أضاءات عن نيوزلندا
أرض السحابة اليضاء الطويلة، أو كما تعرف بـ( أوتياروا) باللغة الماورية لغة سكان الماروى الاصليون لمجموعة جزر نيوزيلندا. الدولة الواقعة في جنوب غرب المحيط الهادئ وتتألّف من جزيرتين، الجزيرة الشمالية والجزيرة الجنوبية وعدد من الجزر الصغيرة، أبرزها جزيرة ستيوارت راكيورا وجزر تشاتام. وأيضاً جزر كوك ونييوى حيث تقع حوالي 2000 كيلومتر (1200 ميل) إلى الجنوب الشرقي من أستراليا عبر البحر التاسماني حيث كان لطبيعتها الخلابة وموقعها الجغرافى شبه المنعزل دورا كبيرا على الثقافة ونمط الحياة.
انعكاس الطبيعة على الثقافة فى نيوزيلندا
دفع تنوع المشهد الطبيعي النيوزيلندي بالبلاد لأن تكون موقعاً مفضلاً لإنتاج الأفلام والبرامج التلفزيونية، حيث كانت الطبيعة النيوزلندية الساحرة مصدر إلهام لكثير من مخرجين الأفلام السينمائية وأبرز تلك الأفلام مجموعة أفلام سيد الخواتم. ورغم تأثر الثقافة النيوزلندية بميراث الثقافة الأوروبية عامة والبريطانية خاصة نتيجة لمكوثها فترة ليست بالقليلة تحت الاستعمار البريطانى كجزء من مستعمرة نيوساوث ويلز ثم مستعمرة منفصلة تابعة للتاج البريطانى. إلا أن الثقافة النيوزيلندية تعد نسيج من الثقافة الاوروبية وثقافة الماورى السكان الاصليون والماورى البولينيزيون.
تستطيع أن تلمح بوضوح لمحات من الثقافة الماورية فى طابع الحياة النيوزلندية بشكل عام متمثلاً فى اساطيرهم عن الألهة ورقصة الهاكا (Haka) وفن البوى (poi) وبعض كلمات اللغة الماورية التى مازلت باقية فى اللغة الإنجليزية النيوزيلندية وإن كان مع تتابع السنوات وتزايد الهجرات الاوروبية جعل الثقافة الاوروبية بصفة عامة والانجلييزية بصفة خاصة تسيطر على الثقافة النيوزلندية ونجد أبرز الأدباء النيوزلنديين الاوائل كانو مهاجرين مثل كاثرين مانسفيلد ((Katherine Mnsfieldوفرانك سارجيسون (Frank sargeson) وجانيت فريم (janet frame) وغيرهم.
يختلف المناخ في نيوزيلندة من منطقة لأخرى، إذ انه شبه إستوائي في الجزيرة الشمالية ومعتدل ولطيف في الجزيرة الجنوبية، وفى الشتاء تغطى سلاسل الجبال بالثلوج مما يفسح المجال أمام التزلج والتمتع بالمناظر الخلابة كما نجد الفصول فى نيوزيلندا كالاتى الربيع سبتمبر، أوكتوبر، نوفمبر. الصيف ديسمبر، يناير، فبراير. الخريف مارس، أبريل، مايو. الشتاء يونيو، يوليو، أغسطس.
الدور الثقافى لنيوزيلندا
ونيوزيلندا الآن دولة من الدول المتقدمة ثقافياً وعلمياً للغاية بجانب كونها محل جذب دراسى لكثير من الطلاب الاجانب حيث تصنف عالياً في التصنيفات الدولية. وتمتلك اقتصاداً حديثاً ومزدهراً حيث قُدر الناتج المحلي الإجمالي بنحو 119.549 مليار دولار أمريكي لعام 2010. وانضمّت إلى اليونسكو في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1946.وسُجل أبرز تعاون بين اليونسكو ونيوزيلندا في السنوات الماضية في حقل التراث الثقافي. ففي حزيران/يونيو 2007، استضاف هذا البلد الدورة الحادية والثلاثين للجنة التراث العالمي التي يرأسها النيوزيلندي "تومو تي هوبهو". كما انها تضم شبكة مشروع المدارس المنتسبة 69 مدرسةً في نيوزيلندا. وفي شهر آب/أغسطس 2003، عُقد في أوكلاند المؤتمر العالمي بعنوان "الملاحون من أجل السلام" للاحتفال بالذكرى الخمسين لإنشاء شبكة مشروع المدارس المنتسبة.
النسيج الثقافى للمجتمع
رغم بروزها بعزلتها الجغرافية فإن هذا لم يمنع وصول كافة أجناس البشر وتشكيلهم لمجتمع ذو نسيج متنوع فى نيوزيلندا فالتركيبة العرقية للمجتمع النيوزلندى تتنوع تنوعا كبيرا، وهي مكونة من خليط من الماورى (Maori)، السكان الأصليون في نيوزلندا، والأوروبيين، والباسافيكيين، والآسيويين، والشرق أوسطيين، والأفارقة. ويشكل الأوروبيين غالبية سكان نيوزلندا حاليا، بينما يمثل الشعب الماوري حوالي 15% من سكان نيوزلندا.
تختلف عادات وتقاليد وتقافة المجتمع النيوزلندي كثيرا عن عاداتنا وتقاليدنا، وهذا ما يلاحظ عند الوصول إلى نيوزلندا، لكن النيوزلنديين بشكل عام يعتنقون أديانا عديدة. ويتسم الشعب بالدماثة في التعامل. كما يتميز المجتمع النيوزلندي بالتعددية الثقافية، وبالاهتمام بالتعرف على عادات الآخرين ومجتمعاتهم.
فالمسلمين في نيوزلندا حوالي ثلاثين ألف نسمة يتوزعون في معظم المدن. ويعيش 70% من المسلمين في نيوزلندا في مدينة (أوكلاند)، ويوجد في أوكلاند مدرستين إسلاميتين. وينحدر المسلمون في نيوزلندا من ستين جنسية، يشكل هنود فيجي النسبة الكبرى، ثم يأتي بعد ذلك الجالية الصومالية ثم العربية.
وتنتشر المساجد في أغلب المدن النيوزلندية. وقد أنشأ أول مسجد في عام 1970م. وتوفر غرف للصلاة في معظم الجامعات، وتديرها جمعيات الطلاب المسلمين. وتنظم معظم المساجد في نيوزلندا دورس دينية، ودروس تحفيظ القرآن، واللغة العربية للأطفال المسلمين يومي السبت والأحد من كل أسبوع.