تُعتبر الدراسة في الخارج فرصة مُثيرة للطلّاب الدوليين لتطوير مهاراتهم والحصول على تجربة أكاديمية وحياتية لا تُقدّر بثمن، بالمقابل فإنّ مغادرة الوطن والخروج من منطقة الراحة في عُمر مبكّر قد تُسبّب بعض الضغوط والمشاكل النفسية.
وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها جامعة سنغافورة الوطنية مؤخرّاً فإنّ 80% من الطلّاب في المؤسسات التعليمية البريطانية عانوا من مشاكل صحية عقلية، في حين قال 30% من الطلّاب الذين شملتهم الدراسة أنّه قد راودتهم أفكاراً انتحارية في وقت ما.
في هذه المادة نتحدّث بشكل تفصيلي عن المشاكل الصحية والعقلية التي قد يعاني منها الطلّاب الدوليين أثناء الدراسة في الخارج.
ما هي الأسباب الشائعة لمشاكل الصحة العقلية لدى الطلّاب الدوليين؟
من المتوقّع أن يصل عدد الطلّاب الدوليين في العالم إلى 262 مليون طالب مع حلول عام 2025، ومن المتوقّع أن يعاني 25% منهم من مشاكل عقلية ونفسية. لذا فنحن نحتاج في البداية لتحديد أسباب هذه المشاكل.
- الصدمة الثقافية
يمكن للصدمة الثقافية أن تكون سبباً رئيسياً للاكتئاب والقلق بالنسبة للطلّاب الدوليين. سواءاً كان ذلك في العادات والتقاليد أو في أسلوب الحياة أو في نوع الطعام، فمن الشائع أن نشعر بعدم الاستقرار عند مواجهة ثقافة جديدة.
- الحنين إلى الوطن
نظراً لطبيعة الدراسة في الخارج فقد يضطر الطالب للبقاء بعيداً عن منزله وعائلته وأصدقائه لعدّة سنوات، هذا الشعور والذي يُعرف أيضاً باسم Homesickness قد يكون صعباً ويؤثّر سلباً على جودة الدراسة.
- الطقس
إذا كنت تدرس في مناخ مختلف لما اعتدت عليه فقد يكون للطقس تأثيراً على مزاجك، فيمكنك توقّع طقس ضبابي في لندن ومثلج في ستوكهولم وأمطار موسمية طوال الوقت في ماليزيا.
إذا كان الطقس بارداً وممطراً لفترات طويلة فهذا يعني أنّك لن تتمكّن من قضاء وقتك في الخارج وبالتالي المزيد من الكآبة والضغوط النفسية.
كيف تتعامل الجامعات مع مشاكل الطلّاب النفسية؟
يتعامل الطلّاب الأجانب في بريطانيا مع الكثير من المشاكل والضغوط النفسية التي قد تؤثر على صحتهم النفسية وادائهم الأكاديمي. وفقاً لما ذكرته جوانا بيكر مُنسقّة العلاج النفسي في جامعة ديربي البريطانية أن الطلّاب الدوليين قد يواجهون مشاكل مثل الصدمة الثقافية، الحنين للوطن، الشعور بالعزلة، صراع العلاقات، والمخاوف من توقعّات الأسرة والمجتمع.
لحسن الحظ فإنّ هيئة الصحّة البريطانية NHS تعمل مع الجامعات البريطانية لتحسين صحّة الطلّاب النفسية والعقلية، ولأنّ الطلّاب الأجانب قد يجدون صعوبة في الوصول إلى مثل هذه الخدمات فإنّ المواقع الإلكترونية لمعظم الجامعات توفّر معلومات كاملة حول الحصول على هذا النوع من الدعم.
في الولايات المُتحدّة فإنّ الطلّاب الدوليين عادة ما يحصلون على التوجيه المناسب من قبل الجامعة بمجرّد وصولهم إلى البلاد. جامعة ترينتي في ولاية تكساس على سبيل المثال تُخضع الطلّاب الأجانب الجدد إلى برنامج إجباري مدته 3 أيام للتعرّف على المجتمع الجديد.
كيف يمكنك التغلّب على الوحدة؟
لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من فترة مكوثك في الخارج حاول أن تكون جزءاً من نادٍ أو مجتمع ما، حيث توفّر معظم الجامعات لطلّابها الجدد فرصاً للالتحاق بأحداث رياضية أو اجتماعية. كما يمكنك البحث عن فرصة للعمل التطوّعي.
كيف يمكنك الاهتمام بصحّتك النفسية والعقلية؟
يجب عليك أولاً الاهتمام بصحتك البدنية من خلال اتباع تمارين رياضية ونظام غذائي صحّي ومتوازن، هذا الأمر سيُشعرك بالحيوية والتي ستنعكس إيجاباً على الصحّة العقلية والنفسية.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ النشاط الاجتماعي يُعتبر طريقة رائعة لمقابلة أشخاص جدد قد يؤثرون إيجاباً على حالتك النفسية.
يُتوقّع منك – كطالب دولي – خلال فترة الدراسة أن تعمل بجد طول العام، لكن بالمقابل يجب أت تحرص على الحصول على فترات مُنتظمة من الراحة والاسترخاء.