
لماذا الدراسة في سنغافورة ؟ سؤال قد يبدو منذ سنوات قليلة على قدر كبير من الاهمية ، حيث كانت سنغافورة – رغم مؤشراتها الواعدة – بلداً من بلاد النمور الآسيوية التى لها الكثير من المنافسين في الحركة التعليمية والصناعية والاقتصادية.
ولكن مع الوقت قلّت أهمية هذا السؤال تدريجيا ، وأصبح السؤال الحقيقي هو " كيف الدراسة في سنغافورة " ، وذلك بعد الشهرة العاليمة الواسعة التى نالها التعليم النسغافوري ، مصحوبا بشهرة سنغافورة في المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية الأخرى.
ولكن يظل سؤالا مشروعا : لماذا أدرس في سنغافورة على وجه التحديد ، دون غيرها من دول العالم المعرفو أيضا بعراقة وقوة اعتمادها الدولي ، ونظمها التعليمية؟
التعليم أولا :
النهضة المدهشة التى حققتها سنغافورة في غضون العقود القليلة الماضية ، سببها المباشر وربما يكون الوحيد هو " تطوير التعليم في البلاد " ، وتحويله الى نظام تعليمي متطور ومعاصر للغاية ، له القدرة على مواكبة تطورات الحاضر وتطلعات المستقبل ..فالجزيرة الصغيرة المتخمة بالسكان لا تملك أية موارد اقتصادية حقيقية تساعدها على تحقيق نمو اقتصادي ، إلا التركيز على رأس المال الحقيقي الذي تملكه وهو : تعليم الإنسان.
اليوم، وكنتيجة لطفرة التعليم في سنغافورة ، أصبحت جامعاتها عادة تصنّف سنويا من ضمن أفضل 100 جامعة عالميا ، وذلك بشكل دوري ، كما أصبحت من أكبر دول جنوب شرق آسيا استقبالا للطلّاب الوافدين إليها للدراسة ، والذين شكلون نسبة كبيرة من ال42 % أجنبي الذين يعيشون في البلاد !
وإلى جانب كون الجامعات السنغافورية تدرّس أكثر المقررات التعليمية والجامعية تطورا ، إلا أنها قد أصبح لها الرّيادة أيضا فى مجالات محددة ، أصبحت معروفة دوليا بأنها من أهم الأقطاب العالمية لتدريسها ، مثل المجالات التكنولوجية والصناعات الدقيقة ، فضلا عن مجالات الإدارة والاقتصاد والأعمال الذي تميزت به سنغافورة فى العقود الأخيرة.
بلاد المهاجرين :
سنغافورة في الأصل جزيرة صغيرة قائمة على التنوع السكانى بها ، من العديد من البلاد المحيطة بها ، وتعد مثالا من أشهر الأمثلة العالمية على التعايش بين ثقافات وأعراق ولغات متعددة في أرض واحدة ، كونها تضم عرقيات آسيوية وهندية واوروبية ، ولها أربع لغات رسمية للدولة من أهمها الإنجليزية ، كما تتعدد بها الاديان والمعتقدات بطريقة كبيرة تثير دهشة الوافد ، وتعلّمه قيم الاندماج بين الاختلافات.
اللغة الرسمية في سنغافورة هي الانجليزية ، إلى جانب العديد من اللغات الرسمية الأخرى وفقا للعرقيات المتواجدة بها ، وفي هذا إفادة كبيرة للطالب العربي ، لأنه سيجد نفسه في وسط يتحدث الإنجليزية بتلقائية ، وهو الأمر الذي سيجعله يستفيد كثيرا في تحسين مهاراته اللغوية فى اللغة الانجليزية ، بمجرد الاندماج مع المجتمع ، وهي قيمة إضافية لدراسته في هذه البلاد.
اختلاف الثقافات والعرقيات في سنغافورة ، سيزيل الشعور بالغربة للطالب الوافد للدراسة ، وسيجعله يندمج فى المجتمع بطريقة أسرع ، فضلا عن توافر ما يلزم لآداء الشعائر الدينية لكافة المعتقدات المتنوعة ، باعتبار سكانها خليطا من كل الأديان !
بلاد ممتعة :
مع شهرتها كمركز اقتصداي عالمي ، إلا أنها من الدول التى تعد معقولة التكاليف المعيشية والدراسية إلى حد كبير ، مقارنة بغيرها من الدول العالمية التى تستقبل الطلبة للدراسة..ومع ذلك يتمتع الطالب الى جانب دراسته بالعديد من الجوانب السياحية والتثقيفية المبهرة في سنغافورة ، سواءا من ناحية إبهار المدينة وتطورها ، او جمال الطبيعة بها ، أو اختلاف الاعراق التى تعيش على أرضها ، وهو الأمر بالتأكيد الذي سيضيف قيمة كبيرة الى عقلية الطالب الوافد للدراسة بها ، إلى جانب تحصيله الدراسي للتخصص الذي يدرسه.
الأسباب التى تدفع الطالب للدراسة في سنغافورة كثيرة ومتعددة للغاية ، إلا أن فكرة توفر التعليم عالي الجودة بأسعار مناسبة في بلاد متعددة الثقافات ، تجعلها من أوائل الدول في قائمة الطالب الذي يرغب فى الدراسة بالخارج