
لاشك أن صناعات السياحة والفندقة تتطور بسرعة هائلة ، وأصبحت تؤثر بشكل فعّال فى الإقتصاديات العالمية والمحلية لكل دول العالم .. ليس فقط فى الأرباح الهائلة التى تحققها ، بل أيضا على مستويات التوظيف وتوفير فرص العمل اللشباب والخريجين ، بشكل يجعلها – بدون مبالغة – من أقوى الصناعات العالمية التى تعتمد عليها إقتصاديات الدول..
هوت كورسيس كان لها هذا الحوار السريع مع آري فان دير شبيك ، نائبة رئيس مركز السياحة والفندقة للتعليم الدولي ، والتى أخبرتنا عن واقع ومستقبل هذه الصناعة العملاقة فى العالم بشكل عام ، وفي المملكة المتحدة بشكل خاص..
س : السياحة والسفر أصبحت حالياً أكثر صناعة صاعدة على مستوى العالم .. ماهي العوامل التى ساهمت فى جعل هذه الصناعة تصل إلى هذه المكانة المميزة عالمياً ؟!
جـ : يمكن القول أن التحديثات الكبيرة التى طرأت على هذا المجال لعبت دوراًَ هائلاً فى الطفرة التى نشهدها حالياً فى هذه الصناعة .. إلى جانب الاخذ فى الإعتبار التطور الكبير الذي شهدته وسائل السفر والمواصلات حول العالم أجمع ، وما رافقها من سهولة الحجز والإستقبال والنظم الفندقية العالمية المُترابطة ، التى تهدف دائماً إلى إراحة الزبائن والمُسافرين بأقصى طريقة ممكنة..
فى بريطانيا مثلاً ، مدينة لندن شهدت طفرة هائلة فى هذا القطاع مؤخراً بعد إقامة الالعاب الأولمبية على أرضها فى العام 2012 ، حيث سجلت الفنادق إقبالاً هائلاً من السائحين من كافة دول العالم .. وذلك لأنها تتوافر بها جميع العوامل السياحية التى تجتذب السُياح ، وتُشبع رغباتهم من حيث خدمات الجودة والنظام المميز..
س : لماذا في رأيك أصبحت السياحة واحدة من أكثر القطاعات نشاطاً فى مجال التوظيف ؟
جـ : السياحة فى بريطانيا هي خامس اكبر صناعة فى العالم ، وبالتالي فالطبيعي أن تكون كذلك من اكبر القطاعات العالمية فى التوظيف لموازنة ضخامة هذه الصناعة فى البلاد ، والحفاظ على استمراريتها وتطويرها بشكل مُستمر..
لذلك ، عندما يقرر الطلاب دراسة مجال الفنادق ، فهم فى الواقع يقتحمون العديد من المجالات ذات الصلة ، مثل الإدارة والتحليل الاقتصادي والفني ، وادارة الأحداث والمؤتمرات ، والمجالات الرياضية ، وغيرها الكثير من كافة المجالات التى تتدخل فيها السياحة بشكل رئيسي..
س : لماذا أصبحت لندن وجهة مثالية لدراسة هذا التخصص ؟
جـ : لأنها كما ذكرنا ، عبارة عن تطبيق عملي شديد الوضوح لكل من يدرس هذا المجال ، باعتبارها من أكثر المدن فى العالم جذباً للسياح ، وبالتالي فهى تعتبر أيضاً من أنشط المدن على مستوى العالم فى تقديم الخدمات السياحية والفندقية التى تُرضى جميع الاذواق..
يكفي أن أخبرك أن منطقة وسط لندن فقط تضم أكثر من 1,600 فندق عالي المُستوى .. وهذا مثال على مدى الفرص والتطورات التى تمنحها دراسة هذا المجال فى بريطانيا لطلابها..
س : ماهي الفرص الوظيفية التى تُقدمها مجالات السياحة والفنادق للخريجين فى عالمنا اليوم ؟!
صناعة السياحة والفنادق هي الاكثر نمواً على الإطلاق حول العالم .. فى بريطانيا مثلاً ، هذه الصناعة تتطور تطوراً سريعاً على الرغم من المشكلات الإقتصادية فى بعض دول العالم ، إلا أنها مازالت تنمو بسرعة كبيرة .. فى السنوات العشر المُقبلة ستنمو هذه الصناعة فى بريطانيا بنسبة 4 % سنوياً .. مما يعني بلغة الأرقام حوالي 69 مليون وظيفة جديدة مباشرة وغير مباشرة خلال هذه الفترة ! .. أرقام مُذهلة بالطبع !
س : ماهي نوعية الموضوعات التى سوف يدرسها الطلاب فى هذا التخصص ؟!
جـ : كلياتنا المُختلفة تقدم العديد من الآليات والمنهجيات الفندقية الإستثنائية المميزة ، التى تدمج دائماً مابين التعليم النظري والتجربة العملية التطبيقية المُباشرة خلال فترات الدراسة .. المنهج الدراسي ينقسم إلى ثلاثة أجزاء : التطوير المهني ، والتعليم العام ، والتعليم الإنتقالي .. كل قسم من هذه الأقسام يعمل على تطوير جوانب مُعينة فى شخصية ومهارات الطُلاب ، ويُجهزهم لادارة الاعمال وقيادة الفرق الوظيفية..
الدرجة الجامعية التى نُقدمها فى مجال ادارة الأعمال والفنادق تنقسم إلى 7 فصول دراسية .. اثنان منهم يكونان بصفة كاملة فى التدريب الداخلي فى إحدى الفنادق المميزة .. فضلاً عن تعليم مكثف لعمليات الفندقة والسياحة والأساسيات الشاملة لأسواق السياحة والسفر ، المحاسبة ، ادارة المشروبات والاطعمة ، وادارة الغرفة ، وادارة الأعمال .. وغيرها من المجالات ذات الصلة..