استضافت مؤسسات التعليم العالي في أمريكا نحو مليون طالب دولي في العام الأكاديمي 2016/2017. ومع ذلك، فإنّ العدد الإجمالي للطلّاب الدوليين بما فيهم الطلّاب الجدد انخفض بشكل ملحوظ، ويشير التقرير الصادر عن مؤسسة Open Doors إلى تباطئ نمو أعداد الطلّاب الدوليين في الولايات المتحدّة الأمريكية، حيث لم تتجاوز نسبة النمو هذا العام 3% مقارنة بنسب تتراوح بين 7% و10% خلال السنوات السابقة.
ورغم أنّ الولايات المتحدّة ما تزال الوجهة المفضّلة لملايين الطلّاب الأجانب حول العالم، إلّا أنّها المرّة الأولى التي ينخفض فيها عدد الطلّاب الدوليين منذ 12 عاماً.
ماذا تعني الدراسة في أمريكا بالنسبة لطالب دولي؟
يُسرى عبّاس مديرة التسويق في هوت كورسس الشرق الأوسط علّقت على هذه النتائج قائلة: "لست مندهشة على الإطلاق من انخفاض أعداد الطلّاب الأجانب في أمريكا، حيث أنّ فوز ترامب برئاسة البلاد أعطى شعوراً للجنسيات الأخرى أنّه غير مُرحّب بهم وهو الأمر الذي دفع الطلّاب الدوليين في إعادة النظر في السفر إلى أمريكا للدراسة فيها. ما زلت أذكر سنتي الدراسية الأولى في أمريكا سنة 2008 حيث احتفلنا بفوز أوباما وبدت أمريكا حينها كأعظم مكان على سطح الأرض".
ووصفت عبّاس تجربتها بدراسة العلوم السياسية في أمريكا بـ "الرائعة"، وقالت: "واحدة من الأوقات التي لا تُنسَ في الجامعة كانت جزءاً من منظمة الطلّاب الدوليين في سنتي الأولى، حيث يعمل الطلّاب الدوليون سويّة على تنظيم مختلف الأحداث الثقافية التي تعزز الوعي بالخلفيات والأعراق المختلفة ضمن الحرم الجامعي، هذا ساعدنا على أن نكون طلاب دوليين حقيقيين في الولايات المتحدّة الأمريكية".
لماذا انخفض عدد الطلّاب الدوليين الجدد لأمريكا؟
لا يساهم الطلّاب الدوليين بجلب التنوّع إلى المجتمع الأمريكي فحسب، بل إنّ الأمر يتعلّق بالاقتصاد كذلك. وفقاً للتقرير الذي أصدرته NAFSA مؤخرّاً فإنّ مجتمع الطلّاب الدوليين في مؤسسات التعليم العالي الأمريكية ساهم بنحو 36.9 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي وخلق ما يزيد عن 450 ألف فرصة عمل خلال العام الدراسي 2016/2017.
ورغم أنّ الطلّاب االدوليين القادمين من الصين والهند يشكّلون نحو 50% من مجتمع الطلّاب الدوليين في أمريكا، فإنّ منهجية Hotcourses Insights Tool تُظهر أنّ كندا باتت الوجهة الدراسية الأولى للطلّاب الهنود متقدّمة على أمريكا التي جاءت في المرتبة الثانية.
من الأسباب الأخرى لهذا الانخفاض هو تقليص أعداد المنح الدراسية الحكومية الضخمة في المملكة العربية السعودية والبرازيل، وهو ما أدّى بالنتيجة إلى انخفاض كبير في أعداد الطلّاب القادمين من هاتين الدولتين.
ومع المناخ السياسي المتوتّر الذي تخلقه إدارة ترامب وتطلّع الدول الأخرى لتكون بديلاً واعداً، لكن ماذا ينبغي فعله على أولئك الطلّاب الدوليين الذين ما زالوا يضعون أمريكا خيارهم الأول؟
تقول عبّاس: "نصيحتي للطلّاب الأجانب الراغبين بالدراسة في أمريكا أن يدرسوا خياراتهم بعناية والبحث عن الدولة والجامعة الأنسب لهم مع الأخذ بعين الاعتبار الترحيب بالطلّاب الدوليين. امتلاكك لبعض التوقعّات سوف يساعدك بمجرّد وصولك على التكيّف مع البيئة المختلفة التي ستواجهها في الولايات المتحدّة الأمريكية".
هل تفكّر بالدراسة في أمريكا؟ ابدأ من هنا