في كل عام ، يغادر آلاف الطلاب العرب أوطانهم متوجهين إلى الدول الشهيرة بالنظم التعليمية المرموقة ، لبدء رحلتهم الطويلة فى الدراسة بالخارج ، سواءاً فى الولايات المتحدة أو بريطانيا أو استراليا او السويد أو غيرها من الدول التى تحتضن جامعات على مستوى عال من التميز التعليمي والاكاديمي..
وبمجرد وصول الطالب العربي إلى هذه الدول ، يجد نفسه امام مجموعة من التحدّيات ، سواءاً فى الجانب الأكاديمي او الجانب الثقافي والمعيشي ..
إليك مجموعة من النقاط التى ستساعدك فى الاستقرار سريعاً بمجرد وصولك إلى وطنك الجديد ، التى ستكتسب من خلاله خبراتك الأكاديمية ، وخبرات ثقافية وانسانية أيضاً !
أظهر مهاراتك ونقاط قوّتك
بمجرد انخراطك فى الحياة الجامعية ، حاول أن تقاتل بكل مالديك من امكانيات حتى يظهر نجمك أمام أعضاء التدريس ، وتكون طالباً ملحوظاً بكفاءتك الأكاديمية ونشاطك الدراسي .. هذا الظهور سيساعدك كثيراً فى طوال فترة دراستك ، لأنك ستكون معروفاً من قبل الكثير من زملائك المهتمّين بالدراسة ، فضلاً عن اهتمام الأساتذة بك وبقدراتك..
التميّز فى الجامعات الدولية يعتمد بالأساس على النشاط الأكاديمي والدراسي ، الذي يقود حتماً إلى مساندة المستقبل الوظيفي للطالب ، بغض النظر عن جنسيته أو عرقه أو لونه .. او كونه ( ابن من ؟! ) أو له مساندة مادية من جهة ما ، تعينه فى الحصول على وظيفة سريعاً ..
هذه المعايير هي الأساس فى الحياة الأكاديمية والوظيفية فى الدول المتقدّمة ، لذلك احرص دائماً على اظهار نقاط قوتك فى التحصيل والمشاركة والاهتمام بالتفاصيل في أي مناسبة اكاديمية او ثقافية ، أو حتى اجتماعية !
تعلّم من كل شيئ حولك
وجودك فى بلد آخر للدراسة معناه شيئ واحد : انت هنا لتتعلم كل شيئ مفيد ، مهما بدا لك صغيراً أو غير واقعي .. تشرّب بكل المعلومات النظرية والعملية التى تراها مفيدة ، ويمكن ان تستفيد بها على المستوى الشخصي ، والتى ستفيد بها وطنك لاحقاً !
اقترب بشدة من اعضاء هيئة التدريس ، وابن علاقات قوية ومتينة بزملاء الدراسة الذي من الممكن أن تفيدهم وتستفيد منهم ، في حياتك الدراسية أو الاجتماعية أو الثقافية الفكرية .. باختصار : تحوّل إلى قطعة من الاسفنج لا تفعل شيئاً سوى امتصاص المعلومات والثقافات والأفكار ( المفيدة فقط ) وترجمها إلى معايير شخصية بالنسبة لك ، تفيدك على المستوى الإنساني والوظيفي والأكاديمي..
السلامة أولاً
أنت لن تذهب إلى الجنة .. أنت ستكون فى مجتمع متقدّم هدف وجودك فيه هو التعلم والاستفادة الأكاديمية والثقافية ..ولكنها ليست الجنة بالتاكيد.. أي مجتمع به ظواهر سلبية كثيرة .. لذلك يجب أن تكون على حذر كامل ، وأن تسعى وراء سلامتك وأمانك الشخصي أولاً قبل أي شيئ آخر..
لا تتحدث عن دينك أو ثروتك ..هذه أمور شخصية لا يمكن أن تتحدث بها مطلقاً امام أي أحد ، باستثناء أقرب أصدقائك ، على الرغم أنه من غير المريح للمجتمعات الغربية أن تتحدث فى هذين الامرين تحت أي ظرف..
حاول ان تختلط بالأصدقاء والزملاء والسكان المحليين إلى أبعد مدى ، ولكن بشكل لا يؤثر على خصوصيتك الفكرية والثقافية والدينية وأمانك الشخصي..
هذه الخطوات ستجعلك تقيم بشكل آمن تماماً خلال فترة دراستك ، واكتساب صداقات متميزة..
اطهو طعامك فى المنزل !
