تحدثنا فى هوت كورسس مع كريستوفر نيوكومب المدير المساعد بقسم دورات اللغة الإنجليزية بالمجلس الثقافى البريطانى، ليلقى لنا الـضوء على أهمية دورات اللغة الأنجليزية للطلاب الدوليين.
يـقول السيد كريستوفر: فى أول هذة السنة الدراسية، كان لدى طالب يدرس الدورة التحضيرية لإختبار الأيلتس، جائنى هذا الطالب فى إحدى الأيـام ولمست الحزن فى عينيه والإحباط فى وجهه، وسـألنى لماذا يجب أن يدرس اللغة الإنجليزية؟؟؟؟
انتابتنى الدهشة لعدة ثوان، لكنى فكرت قليلاً وأجبته قائلاً، إن اللغة الأنجليزية لاتزال تحتفظ بالمركز الأول بين لغات العالم كلغة للتواصل فى الأعـمال التجارية حول العالم، حتى فى منطقة جنوب شرق أسيا، اللغة الأنجليزية أصبحت مسيطرة فى الدول التى تتحدث لغات أخرى بجانب اللغات المحلية فى تلك الدول الأسيوية.
فمع تقارب أطراف العالم نتيجة لثورة الأتصالات وتكنولوجيا المعلومات التى نشاهدها، أصبح هناك رغبة قوية عند كثير من الناس ليتحدثوا الإنجليزية بطلاقة، فالطالب فى ماليزيا اصبح يرد على الهاتف باللغة الإنجليزية ليتحدث مع زملائة الأسكتلنديين فى الكلية، قبل أن يرد على البريد الألكترونى الذى وصله باللغة الماليزية.
سـألت الطالب، ماذا يريد أن يعمل فى المستقبل، أجابنى بأنه يريد أن يعمل فى مؤسسة مالية دولية، وبالتالى فهو يخطط لدراسة إدارة الأعمال الدولية فى الجامعة. سألته، الدراسة ستكون بأى لغة؟ أجاب باللغة الإنجليزية، قلت للطالب إن اللغة الإنجليزية هى طريقك للحصول على الدرجة الجامعية التى تريدها، كما أنها ستكون عامل هام جداً بالنسبة لك للنجاح فى حياتك المهنية.
إن أهمية اللغة الإنجليزية لاتقتصر على كونها ضرورية فى عالم الأعمال التجارية، فاللغة الإنجليزية هامة أيضاً فى مجالات أخرى مثل الطب، ومجالات التكنولوجيا، وهى كلها مجالات تعتمد على اللغة الإنجليزية كوسيط للتواصل، وأنا طوال سنوات تدريس اللغة قمت بإعداد الكثير من العلماء والأكاديميين وأعضاء المنظمات الغير حكومية من دول عديدة لكى يكونوا مؤهلين بالقدر الكافى لإلقاء الخطابات فى المؤتمرات الدولية.
أثناء تحدثى مع ذلك الطالب إستنتجت أن أهم شئ بالنسبة له من أجل تحقيق أهدافه وطموحاته التعليمية هو أن يكون أساس قوى من القواعد اللغوية والمفردات الإنجليزية، وهذا لن يساعده فقط على تطوير قدرته على الكتابة الأكاديمية لكن سيساعده أيضاً على المشاركة بفاعلية فى المشروعات العملية والدورات التدريبية الدراسية التى تتضمنها دورات التعليم العالى فى الخارج.
إن حجم المواد المقروئة التى يدرسها الطلاب الجامعيين تتطلب أن يكونوا على وعى لغوى ودراسة وافية باللغة الإنجليزية لتنمية قدرتهم على الدراسة الجامعية، وفهم النصوص الأكاديمية بسهولة، وبصفة عامة فإن قضاء وقت كافى فى القراءة والتعود على فهم نصوص اللغة الإنجليزية سيكون مفيداً للغاية للطالب عند السفر للدراسة فى الخارج.
التعليم أصبح الآن صناعة دولية، تلعب فيه اللغة الإنجليزية دوراً هاماً وفعالاً كلغة يتحدثها جميع الطلاب، والإلتحاق بالجامعات الدولية فى أغلب دول العالم يتطلب إجادة اللغة الإنجليزية، والإنجليزية أيضاً عامل تواصل مشترك بين الطلاب وتسهل عملية تكوين الصداقات بين الطلاب من خلفيات ثقافية مختلفة، وإننى أتذكر حينما كنت طالب أن كثير من الأشياء الهامة التى تعلمتها فى الجامعة كانت من مواقف حدثت مع طلاب من دول أخرى لديهم تجارب مختلفة فى الحياة عن تجاربى.
بلا شك اللغة الإنجليزية قد تكون صعبة على بعض الطلاب، وقد تكون عملية دراسة اللغة الإنجليزية عملية محبطة، لكن المكاسب التى سيحصل عليها الطالب فى النهاية على المستوى المهنى والشخصى ستكون هامة وقيمة جداً فى فترة مابعد الدراسة وفترة الحياة المهنية.