
القيادة هي عبارة عن مجموعة من المهارات الشخصية التي يتسم بها الإنسان. ويمكن للإنسان أن يعمل على تطوير هذه المهارات الشخصية الفريدة. وللعلم، لا تنحصر هذه المهارات القيادية بعمر أو جنس أو طول أو أي صفات جسدية. ولكن، يمكن لأي شخص أي يصح قائدا عظيما، ولكن هذا الأمر يتطلب بعض الجهود لتحقيق ذلك، كأي شيء آخر. فكلما بدأت مبكرا في العمل على تحقيق ذلك، كلما كان ذلك أفضل. إذا كنت تدرس في جامعة أو كلية ما، فهو الوقت المناسب للبدء في تطوير هذه المهارات القيادية.
ما هي المهارات التي يتصف بها القائد العظيم؟
تختلف المهارات القيادية من شخص إلى آخر. بالنسبة للإنسان العادي: الأشخاص الذين يتلقون التوجيه من أشخاص آخرين غالبا ما يبحثون عن صفات ترسم شخصيتهم الخاصة. ولكن، حددنا قائمة بالصفات المشتركة التي يتسم بها القادة المؤثرون بشكل عام. لا يصبح الواحد منا قائدا في ليلة وضحاها. ولكن، مع مرور الوقت، سوف يتعرف الواحد منا على الصفات الشخصية التي يسعى إلى تكوينها في شخصيته الخاصة، ويعتبرها ذات أهمية كبيرة أكثر من غيرها. ادرس هذه القائمة، وتعرف على هذه الصفات المشتركة، التي يتسم بها القادة بشكل عام.
هل أنت مستعد؟ هيا نبدأ.
الالتزام بالعمل:
القائد هو الشخص الذي يرشد الآخرين بشكل صحيح. ولكن، كيف تستطيع أن تحصل على تابعين؟ لا يمكنك أن تجبر الآخرين على إتباعك. القائد العظيم هو الشخص الذي يعتبر قدوة لآخرين، وذلك عن طريق أعماله، ونشاطاته التي تميزه عن الآخرين. والسر يكمن هنا. لابد من تنفيذ أعمال تؤثر على الآخرين، لتنال على إعجابهم، وتأييدهم.
ولكن، يبقى السؤال هنا: ما هو طبيعة هذه الأعمال والأنشطة؟ نقول يجب عليك أن تفكر بهذا الجانب بنفسك. من الصعب تحديد ذلك لكل شخص، ولكن وبشكل أساسي، أنت علم ما طبيعة الأعمال والأنشطة الأمثل لك، وماذا يجب عليك فعله لتحقيق ذلك. هناك الكثير من المجالات التي يمكن تسلكها. على سبيل المثال: يمكن أن تصبح رجل أعمال موهوب أو رياضي ملهم للآخرين أو فنان محبوب للجماهير. الأمر المهم هنا هو أن تبذل كل ما لديك في هذا الجانب، والقيام به على أكمل وجه، قدر الإمكان. يجب أن يكون هذا التركيز الأساسي إذا ما كنت تخطط لأن تكون قائدا عظيما.
العمل الجاد أمر مهم، بحيث يمكن للناس أن يروا هذا العمل الجاد، وأثره في أماكن شتى. للأسف، ليس هناك طريق مختصر لتحقيق ذلك. يجب أن تبذل كل ما بوسعك لتحقيق نجاح كبير في ما قررت فعله كل يوم، ولساعات طويلة قدر الإمكان. يجب أن يرى الناس من حولك مدى التزامك الكبير في مجال عملك، وكأنك مولود بالفطرة بهذه السمة الفريدة. ويجب أن تعي جيدا أن العمل الجاد ليس بالأمر الهين، ولو كان كذلك، لقام به كل الناس.
ولكن بالنسبة للطلاب، يجب أن يكون العمل الجاد عادة يومية. ويمكن القول، أن من السهل تطوير هذه العادة منذ الصغر لأن ذلك سيكون له أثر بالغ عند بلوغ سن الرشد. وبشكل أساسي، أنت تعلم ما تريده أو ما تريد فعله. لهذا، هيا افعل كل ما بوسعك لتحقيق ذلك!