تذكر أنك لست فى نزهة سياحية قصيرة ، تعود بعدها إلى وطنك .. مدة اقامتك فى بلد دراستك ستكون طويلة بلا شك ، مهما كانت الدرجة الجامعية أو مجالك الدراسي.. لذلك تناول الطعام كل يوم خارج المنزل سيقود بك إلى أمرين لا مفر منهما : الإفلاس والسمنة !.. وانت فى غنى عنهما بالطبع
حاول أن تتعلم طهي بعض الوجبات التى تفضلها بنفسك ، وتمتع طوال فترة اقامتك بالأطعمة التى تقوم بطهيها .. ستكون محظوظاً بالفعل إذا اكتشفت فى نفسك أنك تستطيع ان تطهو وجبات لذيذة !
اشترك في التأمين الصحي للطلبة
تلزم العديد من الجامعات الدولية الطلاب الدوليين الوافدين إليها ، بدفع تكاليف التأمين الصحي – وهو أمر فى مصلحتهم بالطبع - طوال فترة الدراسة بها.. والحقيقة أنها من أهم الاجراءات الجامعية المتميزة فى هذه البلاد ، لأن العناية الصحية الحرة خارج نطاق التأمين الصحي ، في أغلب دول العالم تكون مكلّفة للغاية .. لابد أن تضع نفسك فى مظلة التأمين الصحي للطلبة مهما كلّفك الامر من مصاريف !
العلاقات العامة
خذها قاعدة : كلما زادت دائرة معارفك الشخصية فى فترة دراستك ، فانك فى أغلب الحالات ستجد وظيفة جيدة بشكل أسرع !
حاول دائما السعي لبناء علاقات واسعة خلال فترة اقامتك فى البلد الذي تدرس فيه ، ومنذ اليوم الاول لذهابك للجامعة.. لا تقصر صداقاتك وعلاقاتك مع اصدقائك فى اطار الجامعة أو الكلية أو القسم ، بل حاول أن تتوسع فى معرفة الاصدقاء وبناء علاقات مع كافة اطياف البشر الذين يحيطون بك.. هذه نقطة فى منتهى الاهمية ، وتعد سبباً رئيسياً فى النجاح الوظيفي فيما بعد..
هذه نقطة هامة للغاية ، لأن الكثير من الطلاب العرب الذين يدرسون فى الخارج ، عادة مايلجئون للنحزب مع بعضهم البعض ، ورفض الاندماج والانتشار بين زملائهم من الجنسيات الأخرى ، وبالتالى تفوتهم فرص لا تعوض ، سواءاً على الجانب الثقافي والاجتماعي والوظيفي أيضاً ..
بالطبع علاقاتك مع المحيطين بك لابد ان ترتكز بالاساس على اعتزازك بهوّيتك العربية قبل أي شيئ ، وألا يتحول اندماجك مع المجتمع والوسط الدراسي ، إلى ( ذوبان ) كامل يجرّدك من شخصيتك وثقافتك واصولك..
هذه نقاط لا تحتاج إلى استطراد طبعا !
تجنّب ( السلبيين ) بقدر المستطاع
حاول ان تتجنب الأشخاص الذين ترى أنهم من الممكن أن يؤثروا عليك سلبياً .. بشكل أكثر وضوحاً : تجنّب تعاطي المخدرات أو الانصياع للممارسات الصحية والأخلاقية الخاطئة ! ..أنت هناك لكي تردس وتستفيد فكرياً وثقافياً بأفضل ماوصلوا إليه ، وليس بأسوأ ماوصلوا إليه !
حاول ان تختلط دائماً بالمهتمين بالدراسة ، والمهتمين بممارسة الرياضات الصحية ، والشغوفين بالنواحي الفكرية والثقافية..
وتاكد أنك سوف تجد هذه الانماط كثيراً ، طوال فترة إقامتك فى بلدك الدراسي..
أخيراً ، لا تنسى أرجوك أنك بشكل ما تمثّل سفيراً لوطنك فى هذه البلاد .. اجعل الاساتذة والزملاء والجيران والمحيطين بك ، ياخذون فكرة حسنة عن بلادنا ، في وقت نحن في امس الحاجة بالفعل إلى أن تتحسن سمعتنا فيها على مستوى العالم..
كل التوفيق لك فى رحلتك الدراسية ، ونتمنى لك العودة إلى وطنك ، وقد تحوّلت احلامك إلى حقائق !
للمزيد من المعلومات :
الدراسة الجامعية فى الخارج... خطوات وإجراءات
الطلاب العرب.. والتأقلم مع نظام الدراسة بالخارج
الدراسة فى الخارج ... الإختيار الأمثل