتصادية العالمية التى لا يمكن التنبؤ بها، ومراحل إستخراج التأشيرات الدراسية، والرسوم الدراسية، كلها تدفع الطلاب نحو الدول الأوروبية، وبعيدا عن المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية الوجهة الدراسية الأكثر شعبية، هناك العديد من الجامعات في مختلف أنحاء أوروبا تقدم تعليم عالي الجودة ومنخفض التكاليف أيضا، كما أن عملية التقديم والحصول على تأشيرة تلك الدول هى أسهل كثيراً وأقل تعقيدا. كما أن مستوى الشك فى الحصول على القبول من الجامعة أقل كثيراً، مما يعطى الطلاب حرية أكثر فى التخطيط لرحلتهم الأكاديمية.
هناك العديد من الدول في جميع أنحاء أوروبا يمكن أن تأخذ فى الإعتبار كوجهة دراسية للتعليم العالى. مثل باريس، النرويج، فنلندا، السويد، سويسرا، النمسا وهى دول لا تقدم فقط برامج دراسية جيدة، لكن أيضاً المستوى المعيشى بها مريح للغاية، كذلك هى بلدان آمنة، وترحب بالطلاب الأجانب، كما أن هناك عدد وافر من الدورات الدراسية والتدريبية المتاحة وبالطبع التعرض للثقافة والغذاء الأوروبى هو أمر رائع أيضاً، والطالب الذى يدرس بأحد تلك الدول يمكنه أن يدرس مواضيع دراسية من عدة برامج دراسية مختلفة، وأيضاً التغيير بين الجامعات دون القلق بشأن الدرجات والمؤهلات.
حتى وقت لاحق كان نظام التعليم فى دول الاتحاد الأوروبي يلقى بالأعباء بصورة كاملة على الطرف الآخر (الطالب) مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، ولكن مع تأسيس نظام أو مسار بولونيا مؤخراً الذى أصبح مسئولاً عن متطلبات الألتحاق الجامعية، ساعد على تسهيل وتوحيد المعايير المطلوبة للإلتحاق.
الطلاب الذين يلتحقون بالكليات والجامعات فى قارة أوروبا يحصلون على فرصة الإستمتاع بمستوى الثقافة المتنوع، و التعرض للمطبخ الأوروبى اللذيذ، تعلم لغات جديدة، والتعرف على الأشكال الفنية التى ترفع من مستوى ثقافاتهم وأزواقهم، وهى متعة ثقافية أكبر بكثير من نظيرتها فى المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة، فنكهة التاريخ وروح التراث خلقت نظام تعليمى متشبع بتلك الثقافة يضع الطالب فى بيئة تعليمية عالية الجودة ومتكاملة.
يتاح أمام الطلاب الذين يصلون إلى دول الاتحاد الأوروبى للدراسة فرصة كبيرة للعمل، ويخصص لهم عدد معين من الساعات للعمل خلال الأسبوع. كما يمكن للطالب التقدم للحصول على وظيفة وفى حالة إذا كانت وظيفة أمنة وثابتة، يمكنه التقدم للحصول على تأشيرة عمل، ويعتبر العامل الوحيد الذى يجب أخذه فى الإعتبار هو لغة الدولة المحلية وإن كان معظم الطلاب يكتسبونها أثناء البرنامج الدراسى.
الآن، أى دولة تخطط للدراسة بها؟
كما يمكنك أيضاً قراءة تلك الموضوعات ذات الصلة
دراسة اللغة الإنجليزية فى أستراليا
ترجمة محمد احمد عبد السلام