
وفقاً لتقرير نشرته مؤسسة التايمز للتعليم العالي Times Higher Education فإنّ أعداد متزايدة من الإناث في منطقة الشرق الأوسط يتجهن للالتحاق بالبرامج الدراسية المُتعلّقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
على الرغم أنّ أعداد الإناث أكبر من أعداد الذكور عندما يتعلّق الأمر بنسبة الالتحاق في جميع أنحاء العالم، إلّا أنّنا ما زلنا نرى أعداداً قليلة من الطالبات في صفوف العلوم والتقانة والهندسة والرياضيات. أحد الاستثناءات المتعلّقة بهذه النقطة هو زيادة عدد الطالبات اللواتي يدرسن أحد التخصصات العلمية الرئيسية في بعض دول الشرق الأوسط.
حسب الأرقام التي نشرتها مؤسسة التايمز للتعليم العالي THE فإنّ نسبة الطالبات في تخصصات الهندسة في بعض دول الخليج العربي أكبر مقارنة بالدول الرائدة في مجالات المساواة بين الجنسين مثل السويد والمملكة المتحدّة. حيث أنّ نحو 45% من طلّاب الهندسة في بعض دول الخليج العربي هم من الإناث، وتصل هذه النسبة إلى 70% في الكويت، مُقارنة بـ 32% في السويد و27% في فرنسا و18% في المملكة المتحدّة.
وفي حين أنّ نحو 90% من طلّاب تخصص علوم الكمبيوتر في سلطنة عُمان هم من الإناث، فإنّ هذه النسبة تنخفض إلى أقل من 20% في بعض دول أوروبا الغربية مثل ألمانيا وسويسرا والسويد.
النقطة السلبية في هذا التقرير أشارت إلى أنّ معظم هؤلاء الخريجات في الدول العربية ينتهي بهن المطاف بعيداً عن سوق العمل والدراسات العليا. وفقاً لبحث نشرته في مجلة World Journal of Education العلمية، سلّطت البروفيسورة سميرة إسلام رئيسة وحدة مراقبة الأدوية في مركز الملك فهد للبحوث الطبيّة الضوء على هذا الموضوع وقالت: "عندما يتخرجن هؤلاء النسوة من الجامعة، فإنّهن يحاولن الدخول إلى سوق العمل أو الالتحاق بأحد برامج الدراسات العليا، لكن غالباً ما يتم استبعادهن على أساس الجنس".
من ناحية أخرى، فإنّ المزيد من الإناث في الدول العربية بتن يتجهن للعمل في قطاع التعليم العالي. وتشير أرقام مؤسسة التايمز إلى أنّ نحو 25% من المحاضرين في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في فلسطين هم من الإناث، في حين تصل هذه النسبة إلى نحو 50% في لبنان وتونس.
ويرى التقرير أنّ الأعداد الكبيرة من الشابات اللواتي دخلن هذه القطاعات تُعتبر علامة على التغيير الاجتماعي الإيجابي الذي يطرأ على الدول العربية رغم العقبات الاجتماعية وغياب القوانين والتشريعات المناهضة للتمييز.