أي طالب دولي عربي ، يغادر وطنه تجاه الغرب للدراسة فى إحدى الجامعات العالمية .. بمُجرد أن تطأ قدميه أرض المطار ، يشعر بإختلاف شديد بين بيئة المكان ، وطبيعة الناس ، وطبيعة الحياة ذاتها بشكل كامل عن طبيعة الحياة فى بلادنا العربية .. فيتولد عنده ما يُعرف بإسم ( الصدمة الثقافية )..
الصدمة الثقافية التى يتعرض لها الطالب العربي ، إذا لم يستوعبها جيداً ويتعامل معها التعامل الصحيح ، غالباً ستؤدي إلى نموذجين أساسيين :
النموذج الاول : الذوبان فى الثقافة الغربية .. بشكل يُسقط الحدود بين هويته العربية وثقافته الغربية المُستجدة ، بحيث يذوب كُلياً فى هذه الثقافة ويُصبح جزءاً منها ، ويُصبح – بالتبعية – مُعترضاً على نمط الحياة الذي كان يعيشه ، ويرى أن هذا هو النمط الصحيح للحياة ..
النموذج الثاني : الإنعزال .. بشكل كامل عن المُجتمع الذي يعيش فيه ، أو التعامل مع هذا المُجتمع بعدائية وعدوانية غير مُبررة ، ظناً منه أنه يحمي خصوصياته الثقافية والإجتماعية والدينية من الذوبان فى هذه المُجتمعات..
طبعاً ، كلا النموذجين خطأ .. فليس المطلوب منك أن تذوب تماماً فى ثقافة البلد الذي تدرس به .. وليس المطلوب منك – طبعاً – الإنعزال بشكل كامل عن ثقافة وهوية البلاد التى تعيش وتدرس بها !
تعال نستعرض بعض الأمور التى تُمكّنك من التغلب على هذه الصدمة الثقافية ، واستيعابها بشكل أفضل :
النصيحة الاولى : إلتزم بالمبادئ ..
حدد مبادئك التى لا يُمكنك التفريط فيها .. تذكر دائماً ان المبادئ ثابتة ، وأن المواقف مُتغيرة .. حدد ماهي المبادئ التى لا يُمكنك أن تتنازل عنها ، سواءاً كانت مبادئ أخلاقية أو ثقافية أو اجتماعية او دينية .. واترك في نفس الوقت المجال واسعاً للمواقف ووجهات النظر أن تتغير ، بتغير الظروف والخبرات والمُستجدات الفكرية والحياتية..
النصيحة الثانية : وازن بين علاقاتك ..
لا تنعزل تماماً عن الأصدقاء والزملاء والجيران من أهل البلد الذي تدرس فيه ، وتكتفي بعلاقاتك مع أصدقاءك او زملاءك من نفس البلد الذي اتيت منه ، أو أصدقاءك المُسلمين مثلاً ، أو اصدقاءك العرب فقط .. لا يُمكن أن تعيش فترة كاملة الخبرات للدراسة فى بلد معين ، وأنت منعزل تماماً بهذا الشكل .. وازن بين علاقاتك مع الأصدقاء من جنسيتك ، أو من خلفيتك الثقافية او الدينية ، والأصدقاء ذوي الخلفيات والجنسيات المُختلفة..
النصيحة الثالثة : حافظ على شعائرك الدينية..
الدين من أهم الملامح الشخصية لطبيعة الإنسان العربي ، ولا يحمل فقط الإلهام الروحي أو النفسي .. بل يحمل فى طياته أيضاً معانى الإنتماء إلى الأرض والى الثقافة والى الحياة الدينية والإجتماعية التي نشأنا عليها جميعا.. حافظ دائماً على تأدية شعائرك الدينية ( الإسلامية أو المسيحية وفقاً لديانتك ) ..
النصيحة الرابعة : تواصل مع الأهل باستمرار..
جزء من الصدمة الثقافية التى ربما تشعر بها ، هو ابتعادك عن أهلك ومُحيط أصدقاءك .. دائما ، وبشكل مُستمر تواصل معهم ، وأخبرهم بما تراه .. واسمع نصائحهم .. لا تجعل نفسك تبتعد تماماً عن بيئتك وعن أهلك ، وتواصل معهم بشكل مُستمر .. هذا التواصل سيخفف عنك كثيراً بلا شك ، وسيجعلك أقوى فى استيعاب مظاهر هذا الإختلاف..
النصيحة الخامسة : اطلب المُساعدة ..
كل الجامعات الدولية تكون على معرفة بالصعوبات النفسية والثقافية التى يشعر بها بعض الطلاب الوافدين إليها ، وتخصص لهم مساعدات خاصة .. دائماً تواصل مع اتحاد الطلاب فى جامعتك ، واطلب منهم المساعدة والمشورة بشكل مُستمر .. ستجد أن لديهم الكثير جداً من النصائح المفيدة لك أثناء اقامتك ودراستك ..
اقرأ أيضاً :
بعد العودة من الدراسة بالخارج .. الصدمة الثقافية ( العكسية ) فى انتظارك !