أي طالب يُقبل على الدراسة فى الخارج ، بهدف الحصول على درجة جامعية ، غالباً مايكون هدفه الاول الحصول على شهادة قيّمة من جامعة مرموقة ، تفيده في حياته الوظيفية والاكاديمية..
لذلك ، يجب على الطالب المعني بالدراسة فى الخارج ، أن يهتم ويركز بشدة على اختيار المقرر الذي سوف يدرسه ويحصل على الشهادة الجامعية من خلاله ، فضلاً على التركيز الكامل فى الآداء الدراسي المرموق ، وحساب ساعات العمل الشاق خلال هذه الدراسة ، وتحصيل الموارد اللازمة حتى يعيش حياة كريمة طوال فترة اقامته فى الخارج..
لا شك ان الدراسة فى الخارج فى حد ذاتها هي خبرة هائلة بالنسبة للطالب العربي ، ليس فقط على مستوى الدراسة الاكاديمية ، بل أيضا تشمل الخبرات الحياتية والاجتماعية والثقافية التى سيتعايش معها الطالب طوال فترة دراسته ، والتى سوف تؤثر على تكوين شخصيته فى مراحل لاحقة من حياته الاكاديمية والوظيفية والإنسانية..
ويبقى ( تحديد المجال الدراسي ) هو أول وأهم خطوة على الإطلاق ، يتخذها الطالب في حياته الجامعية والأكاديمية !
يجب أن تضع فى حسبانك خلال رحلتك فى البحث عن المجال الدراسي الأنسب لك ، مجموعة من المعايير يمكن التعبير عنها بالأسئلة الآتية ، وعليك ان تجيب انت عليها بنفسك :
- كيف ترى نفسك بعد عشر سنوات من الآن ؟
- ما هى الموارد المتاحة لك حاليا ، ومن الممكن ان تستخدمها فورا؟
- ماهى المدة الزمنية التى تريد أن تقضيها للحصول على درجة جامعية معيّنة في رأسك ؟
- أي من الإتجاهات الاكاديمية التى ترى انها مناسبة لك وتتوافق مع رغباتك ؟
- هل تمتلك كافة الشروط المطلوبة ( مادياً ودراسياً ) للإلتحاق بهذه الدرجة ؟
من المهم جداً أن يكون اختيارك النهائى للمجال الدراسي متوافقاً مع عاملين شديدي الأهمية : رغبتك الشخصية ، وميلك تجاه مجال دراسي معيّن .. وفي نفس الوقت عامل المستقبل الوظيفي والأكاديمي الذي يترتب على دراستك لهذا المجال..
ابحث بعمق شديد عن المجالات التى تفضلها ، ورتّبها وفقاً لهذين العاملين ( الشغف الشخصي والمستقبل الوظيفي والأكاديمي ) ، ولا تتسرع أبداً فى اتخاذ قرارات مصيرية ، دون دراسة وتمحيص كامل لما انت مُقدم علي دراسته ..
ستجد تفاصيل كاملة عن كافة المجالات الدراسية التى من الممكن ان تخطر فى ذهنك ، في هذا الرابط..
بعد أن تصنّف المجال الدراسي الأقرب إليك ، من ناحية الميل الشخصي والمستقبل الوظيفي ، يجب عليك أن تخضع اختيارك لعوامل أخرى هامة ، تتعلق بالإمكانيات المادية المتاحة لك ، التى من خلالها يمكنك تغطية نفقاتك وتكاليف دراستك فى الخارج ، ومن ثمّ تحديد الوجهة الدراسية الأنسب لك لتنال الشهادة فى المجال الذي تم اختياره..
الفترة الزمنية التى ستقضي فيها فترة دراستك هامة للغاية أيضاً ، لأنها مؤشر أساسي على حجم الإنفاق الذي ستنفقه خلال الدراسة ..فمثلاً درجة البكالوريوس فى الولايات المتحدة عادة ماتكون أربع سنوات ، في حين ان البكالوريوس فى بريطانيا واستراليا تكون 3 سنوات فقط..
أيضاً ، الدراسة فى الخارج تتطلب منك أن تكون شخصية مادية من الدرجة الاولى ! .. يجب عليك أن تحسب مدى إنفاقك ومدخراتك بدقة ، وتوازن بينها وبين انفاقاتك الضرورية فى تكاليف الدراسة او الرسوم او الأدوات والكتب..
طبعاً كافة هذه النفقات تكون مريحة للغاية بالنسبة للطالب ، الذي يستطيع ان يقتنص منحة دراسية ، تضمن له تغطية أغلب هذه النفقات ، وتجعله أكثر اهتماماً وتركيزاً على محتوى الدراسة ، بغض النظر عن المتطلبات المادية الجانبية الأخرى..
يمكنك الإطلاع على مجموعة من المنح الدراسية هنا
في رحلة بحثك وتفكيرك عن المجال المفضّل لك ، وأفضل الجهات الدراسية التى من الممكن أن تلبي طموحك الأكاديمي والوظيفي.. ضع فى حسبانك أيضاً الجهات الدراسية التى تثير اهتماماتك الثقافية أيضاً ، وترتاح لها ولثقافتها وطبيعة اهلها.. هل سيمكنك التأقلم سريعاً عند اقامتك بها ؟ .. هل ستتجاوب مع مدى الاختلاف بين بيئتك الثقافية وبيئة هذه الدولة ؟.. يجب أن تضع هذه النقاط فى حساباتك أيضاً ، ولا تعتبرها أمراً فرعياً يمكن التأقلم عليه لاحقاً ..
فثقافة البيئة التى ستدرس فيها ، ستشكّل شخصيتك بلا شك طوال فترة الاقامة بها..
عندما تطرح هذه الأسئلة على نفسك ، وتجيب عليها بمنتهى الدقة والحيادية والشفافية ، ستجد نفسك فى صورة واضحة لأهدافك الدراسية ، يمكنك من خلالها اتخاذ قرارك بتحديد الوجهة الدراسية الأنسب لك..
ثم تبدأ بالانتقال من مرحلة التفكير والبحث ، إلى اجراءات التنفيذ والتقديم للجامعة ، واجراء متطلبات القبول ، وحجز التذاكر واستخراج التأشيرة والبحث عن مكان الإقامة ، وغيرها من الإجراءات التى تبدأ من خلالها الرحلة الحقيقية للدراسة ونيل الشهادة الجامعية التى تحلم بها..
نتمنى لك كامل التوفيق ، ومستقبل باهر مزدهر بالتخطيط السليم والاختيارات الصحيحة !
للمزيد من المعلومات :
الدراسة الجامعية فى الخارج... خطوات وإجراءات
الدراسة فى الخارج ... الإختيار الأمثل