لعل الجميع يعرف حقيقة أن كل الجامعات والكليات والمؤسسات التعليمية بالخارج ، تحاول تسويق نفسها باعتبارها أفضل جهة دراسية ممكنة ، بهدف اجتذاب الطلاب الدوليين إليها ، بشكل يُنعش ميزانياتها وسُمعتها وقدرتها على البحث والتطوير المستمر..
والحقيقة ان هذا التنوع الهائل فى الجامعات والمؤسسات التعليمية الدولية ، يضع الطالب الدولي عموماً – والعربي خصوصاً – فى أزمة حقيقية ، تجعله من الصعب جداً ان يتوصل إلى قرار حاسم سريع بشأن الجامعة التى يريد أن يدرس بها .. حتى لو توصل إلى ذلك القرار ، فربما يظل فترة طويلة غير متأكد من صحة القرار الذي اتخذه ، وهل الجامعة التى يدرس بها تتوافق مع جميع مُتطلباته فعلاً ، أم أنه تسرّع فى اختيارها ؟!
بمُجرد أن تقرر المجال الدراسي الذي ستدرس به ( المقصود بالمجال الدراسي هنا ليس مجرد التخصص العام ، بل التخصص الفرعي الدقيق الذي تريد دراسته ) .. والدولة التى تريد أن تدرس بها .. إبدأ فوراً بالتأكد من العشرة أمور التالية ، التى من المهم جداً ان تاخذها فى الإعتبار عند تقديمك للدراسة بإحدى الجامعات :
الإعتماد :
تقريباً كل الجامعات الدولية بلا استثناء لديها اعتمادت دولية .. هذا بديهي .. ولكن ، دورك الحقيقي هو أن تبحث عن أسماء جهات الإعتماد ، وتُجري بحثاً عن قوتها ومهنيتها التعليمية .. فضلاً عن التأكد أن الشهادة التى ستحصل عليها بعد دراستك لهذا المجال ، مُعتمدة بواسطة هذه الجهات رسمياً..
الشُهرة الدولية :
إلى جانب مطالعتك لترتيب الجامعة او الكلية التى ستدرس بها فى قائمة أفضل جامعات العالم ، تأكد أيضاً أن القسم الذي ستدرس به مجال تخصصك ، لديه شُهرة جيدة على مستوى الدراسة او الأبحاث أو التطبيقات العملية والحرفية الاكاديمية..
الشُهرة ( مرة أخرى ) :
من الضروري ان تتاكد ان الجامعة معروفة بقوة الشهادات والبرامج الدراسية التى تمنحها فى المجال الدراسي الذي ستدرس به..
الترتيب :
طبعاً من الأفضل لك أن تنتمى لإحدى الجامعات او الكليات الدولية المُدرجة فى قائمة أفضل 100 جامعة فى البلد الذي ستدرس به ، فى المجال الذي اخترته كالهندسة او الطب وغيرها .. مرة أخرى ، ترتيب المؤسسة التعليمية فى التخصص الذي ستدرسه مُهم جداً أن تقوم بتحديده قبل التقديم..
فى بعض الأحيان ، يكون هذا المبدأ هو الأساسي فى اتخاذ القرار بالدراسة فى إحدى المؤسسات التعليمية.. لناخذ مثالاً يوضح هذه النقطة : جامعة ولاية سان خوسيه فى الولايات المتحدة ، تقع فى منطقة وادي أكا سيليكون ، ومعروفة بجودة نظامها التعليمي ، مما يجعل مُعظم الشركات تسعى إلى توظيف الخريجين من هذه الجامعة بالتحديد بشكل أكبر من توظيفها لخريجي الجامعات الأخرى المجاورة..
