
إضاءات على ماليزيا
دولة ماليزيا تقع في الجنوب الشرقي من القارة الآسيوية ، بالقرب من خط الإستواء ويحدها كل من تايلاند وأندونيسيا وسنغافورة وبروناي ، مما جعلها محاطة بمجموعة من النمور الآسيوية الاقتصادية العملاقة ، والتى شكّلت هي نفسها واحدة من أهم الدول المضيئة اقتصاديا وثقافيا بين هذه الدول.
يبلغ عدد سكان ماليزيا حوالي ال30 مليونا ، وهي تقترب في تعدادها السكانى لدول مثل السعودية وفنزويلا ، ويعيش سكانها على مساحة تقارب مساحة النرويج ، أي حوالي 320 ألف كم ، وتنقسم إداريا الى 13 ولاية تُحكم بنظام فيدرالي فريد ، جعلها من أهم الدول التى تتمتع بديموقراطية سياسية فى هذه المنطقة من العالم.
عاصمة ماليزيا هي المدينة الشهيرة على المستوى العالمي " كوالالمبور " ، التى وعلى الرغم من انها أكبر المدن والمركز الرئيسي التجاري والاقتصادي فى البلاد ، إلا أن مدينة بوتراجايا هي العاصمة الفيدرالية الإدارية ، حيث تحتوي على العديد من الفروع التنفيذية والقضائية للحكومة وذلك لتخفيف الازدحام المتزايد في كوالالمبور.
الدين واللغات :
يعتبر الإسلام هو الدين الرسمي في أغلب الولايات الماليزية وأكبر عدد من المنتمين إليه في ماليزيا ، رغم كون المجتمع الماليزي متعدد الاديان ، إلا أن الاحصائيات تشير الى أن حوالي من 60 % من السكان مسلمون..بينما تشكل البوذية الدين الثاني في ماليزيا بنسبة تصل الى 20 % ، وباقي السكان يتنوعون بين مسيحيين وهندوس وكونفوشيوس وسيخ ، مما يجعل الأراضي الماليزية تضم أغلب الأديان على أراضيها !
هذا التنوع لم يقتصر على الدين فقط ، إنما امتد ليشمل الأعراق والثقافات التى تعيش فى ماليزيا ، حيث تعتبر ماليزيا من الدول الشهيرة بتعدد الأعراق والثقافات واللغات ، فوفقا للإحصائيات أيضا يشكل الملايو أغلبية السكان ، إلى جانب وجود أعداد كبيرة من الماليزيين التى تعود أصولهم إلى الصين والهند والأورومتوسطين وغيرهم ، مما ينعكس إيجابا على قيم التنوع في المجتمع الماليزي.
اللغة الرسمية للبلاد هي اللغة الملايوية ، إلى جانب العديد من اللغات المحلية المنتشرة..مع ذلك تستخدم اللغة الانجليزية على نطاق واسع فى جميع أنحاء البلاد..
الثقافة والترفيه :
تعد صناعة السياحة من أهم الصناعات فى ماليزيا ، فالبلاد أصبحت من أهم مناطق الجذب السياحي على المستوى العالمي ، لاحتوائها على الكثير جدا من المناطق التى تثير الشغف الانساني وتحقق كل متطباته ، سواءا من ناحية إبهار المدن الحديثة وأبراجها الضخمة او جمال الطبيعة الخلابة ، أو الحضارات الآسيوية العريقة التى تركت آثارها على اراضيها ، او بسبب الفلوكلور الشعبي الماليزي الذي يصهر جميع الثقافات الآسيوية في مكان واحد ..أو غير ذلك الكثير من المظاهر السياحية.
ينعكس التنوع الثقافي والعرقي في ماليزيا على أساليب الحياة ، فعلى مستوى المأكولات – باعتبارها موروثا شعبيا – تعرف ماليزيا بكونها من أكثر الدول اختلاطا للمأكولات المتنوعة ، مثل الوجبات الملايوية والصينية والهندية والعربية والغربية كذلك..وينعكس هذا الاختلاط الثقافي على نواحي اخرى متعددة مثل الموسيقى والعادات والتقاليد المختلفة والمتنوعة للشعب الماليزي.
الإقتصاد :
ماليزيا تعد من أحد اهم الدول المشهود لها بتحقيق طفرة اقتصادية كبري في السنوات القليلة الماضية ، فالبلاد مثلها مثل أغلب دول هذه المنطقة كانت تتعرض لأزمات سياسية واقتصادية عنيفة ، إلا أنها انتهجت منهجا إصلاحيا في كل الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، جعلتها تحقق معدلات نمو مرتفعة للغاية ، ووضعتها في مرتبة أهم الدول الناشئة اقتصاديا على المستوى العالمي ، وفي طريقها للتحول لدولة عظمى اقتصاديا فى المستقبل القريب.
تقوم ماليزيا بإنتاج وتصدير العديد من المنتجات العالمية المختلفة ، فعلى مستوى الصناعة ، تبوّات ماليزيا مكانة عالمية في صناعة الاجهزة السمعية والبصرية وأجهزة التبريد والسيارات ، إلى جانب كونها واحدة من أهم دول العالم على الإطلاق في مجالات تكنولوجيا المعلومات مثل التجارة الإليكترونية والاتصالات وخدمات الوسائط المتعددة ، وغيرها من الصناعات التى اشتهرت على المستوى العالمي
التعليم والتكنولوجيا :
ماليزيا أيضاً واحدة من أرقى الجهات تعليمياً وتكنولوجيا وصحياً في المنطقة..فهي تمتلك الآن بنية تحتية متقدمة في الأبحاث الطبية والهندسية والدوائية ، وغيرها من المجالات العلمية التى جعلها ترتقي مكانة عالية على المستوى الدولي البحثي والجامعي..إلى جانب كونها مقصدا بحثيا لكافة المجالات الفنية والادبية الأخرى ، التى تستضيفها الجامعات الماليزية ، والمؤسسات التعليمية دراسة وأبحاثا.
ماليزيا ..الطريق الى 2020 :
وضعت الحكومات الماليزية المتعاقبة ، رؤية محددة للأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، تجني البلاد ثمرتها في العام 2020 ، والتى بدأها رئيس الحكومة الماليزي الأسبق – والأشهر – مهاتير محمد ، عندما قال في افتتاح المؤتمر التجاري الماليزي في العام 1991 " . نأمل بأن يكون مواليد ماليزيـا اليوم هم الجيل الأخير الذي يعيش في دولة تُصنف كدولة نــامية لأن الهدف الأكبر هو أن تصبح ماليزيـا دولة متقدمة كلية بحلول عام 2020. "
كل المؤشرات الإقتصادية والتعليمية والبحثية الحالية تشير فعلا الى أن ماليزيا فى الطريق الصحيح لتحقيق هذه الرؤية ، التى كان مخططا لها منذ وقت طويل ، وبدأت البلاد تجني ثماره في مطلع القرن الحادى والعشرين بتصنيفها من أقوى الاقتصاديات الصاعدة فى جنوب شرق آسيا العامر بالاقتصاديات المنافسة.