
دبلن أو مدينة البحيرة السوداء إذا كنت تسير بها فإنك تلمح القصور و المعالم لا تزال تحتفظ بشكلها الجذاب. رغم تقدم العمر الذي تلمحه في طراز عمارتها, و برغم أنها عُمِرت منذ مئات السنين، إلا أن العبق التاريخى لعاصمة أيرلندا منذ العصور الوسطى مازال يحتفظ للمدينة ومبانيها بهيبتها الاسطورية التراثية ومعالمها الرائعة.
دبلن اليوم
وإذا كان المعنى الحرفى لاسم المدينة كما اطلق عليها فى الماضى مدينة البحيرة السوداء، فإن دبلن تعرف الآن بـ"الزمردة الخضراء" فالامطار بها طوال العام مما يضفى على المدينة سحراً وبهاءاً. فدبلن هي عاصمة جمهورية ايرلندا وأكبر مدنها، تقع دبلن قرب نقطة المنتصف للساحل الشرقي الايرلندي ويروى المدينة نهر ليفى وهى عاصمة أيرلندا منذ العصور الوسطى وعلى الرغم من الدمار والخسائر الشديدة التى لحقت بالمدينة أثناء حرب الاستقلال من عام 1919م إلى عام 1920 وحتى أثناء الحرب الأهلية عام 1922 إلا أن التخلص من الاحتلال الإنجليزى والحصول على الاستقلال عن بريطانيا كان له أثراً جيداً على ازدهار المدينة إقتصادياً.
وإذا ذكرت دبلن فيذكر الاديب الايرلندى الاشهر برنارد شو الذى يعد أحد أشهر الكتاب المسرحيين فى العالم والذى فاز بجائزة نوبل فى الأدب عام 1925.
فإقتصادياً العاصمة الايرلندية ذات وضع اقتصادى لابأس به وان كانت قد مرت بأزمة إقتصادية محدودة جعلت رئيس البنك المركزى الأيرلندى يتوقع أن تتلقى دبلن عشرات المليارات من اليوروهات كقروض من شركائها الاوروبيين وصندوق النقد الدولى لتمويل البنوك المتأزمة بالبلاد. إلا أن البنية التحتية بدبلن ممتازة كأى عاصمة أوروبية إضافة الى كونها ملائمة جداً للعرب المهاجرين والدارسين هناك. فنجد مطاعم عربية و العديد من الطلاب الذيت أتوا من كافة أقطار الوطن العربى للدراسة فى أيرلندا.
كلمات من المدينة
وكطالب فإن الدراسة فى أيرلندا ودبلن خصوصا رحلة علمية وسياحية شيقة. فمن ناحية السياحة فإن دبلن تتميز بنهضتها الفندقية وأجواءها الرومانسية حيث اشارت موخراً جيرالدين ايجان، مديرة التسويق والتنمية في هيئة السياحة الإيرلندية أن دبلن أصبحت من أهم عواصم السياحة الاوروبية لارتفاع مستوى خدماتها السياحية وازدهارها الاقتصادى الاخذ فى التعافى فى الآونة الأخيرة. ودبلن ترتبط بدبى وأبو ظبى بـ5 أو 6 رحلات أسبوعياً، كما أضافت إيجان أن عدد السياح العرب إلى ايرلندا سنويا ما بين 5 الاف إلى سبعة ألاف سائح عربى وأن هذا لايعكس حجم العلاقات المتميزة بين العالم العربى وايرلندا مشيرة فى الوقت ذاته الى خطوات قامت الحكومة باتخاذها لجذب السائح الخليجى الذى عادة ما يقصد لندن وان دبلن يجب أن تكون منافس قوى للندن لما تتمتع به من معالم سياحية لاتقل عن مثيلاتها فى لندن. حيث ينساب نهر ليفى بهدوء ووداعة حول دبلن كما انه بوسعك زيارة المناطق الريفية الجميلة بدبلن فى ما لايزيد عن نصف ساعة فقط نظراً لصغر مساحة المدينة.
«نحن أهل دبلن نعتز كثيرا بمكانة مدينتنا كعاصمة للأدب في المقام الأول، لأن ذلك يعطي لمحادثاتنا قدرا من الثقل، حيث إن كل ملاحظة ساخرة أو نكتة باتت شيئا يحمل قيمة أكبر منها مجرد دعابة أو مزحة» إذا تجولت فى احد معالم دبلن السياحية أو زرت أحد مكتباتها الثقافية فسوف تجد هذا الملصق موجوداً فى الكثير من تلك الاماكن. فالايرلنديون بدبلن يفتخرون بتاريخهم الثقافى الكبير وعاصمتهم كمدينة للثقافة والأدب, كتابهم الكبار ذوى الصيت الاكبر بين أدباء العالم فدبلن لديها أربعة أدباء حاصلين على جائزة نوبل هم جورج برنارد شو وصمويل بيكيت ودبليو بى ييتس وشموس هينى كما أن لديهم المكتبة القديمة ذات الكثير من الكتب الأثرية والتى أنشئت منذ أكثر من 200 عام فى مطلع القرن الثامن عشر والتى تتبع الآن كلية ترينتى بأيرلندا.