الأمان :
وهذا المبدأ يجب أن يكون هو المبدأ الأول بالنسبة للطالب الدولي العربي قبل ان يُغادر بلاده للدراسة بالخارج ، تحسباً لتعرضه لأي هجمات عنصرية أو عرقية أو من أي نوع.. حاول دائماً ان تحدد درجة امان الجامعة والمنطقة التى تقع فيها وامان المدينة التى ستقيم فيها ، بالإضافة للتأكد عن أوساط الحماية والتأمين الطلابي الذي تُشرف عليه الجامعة بالنسبة لطلابها الدوليين..
التمويل والعمل فى المقر الجامعي :
تُعتبر من الامور المهمة للغاية بالنسبة للطالب الدولي .. معظم الجامعات توفر مساعدات مالية جيدة لطلابها الدوليين ، لذلك فمن المفضل أن تبحث عن منحة دراسية مُتاحة فى الجامعة التى تود الدراسة بها أولاً قبل التقديم.. اما بالنسبة للعمل فى مقر الجامعة ، فيعتبر وسيلة جيدة للطالب الدولى لكسب بعض المبالغ المالية التى تُعينه على المصاريف أثناء فترة دراسته..
الموقع :
هل تقع الجامعة فى وسط المدينة أو على اطرافها ؟ .. تحديد موقع الجامعة سيساعدك على تحديد التكاليف التى ستدفعها من اجل الإنتقال من وإلى الجامعة طوال الأسبوع .. هل ستذهب إلى الجامعة سيراً على الأقدام ؟ .. هل بُعد المسافة عن مقر إقامتك سيجعلك تضطر لركوب مواصلات عامة يومياً ؟ .. هل تحتاج إلى فتح اشتراك شهري فى وسيلة مواصلات مُعينة .. إلخ
المقر الجامعي :
جميع الجامعات الدولية تُشجع طلابها على ممارسة الرياضة ، والنشاطات الشبابية العامة فى مناخ جامعي مُتعدد ثقافياً وفكرياً وعرقياً ، بهدف أن يستفيد الطلاب من التنوع الموجود فى هذه الجامعات ، والتعرف على ثقافات وخلفيات بعضهم البعض ، وتعميق معنى العولمة فى نفوسهم أثناء دراستهم فى الخارج .. فى الواقع هذا المبدأ من اهم الأشياء التى يستفيد بها الطالب الدولي عن الطالب الذي يدرس فى بلاده ..
المناخ :
حاول بقدر الإمكان أن تختار جامعة أو كلية تقع فى منطقة ذات مناخ مُناسب ، وقريب من المناخ العربي .. الطالب العربي يجد صعوبة بالغة فى التأقلم مع المناخ شديد البرودة – فى البداية فقط - .. إذا كان فى إمكانك اختيار جامعة فى منطقة ذات مناخ معتدل صيفاً وشتاءاً ، فهذا سيجعلك تستمتع بتجربة دراستك فى الخارج بشكل أكبر وأفضل..
تذكر دائماً أن تمييزك لأفضلية جامعات معينة عن غيرها ، يتغير وفقاً لوضعك المادى وأداءك الاكاديمي وملفك الدراسي ( مجال تخصصك – مجموع نقاط اختبار التوفل واختبار القدرات إلخ ) .. ولكن المبادئ العشرة التى شرحناها مُهمة جداً قبل أن تتخذ قرارك النهائي باختيار جامعة ما ، ستقضى بها فترة دراستك الأكاديمية ، ويُبنى عليها مسارك الوظيفي والمهني بشكل كامل..
اقرأ أيضاً :
كيف يُمكنك دعم ميزانيتك المالية أثناء دراستك بالخارج ؟
مـلاحظات تؤخذ فى الإعتبار قبل الـسفر للدراسة فى الـخارج
تـصنيف شـانغـهاى جياو تونج للجامعات
أوراق هامة تحتاجها أثناء التقدم للدراسة فى الخارج
الخطوات المثالية للبحث عن أفضل جامعة بالنسبة لك
أمور هامة لا تنساها قبل أن تدرس بالخارج