
موقع ( Hotcourses ) أجرى حواراً سريعاً مع " فيل باتي " ، المحرر المتخصص فى تصنيف الجامعات الدولية ، لتوضيح المزيد من الحقائق حول التصنيف الأخير للجامعات ، الذي صدر وفقاً للسمعة الدولية للجامعات بين الأكاديميين حول العالم ..
س : لدينا هذا العام ستة جامعات مازالت تحتل مقدّمة التصنيف دون تغيير من العام السابق...في رأيك مالسبب وراء ذلك ؟
جـــ : الجامعات الست الأولى هي حقاً جامعات رائعة بلا شك ، وتحتل مقدّمة القائمة للعام الثاني على التوالي..الملفت للنظر هذه المرة أن الفجوة بين المركز السادس والسابع فى التقرير ، تبدو بسيطة للغاية..
هذه الجامعات تعتبر حالة خاصة فى الحقيقية.. تمثّل " النخبة " إن صح التعبير ، بين جامعات العالم أجمع.. ومع ذلك ، لن تجد هذه الجامعات فى نفس المرتبة فى الاستطلاعات الأخرى التى تصنّف الجامعات الدولية وفقاً لمعايير مختلفة.. ولكن تظل هذه الجامعات العريقة فى وجدان كل الدارسين والأكاديميين ، لما لها من تاريخ عريق ، وشهرة دولية طاغية ، ازدادت بطريقة أكبر مما كانت عليها فى الواقع.. هذا يظل أمراً مدهشاً ويدعو للإعجاب..
س : هل تعتقد أن كل هذه الشهرة ترجع بالأساس الى مسألة التمويل وضخامة الميزانيات لهذه الجامعات ؟!
جـــ : هذا الإستطلاع ميزته أنه موضوعي بشكل قاطع..فالأكاديميين الذين شاركوا فى وضع هذا التقرير ، كانوا على دراية تامة بالتغييرات والقضايات الإقتصادية التى تؤثر على تمويل الجامعات بشكل مباشر...ففي الولايات المتحدة مثلاً ، حدثت مجموعة من التخفيضات فى ميزانيات العديد من الجامعات ، مثل جامعات فى ولاية كاليفورنيا ، التى تضم عدد كبير من كبار الاساتذة والباحثين ، والذين كانوا يرحلون عنها للبحث عن وظائف أفضل فى أماكن أفضل..
ولكن بالفعل ، أعتقد أن العديد من الجامعات تأخرت فى التصنيف بسبب التمويل..وهو نفس السبب الذي يجعلنا نرى العديد من الدول الآسيوية تتقدم كثيراً فى هذا الترتيب..ولكن ، وعلى الرغم من كل هذه المعايير ، فالجدول يعتبر مستقراً جداً ، ويخلو من أي تغييرات دراماتيكية مفاجئة ، ولكنه أشار الى تحسن ملحوظ فى مستوى الجامعات الآسيوية من حيث الشهرة.. الجامعات الصينية كمثال ، تقدّمت خمس مراكز لكل منها..جامعة سنغافورة الوطنية ، وجامعة تايوان وغيرها تتقدم..في الوقت الذي ترى فيه أسماء جامعات بريطانية كبيرة تتراجع بشكل طفيف..فبريطانيا كان لديها 12 جامعة على قمة أفضل 100 جامعة على مستوى العالم ، تراجع العدد الى عشر جامعات هذا العام..
س : بعيداً عن جوانب التمويل.. مالذي يميّز الجامعات الآسيوية ؟
جــ : من المستحيل وضع التمويل جانباً ؛ لأنه يعتبر القاطرة الحقيقية للتقدم الجامعى.. الجامعات الصينية والآسيوية نشطت فى الفترة الأخيرة بشدّة فى استقطاب العلماء وتحسين أنظمة الرواتب ، واتجهت بشكل متزايد صوب المجالات البحثية ودفع حدود المعرفة الجديدة.. كل هذه الإتجاهات تتطلب تمويلاً للأبحاث وتسهيلات ممتازة ، تأتي بصفة كاملة من الاستقرار الإقتصادي لهذه الدول..