مهارات التواصل والاتصال
حسنا، أنت تقوم رائع، ويستمع الناس إلى كل ما تقوله. ولكن، يبقى السؤال هنا: ماذا لو كان أحد متابعيك غير قادر على مواكبة ما تقوله؟ ماذا لو ارتكبت أخطاء فادحة، وهو أمر حتمي، لا مفر منه؟ ماذا لو طلب منك أعضاء الفريق إجابات وضمانات؟
القدرة على صياغة أفكارك على شكل كلمات سهلة الفهم والإقناع هي أداة مميزة، ليس فقط للقادة، بل أيضا للجميع. التحدث بشكل حسن لا يعتبر الخيار الوحيد لتحقيق التواصل الجيد، والمطلوب. ولكن، يجب عليك أن تصغي للآخرين جيدا، والتحدث مع الآخرين، وفهم أفكارهم، وآرائهم، والرد عليهم بطريقة تظهر مدى قدرتك على الفهم والاستيعاب. في الواقع، يجب أن تعطي انطباعا أنك على استعداد دائم لتقبل الأسئلة والاستفسارات. من هنا تبدأ الثقة تتشكل، وتنمو، حتى يكسب الشخص ثقة الجميع!
يجب أن تولي انتباهك للشخص الذي تتحدث معه، وتستخدم لغة الجسد بشكل جيد، حاول أن تكون موجزا بكلامك، ولكن دقيقا بشكل كبير جدا في نفس الوقت، حاول أن تكون واثقا من الأفكار التي تطرحها. تناولت الكثير من الكتب عن التواصل الجيد مع الآخرين، وتزخر المكاتب بهذه الكتب. حاول أن تقتني كتابا، وتقرأه بالتفصيل، وتعي جيدا كيفية تحقيق التواصل الجيد مع الآخرين. وفي النتيجة، سيكون لذلك الأثر الطيب الآن، وفي بقية حياتك!
الثقة بالنفس: الحزم / الفطنة والبصيرة / اتساع الأفق
تأتي الثقة بالنفس نتيجة العمل الجاد والالتزام. لذلك، لا يجب علينا أن نخلط الثقة بالنفس بالغرور والغطرسة. فمن السهل على الناس التظاهر بالثقة الكبيرة، ولكن الثقة الحقيقة تأتي نتيجة العمل الجاد، ونتائج هذا العمل. وهناك ارتباط وثيق بين الثقة بالنفس والالتزام، إلا أنهم مختلفان كل الاختلاف.
الثقة بالنفس هي مسألة مرتبطة بوجهات النظر الشخصية أيضا. إذا نظرت إلى نفسك، وحدد الجوانب الإيجابية في شخصيتك، أو المهارات والمواهب التي تتحلى بها، سوف تزداد ثقتك بنفسك. لا تنصاع إلى كلام الآخرين، وتقليلهم من مهاراتك وقدراتك الشخصية. فهذا له تأثير سلبي على شخصيتك. يجب أن تنظر إلى شخصيتك من الزاوية الصحيحة.
وبعد تحديد مواهبك ومهاراتك، ابدأ في شحذ هذه المواهب والمهارات، وهذا سوف يؤدي إلى زيادة الثقة بنفسك، ويزيد ثقة الآخرين بك. كنت متواضعا، وصادقا مع نفسك. دون ملاحظاتك اليومية، اكتب جوانب القوة والضعف اليومية. الحياة الجامعية هي فرصة ثمينة لتعلم الأمور الكثيرة، والمسؤوليات الجديدة، وتعلم العمل تحت ضغط كبير. هذه الأمور ضرورية جدا لتحقيق الثقة بالنفس. تحلى بالصبر، التزم بعملك، وضع الخطط، حتى تزيد من ثقتك بنفسك. لا تنسى أن العمل والتخطيط البسيط يؤدي إلى نتائج بسيطة. أيضا، حاول أن تمارس التمرينات قد الإمكان. فهذا قد يزيد من نظرتك الإيجابية إلى نفسك.
النزاهة:
ماذا يحدث إذا ما مشت الأمور بشكل خاطئ؟ أذا ارتكبت خطأ ما، أو قام احد أفراد الفريق بذلك؟
أن تكون قائدا لا يعني أنك الأفضل دائما، أو أنك الشخص الناجح دون الآخرين. أحيانا، تحتاج إلى لوم نفسك، دون أي أحد من أعضاء الفريق، وعليك أن تقر بأنك المخطئ، حتى وإن لم يكن ذلك. يجب أن تدرك الخطأ، وقبول هذا الخطأ في بعض الأوقات، حتى وإن لم تستطع ذلك. وعليك أن تظهر قوتك، وشجاعتك إذا ما احتاجك فريق العمل بجانبهم، حتى وإن لم تكون قويا في تلك اللحظة.
