نحن الآن نعيش فى عصر أصبحت فيه التقنية بكل جوانبها هي العوامل الحاكمة فى الحياة .. كل شيئ يتطوّر ويتقدم بسرعة مُذهلة ، خصوصاً فى مجال الاتصالات العالمي .. وما أدى إلى تطور كبير فى صناعة التعليم الدولي ، الذي أصبح التعليم عبر الإنترنت واحداً من أهم عناصره..
مميزات هائلة
ومع طفرة الإعلام الإجتماعي ، والتطور الهائل فى رفع المواد التعليمية على الإنترنت ، خصوصاً على موقع اليوتيوب .. أصبح من السهل جداً ان تجد أي مواد دراسية او تعليمية مميزة بسهولة وببساطة مُطلقة ، بعد أن قضت كل الاجيال السابقة مجهودات خارقة فى البحث عن معلومة واحدة بين أرفف المكتبات .. أصبح لديك ببساطة الآن ( غوغل ) و ( اليوتيوب ) يمنحانك كل ماتريد معرفته بالصوت والصورة والمصدر ..
فى الولايات المتحدة وبريطانيا وبقية الدول المشهورة بصناعة مميزة للتعليم الدولي ، التعليم يُعتبر عاملاً محورياً شديد الأهمية والخطورة ، ومهام تطويره تأخذ حيزاً كبيراً من وقت وتفكير ومجهود المسؤولين فى كافة الولايات والقطاعات ذات الصلة .. ومع هذه الطفرة الهائلة فى الاتصالات ، أصبح فى الجامعات الامريكية والبريطانية والعالمية تخصصات مُنفردة حول الاعلام الاجتماعي ، وأمن الشبكات وتكنولوجيا المعلومات .. لأن هذه المجالات أصبحت هي سمة هذا العصر بلا أي مُبالغة ..
أصبح اليوم بإمكاننا أن نتعلم كل مانريد أن نتعلمه بعيداً عن قاعات الدراسة .. الطفرة الهائلة فى الاتصالات مكنتنا من التعلم بأكبر جودة ممكنة وأقل تكاليف ممكنة أيضا ! .. هذا هو حلم أي تربوي أو مُشتغل فى مجال التعليم فى أي مكان على الإطلاق : تعليم مميز للجميع .. وأقل تكاليف مُمكنة ..
العالم كله الآن اصبح بالفعل قرية صغيرة .. الكل يُمكنه أن يتعلم فى أي وقت ، وفي أي مكان .. حاول فقط أن تُقارن بين وضعنا الحالي ، ووضع آباءنا وأجدادنا الذين لا يفصلنا عنهم سوى عقود بسيطة من الزمن ، لتعرف مدى التطور الهائل الذي وصلنا له فى مجال التعليم ، وأن مُصطلح ( عصر جديد لتكنولوجيا التعليم ) ليس مُصطلحاً مُبالغاً فيه على الإطلاق ..
ولكن الامر لا يخلو من انتقادات
صحيح أن مُعظم الإنتقادات تأتي من الأشخاص الذين تعوّدوا على الكلاسيكية فى كل شيئ ، او الذين يتمسكون بالأصول التعليمية العريقة التى تُحتم ان يكون هناك طالباً ومُدرساً وقاعة دراسية ، والنمط التقليدي المُعتاد للدراسة الذي سارت عليه البشرية مئات السنين ..
ولكن ، بعضهم قد يكون لديه حق فى ظهور بعض الانتقادات او العيوب فى نظام التعليم عن بعد – عبر الانترنت - ، أهمها أنه تعليم قد يبدو جافاً اكثر مما ينبغي ، ويفتقر تماماً للتواصل بين الأستاذ والطالب .. ولكن يُقابل هذا الطرح التطور الهائل فى التحدث بالفيديو ، والتواصل المرئي والصوتي عبر الانترنت ، والتى يكون لها نفس تأثير – وربما أفضل – التواصل التقليدي بين الأشخاص في القاعات الدراسية ..
لدينا أيضاً بعض العيوب التى من الصعب تجاهلها فيما يخص التعليم عبر الانترنت ، وهي فى مُجملها نفس المشاكل التى يعاني منها العالم الرقمي بشكل عام ، الذي يمتلئ للأسف بالقراصنة والهاكرز والمُخادعين ومُحترفي النصب ، وهي كلها نماذج تنعكس فى عالم الإنترنت قادمة من عالم الواقع ..
لذلك ، وعلى الرغم من تطور وسائل الحماية إلى حد كبير مؤخراً ، إلا أنه مازال هُناك بعض الطلاب الذين يتعرضون لعمليات الاحتيال ، أو عدم استخدام الانترنت بشكل آمن ، وغيرها من مشاكل الواقع الرقمي..
أخيراً ، ما يُمكننا ان نقوله أن التعليم عن بُعد هو مثله مثل أي شيئ آخر ، له الكثير جداً من المميزات العصرية ، وله أيضاً بعض العيوب .. ولكن الأكيد أن ظهور هذا النوع من التعليم ، سيفتح المجال بشكل أكبر للبشرية جمعاء ان تتطور وتتلاقى وتتقدم ، من خلال حصول عدد كبير من الطلاب على تعليم لم يكن بمقدورهم أبداً الحصول عليه بالوسائل التقليدية ..
زيادة هذه الوسائل التعليمية الحديثة ، سينعكس آثارها حتماً على المُجتمعات ، وستُعتبر بمثابة طلقة رصاص قوية تكافح الجريمة والادمان والتقوقع على الذات والتطرف الديني والمنهجية الخرافاتية الغير عقلانية ، وتحل محلها الآليات العقلانية المنهجية التى تتبادل الأفكار العالمية ، من خلال تعليم تقني مميز ..
إقرأ أيضاً :
أيهما تُفضل : الدراسة التقليدية أم الدراسة عن بُعد ؟
احذر الجامعات الأمريكية " الوهمية " !
لدراسة عن طريق الأنترنت | التعليم عن بعد ... نتاج التكنولوجيا فى مجال التعليم