س : ما الذي لفت انتباهك أيضاً فى هذا الإستطلاع ؟
جـــ : ما لفت نظري ان الإستطلاع يعد بسيطاً للغاية.. فقط سألنا الأكاديميين أين يمكنك أن تجد أفضل المعلومات والمعرفة فى مجال تخصصك ، من الناحية البحثية والتعليمية.. إذا كنت مثلاً أكاديمياً متخصصاً فى العلوم الإجتماعية ، وتم سؤالك عن أفضل قسم للعلوم الإجتماعية ، سوف تذكر الأقسام التى تعتبرها من وجهة نظرك هي الأفضل حول العالم.. والاجابات طبعا تختلف باختلاف المجالات الاكاديمية وتنوّعها.. وقتها سيظهر فعلاً أي من الجامعات التى تعتبر مساهمة فى نشر العلم والتطور بشكل أكبر من غيرها..
س : النتائج التى حققتها الجامعات البريطانية تعتبر صادمة بالفعل.. هل تعقتد أنها رسالة للقائمين عليها بتغيير سياساتهم ؟
جـــ : يجب التأكيد أن أداء المملكة المتحدة مازال استثنائياً باحتلال 10 جامعات منها مكاناً فى الجدول ، وسط أفضل 100 جامعة على مستوى العالم..هذا انجاز جيد جداً بالنسبة لأي دولة فى العالم...وكما رأينا ، لاتزال أوكسبريدج من الجامعات المتميزة للغاية على مستوى العالم ، وتضارع جامعة هارفارد، ومعهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا..
ولكن ، هذا التراجع الطفيف في مستوى الجامعات البريطانية قد يبدو مؤشرات واضحة أن العالم يشهد تغييرات سريعة بالفعل ، وأن بريطانيا لابد أن تكون حذرة للغاية...صحيح أننا فى حاجة الى مزيد من البيانات لتوضيح الرؤية بشكل أفضل ، لأن هذه هي السنة الثانية التى يصدر فيها تقرير يصنّف الجامعات العالمية وفقاً للسمعة...ولكنه إشارة مبدئية بأن مخزون المملكة المتحدة ينخفض تدريجياً ، وأنها ربما تفقد هيبتها فى مرحلة ما إذا استمر الأمر كما هو عليه..
إذا كانت بريطانيا تريد الحفاظ على قدرتها التنافسية ، فهي في حاجة ماسة الى استقطاب المزيد من الطلاب الدوليين الموهوبين ، الذين يساهمون بشدة فى " اقتصاد المعرفة " ...تحتاج بريطانيا الى دعم جامعاتها بالاستثمارات الصحيحة خلال الفترة المقبلة..
س : ما هي الأمور التى من الممكن أن يستفيد منها الطلاب الدوليين عند معرفتهم بهذا التقرير ؟
جـــ : أفضل مايمكنني قوله فى هذا الشأن ، أن التقرير يقول للطلاب ببساطة " تعلّموا " !..إذا كان الطالب همّه الاكبر هو الحصول على شهادته من مؤسسة تعليمية جامعية مرموقة ، فليذهب للحصول عليها من هذه الجامعات..هذه وظيفة هذه الاستطلاعات فى الحقيقة ، فهي تخبر الناس باختصار عن أفضل الأماكن التى من الممكن أن يدرسوا بها ويحصلوا منها على شهاداتهم..بعكس الأكاديميين المتعمقين الذين يدرسون الموضوع بمعايير أخرى أكثر عمقاً..
أود أن أقول ، أن أي جدول لترتيب الجامعات يقع فى يديك ، يجب أن تنظر بالأساس على المنهجية والمعايير الذي تم وضع الجدول بناءاً عليها..أحياناً يكون الشيئ الذي يسعى اليه الطالب تحديداً ، ليس من الضروري أن يكون فى مثل هذه الجداول أو الترتيبات العالمية...لذلك أقول أن هذه الجداول مفيدة فعلاً ، ولكنها ليست أبداً بديلاً عن التفاصيل التى يجب أن يسعى الطالب لمعرفتها قبل أن يقرر أين يدرس..
موضوعات ذات صلة :