نادراً ما يوجد طالب يكره دراسة التاريخ ، بإعتبـار أن التاريخ الغني بالأحداث والتجارب الانسانية يعتبــر قمة المتعة المعرفية والثقافية بالنسبة للكثيـرين .. مابالك لو كــانت هذه المتعة هي مجال دراستك ؟!

التاريه هو مرآه البشرية والوصف التفصيلى لسيرها وتوثيق أحداثها، والدروس التاريخية المستخلصة من التجارب الإنسانية الماضية تمثل فائدة كبيرة للإنسان فى الحاضر .. هو تراث الانســان وماضيه ، والذي يشكّل حاضره ويبني مستقبله..

دراسة التاريخ

الدراسات التاريخية تتناول دراسة أحوال مجتمع فترة زمنية معينة، والظروف والأحداث والأماكن والشخصيات التى أثرت فى أحوال هذا المجتمع وقضاياه فى تلك الفترة الزمنية لإتاحة فهم أفضل يمكن من خلاله إستشراف الحاضر وإستلهام المستقبل.

الدول التى تهمل دراسة تاريخها إنما تهمل وجودها وأصل نشأتها، وتهمل فى تفهم طبيعة مجتمعها الفكرى ودور التاريخ ووظيقته الفاعلة فى التأثير فى المجتمع الإنسانى.

أكاديمياً تركز الدراسات التاريخية غالباً على التأثير الثقافى والفكرى للتاريخ فى المجتمع، ودور خريجيين الدراسات التاريخية هو تفعيـل هذا الاثــر ، واستلهام النمـاذج التاريخية فى الاقتداء بها أو التحذير منها ، من أجل حاضـر أفضـل ومستقبــل خالى من أخطاء الماضي..

تتشعب الدراسات التاريخية إلى العديد من التخصصات .. فإذا حاولنا تقسيم تلك التخصصات على حسب العصور التاريخية سنجد أن الدراسات التاريخية تنقسم الى :

العصور القديمة التى تشمل على سبيل المثال عصور ماقبل الميلاد وتاريخ الحضارات القديمة مثل الحضارة الفرعونية وتاريخ الأناضول والأمازيغ وتاريخ الهنود الحُمر والعصور الوسطى فى أوروبا، حيث تتنوع التخصصات التاريخية للعصور القديمة من أمة لأخرى

 أما دراسات تاريخ العصور الحديثة فتشمل على سبيل المثال عصر الإستنارة، وعصر الثورة الفرنسية، وعصر الإصلاح الدينى، وتاريخ الليبرالية، وتاريخ الشيوعية، وتاريخ الإمبيريالية والحروب العالمية، والتاريخ العربى الحديث، وغيرها من تاريخ الامم والدول والمناطق الاقليمية والعالمية ..

يدرس طالب التاريخ فى البرنامج الدراسى فى المرحلة الجامعية الدراسة فى أحد تلك الموضوعات، أو التخصص فى إحداها إذا كانت الدراسة على مستوى الدراسات العليا.

الفرص الوظيفية

هناك العديد من المجالات الوظيفية متاحة أمام خريجين التاريخ فيمكن لخريخ الدراسات التاريخية العمل فى المجالات الأتية فضلاً عن إمكانية الإستمرار فى العمل الأكاديمى ومن ضمن تلك المجالات:

• العمل فى إدارات الأرشيف والوثائق.
• العمل فى قطاعات الثقافة والتراث.
• التدريس.
• العمل فى المكتبات وأقسام المخطوطات.

وغيرها من المجالات الأخــرى المتميــزة..