عندما يكون هناك خطأ ما، سوف تجد فرق العمل يبحث عن شخص ما ليبحث في هذا الخطأ، ويرشدهم للصواب. بمعنى آخر، هم بحاجة إلى قيادة رشيدة في هذا الموقف. تحمل المسؤولية هي من السمات الأساسية، والضرورية في شخصية القائد. الأمر يتطلب قوة عاطفية وجسدية. ويتطلب الأمر المعرفة اللازمة، التي تثبت أن الأمور سوف تسير في الاتجاه الصحيح كما كانت. ويتطلب الأمر الإيمان بالعمل، والقيم، وأن الأمور سوف تتحسن لا محالة.
إن من أفضل الطرق لتعلم النزاهة هي عن طريق إتباع القادة العظماء الآخرين. وكما قول المثل "الإنسان ليس كاملا، ويجب أن يعتمد على الآخرين". سوف تتعلم كيف تصبح قائدا عظما عن طريق متابعة ما يفعله الآخرون. اقرأ سير القادة العظماء. تعرف على ما فعله هؤلاء الأبطال في عصورهم. شاهد المقابلات التي أجريت معهم. تعرف على نصائحهم، خاصة في الشدائد. حاول أن تبقى متواضعا قدر الإمكان.
من أين يجب أن أبدأ؟
كما أشرنا من قبل، هناك الملايين من الطرق لتسلكها لكي تصبح الشخص الذي يحظى باحترام الجميع. سوف تجد بعض هذه الطرق الأكثر أهمية بالنسبة لك. هذه الأمور الأربعة هي نقطة البداية، وتعتبر تذكرة جيدة للانطلاق. القيادة العظيمة هي عبارة عن رحلة. لا تتأتي في ليلة وضحاها. تأتي نتيجة التركيز والإصرار. لهذا، نريد أن نضيف كلمة أخيرة، والتي تعتبر جزء أساسي من الحياة، ألا وهي: العادة.
حاول أن تجعل هذه السمات عادة في حياتك. كل ما نقوم به في حياتنا اليومية يعكس شخصيتنا. كل خيار نقوم به في حياتنا اليومية، سلطة أو بيرجر، كوكا كولا أو بيبسي، وغيرها من الأمور الأخرى، تعكس شخصيتنا. تغيير العادات أمر صعب جدا، ولكنه ليس أمرا مستحيلا. إذا كنت تريد تغيير عادة ما، يجب عليك أن تحاول كل يوم، بصرف النظر عن حجم هذا التغيير. ولكن مع مرور الوقت، سوف تدرك أن هذه العادات قد أصبحت جزءا من حياتك اليومية، وسوف تجد نفسك قد تخلصت من العادات السيئة التي لا تريدها بنفسك.
بعد كل هذا العمل، كافئ نفسك بشكل مناسب، ولكن ليس بإفراط. تناول قطعة تشيز كيك كاملة بعد الجري لمدة 5 دقائق لن يكون له فائدة. ولكن، قطعة من الشوكلاتة أو أي شيء آخر سوف يساعدك على ربط ما تبذلونه من جهد مع وجود شعور عام من الرضا والقبول. وبعد مرور الوقت، لن تحتاج بعد ذلك إلى أي مكافئات. إذا لم تعمل، سوف تفقد الحيوية والنشاط في العمل. إذا واصلت العمل الدءوب كل يوم، سوف تصبح الإنسان الذي تحلم أن تكون. قائد، وملهم للآخرين!
هل تريد معرفة المزيد؟ قم بزيارة المعارض التعليمية العالمية، المزمع عقدها في دبي وأبو ظبي، بدءا من 17 – 18 مارس حتى 20 مارس، 2017. الدخول إلى هذه المعارض مجاني بالكامل، ونشجع الراغبين في حضور هذه المعارض التعليمية التسجيل مسبقا عبر الموقع الخاص: www.globaleducationfairs.net، والذي يوفر كافة المعلومات حول الجامعات المشاركة، ومواعيد جلسات النقاش. هدفنا مساعدتكم في بدء رحلة الدراسة في الخارج!