يشبه الوقت الذي يسبق سفرك إلى الدراسة في الخارج علاقات الحب على شبكة الانترنت، في البداية تجذبك الصور و المعلومات عن الحضارة و المناظر الطبيعية الخلابة ثم تقع في حبها تماما عندما تبحث عن معلومات أكثر بحيث تشغل أفكارك ليل نهار و تملأ عقلك بخيالات عن الأوقات الرائعة التي ستمضيها هناك. و لكن عندما تواجه الحقيقة و تقابل ما وراء الشاشة ستجد أن الأمر ليس مثلما تخيلته و قد تصدمك النتيجة. فقد يتبين لك أن المدينة ليست بالجمال الذي تخيلته و الذي أمدتك به الصور التي شاهدتها. فقد تجدها مزدحمة و فوضاوية و صاخبة و بها مشكلة قمامة.
و لكن لا يجب أن تدع خيبة الأمل تفسد رحلتك الدراسية، قم بالإستفادة لأقصى درجة من الوضع الذي وجدت نفسك به. لا تدع الإحباط يتملكك و لكن:
- أولا، تخلص من توقعاتك المسبقة للمكان، هذه خطوة شاقة و لكن تخل عن كل التوقعات و إلتزم بالحقائق.
- ثانيا، أبحث عن خمسة أشياء على الأقل تعجبك في مدينتك الجديدة. لا يهم ما هي هذه الأشياء و لكن أبحث عما يعجبك سواء كان مذاق الشاي أو متنزهات الكلاب. أبحث عن شئ تحبه وحسب.
- ثالثا، تحدث عن الأمر. من المؤكد أنك لست الشخص الوحيد الذي يرى العيوب التي تراها و لذلك شارك أفكارك مع غيرك ليدعموك أو ليخبروك عن كيفية تخطي الأمر الذي يزعجك.
- رابعا، فكر في أن ما يدفعك للجنون اليوم سوف يفيدك في المستقبل. فمثلا ما يضايقك في هذه المدينة سيجعلك تقدر مدينتك الأصلية أو ربما تثير تلك الأشياء بعض الأفكار لديك أو توقظ لديك شغفا بشئ لم تكن تعرف بوجوده. فكر بشكل إيجابي دائما و دع اليأس.
لا يمكنك التحكم بما ستصير إليه حياتك لذلك توقف عن إستباق الأحداث و استمتع بما لديك الآن و حاول السيطرة عليه. فالتفكير الإيجابي سيدعمك حتى و إن كنت تشعر باليأس.