تعد المملكة العربية السعودية من البلدان ذات التراث العريق والعادات الفريدة والفنون المختلفة المستمدة من طبيعة هذا الشعب وجذوره العربية العتيدة، لذا ظهر الاهتمام بالفنون في الآونة الأخيرة عندما أعلن وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود عن إنطلاق العديد من المنح الدراسية المختلفة للطلاب السعوديين لدراسة الفنون المختلفة في الجامعات الأكاديمية العالمية، تعزيزًا للثقافة ولإعادة إحياء الفنون المختلفة على أرض المملكة العربية السعودية.
تشمل الدورات التي تندرج في إطار برنامج المنح الثقافية الآثار والتصميم والمتاحف والموسيقى والمسرح وصناعة الأفلام والأدب والفنون البصرية وفنون الطهي، ويمكن الحصول فيها على مستويات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، كما أكد الوزير أن هذه المنح تهدف إلى تطوير الثقافة السعودية، وتلبية الاحتياجات المتزايدة لسوق العمل.
إقبال الطلاب السعوديين على دراسة الفنون والإنسانيات
صرح عماد شاوي، المدير الإقليمي لشركة idp في منطقة الشرق الأوسط أنّ الإعلان عن برنامج المنح الثقافية الجديد لقي ترحيبًا كبيرًا من الطلاب في المملكة منذ الإسبوع الأول للإعلان عن المنحة، وهو ما عكسته البيانات التحليلة حول بحث الطلاب عن الدروات التدريبية الدولية، والتي تزايدت نحو الفنون الإبداعية والدراسات الاجتماعية والدورات الإعلامية.
واختتم قائلًا: "المملكة لها تاريخ قوي في ربط الطلاب بالتعليم الدولي معتقدًا أن هذا الإعلان يساعد على ربط طلاب المملكة بالفرص العالمية المتنوعة".
ولعل هذه المنحة تشكل قفزة كبيرة في المملكة العربية السعودية نحو ثقافة فنية متطورة، كجزء من خطة تطوير الثقافة التي بدأت في المملكة مؤخرًا، ومع استمرارها في جهودها للترحيب بالزائرين الدوليين من خلال تقديم تأشيرة السياحة، وتشجيع التجارة وتنويع الاقتصاد بما يتماشى مع الرؤية 2030، فمن الطبيعي أن يتم النظر إلى التنمية الثقافية باعتبارها جزءًا من تنمية البلاد.
المنح السعودية لدراسة الفنون والثقافة في الجامعات العالمية
يعتبر برنامج الابتعاث الثقافي، الممول من وزارة الثقافة السعودية، مفتوحًا للطلاب السعوديين الراغبين في الحصول على شهادة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه في مختلف المجالات الثقافية والفنية من أبرز المؤسسات التعليمية في العالم.
تشمل المساقات الدراسية المتاحة في إطار البرنامج الموسيقى والمسرح والفنون البصرية (الرسم والنحت ونظرية الفن والخط وتاريخ الفن والتصوير الفوتوغرافي والسينمائي) وصناعة الأفلام والأدب واللغويات وعلم الآثار وفنون الطهي والتصميم والهندسة المعمارية و المكتبات والمتاحف.
يقدم البرنامج العديد من المزايا لكل من الطلاب الذين يدرسون على حسابهم الخاص والطلاب المقبولين مسبقًا. تغطي المنح الدراسية جميع الرسوم الدراسية والدعم المالي ونفقات المعيشة والرعاية الصحية ورحلات العودة إلى موقع المنحة لكل من الطالب ومرافقه.
قوائم الجامعات والتخصصات متوفرة على هذا الرابط، يقبل هذا البرنامج الطلبات على مدار العام.
المؤهلات المطلوبة
هناك عدد من الشروط والتعليمات التي يجب على الطلاب مراعاتها عند التقدم للمنحة الدراسية، على النحو التالي:
– يجب أن يكون المتقدم سعودي الجنسية.
– يجب أن يكون لمقدم الطلب سجل بحسن السيرة والسلوك.
– يجب أن تكون المؤسسة التعليمية التي تقدم لها الطالب جزءًا من قائمة المؤسسات المتاحة في البرنامج.
– يجب أن يكون التخصص الذي تم اختياره من قبل مقدم الطلب ضمن القائمة المحددة في برنامج التبادل الثقافي.
– لا يجب أن يكون التخصص المختار من قبل المتقدم متطابقًا أو مرتبطًا بالتخصص الذي درسه سابقًا.
– يجب أن تكون معلومات مقدم الطلب كاملة وصحيحة في استمارة الطلب وأي دليل على عدم تطابق المعلومات المقدمة مع الوثائق الرسمية سيؤدي إلى الاستبعاد.
كيفية التقديم
يقوم المتقدمون بملء الاستمارة عبر الإنترنت ببياناتهم الصحيحة وتحميل المستندات المطلوبة، هذا الرابط.
وجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تتمتع بتاريخ طويل من تمويل المنح الدراسية، حيث يرعى برنامج المنح الدراسية الذي يقدمه الملك عبد الله أكثر من مائة ألف طالب في الولايات المتحدة وحدها منذ عام 1960.
الحركة الفنية في السعودية لإحياء الثقافة
ولعل هذه المنحة سبقها العديد من الخطوات وأبرزها إحياء المملكة العربية السعودية التراث والثقافة بمشروع إقامة فنية، حيث نظمت وزارة الثقافة برنامج إقامة فنية | البلد، بمنطقة البلد التاريخية في قلب مدينة جدّة، في المملكة العربية السعودية. ويعد هذا البرنامج جزءًا من سلسلة من الإقامات الممولة بشكل كامل والتي توفر الوقت وسبل التعاون وبيئة العمل الداعمة من أجل دعم هذا التطوّر الإبداعي للفنّانين وتوفير الوقت والمساحة وفرص التعاون المدروسة.
يعد هذا البرنامج مفتوحًا للفنّانين والمنسقين الفنيين وكتاب الفن السعوديين والدوليين والمقيمين في المملكة العربية السعودية، كما يهدف إلى تعزيز التفكير النقدي والتبادل الثقافي والتوعية المجتمعية.
ويدعو البرنامج جميع المقيمين إلى الاستلهام من مدينة تملك تاريخًا لم يتمّ استكشافه بالكامل حتّى الآن، وتسعى وزارة الثقافة إلى تعزيز الحوار والتبادل على الساحة الفنّية الموجودة في المدينة والوصول إلى المجتمع الذي يسكن ويعمل في الموقع وتبادل الحوار معه.
لذا إذا كنت طالبًا سعوديًا محبًا للفنون فقد حان الوقت أن تنمي مواهبك المختلفة وتعزز من دراستك وتحول الموهبة لدراسة منتظمة في مؤسسات دولية عالمية.
اقرأ أيضًا:
الفرق بين نظام التعليم في السعودية ونظام التعليم في أمريكا
السعودية تمدد جدولها للمنح الدراسية حتى العام 2020
كـيف أثـر برنامج مـنح الملك عبد الله على الـدراسة فى الـخارج؟