مشكلة عادة ما تقابل الطلاب المقبلين على الدراسة فى الخارج، وتحدث هذة المشكلة عندما يفكر الطالب جيداً فى المجال الدراسى الذى سيدرسه، ويبدأ فى الإستعداد له لكنه يتفاجأ بأن والديه لا يوافقان على دراسته هذا المجال الدراسى.
الوالدان عادة يريدان أفضل شئ لأولادهم، ولذلك قد لا يقتنعا بالإختيار الدراسى لأبنائهم، بل وقد يصران على أن يدرس ابنهم مجال دراسى معين، إذا حدث هذا معك، فيمكنك أن تحاول إقناعهم بمجالك الدراسى، إذا كنت قد جربت إقناعهم بالفعل وفشلت، فلماذا لاتحاول مرة أخرى مستعيناً بتلك الخطوات التالية.
أهم مافى الموضوع ألا تغضب بسرعة، وأحرص على أن تبقى هادئاً طوال فترة المناقشة حتى تستطيع أن تتوصل إلى حل جيد يقنع الأسرة.
لا تسقـط فريسة للـغـضب
إذا شعرت بالغضب فى بداية حديثك مع والديك بسبب أنهم يريدونك أن تدرس مجال دراسى غير الذى تمنيت أنت أن تدرسه، حاول أن تبقى هادئاً، يمكنك أن تقوم بالعد من 1 إلى 100، وستجد أنك عدت أهدأ مما كنت، وحينما تصبح أهدأ سيكون لديك القدرة على التفكير بشكل منطقى أكثر وترى الموضوع من أبـعاد أخرى مختلفة، وهذة هى الخطوة الأولى للحل. لا تتناقش مع أسرتك أبداً وانت غاضب، حاول أولاً أن تظل هادئاً بعدها إبدأ التفكير فى طريقة أخرى لإقناعهم.
تـفهم وجـهة نـظرهم
حاول أن تفهم وجهة النظر التى يتحدث بها والداك، وعلى أى أساس قاما ببناء رأيهما، وضع فى ذهنك حقيقة مؤكدة وهى أن والداك لن يتخذا أى قرار يضرك أو ليس فى مصلحتك، وإختيارهم الذى لايرضيك هو مجرد شكل من أشكال التعبير عن حبهم لك وحرصهم على مصلحتك.
ضع فى إعتبارك أيضاً أن والداك وانت، من خلفيات ثقافية مختلفة، ومن أبناء جيل مختلف عن جيل اليوم وعن عصر اليوم. على هذا الأساس فإن المجال الدراسى الذى يرونه مناسباً لك، قد لايكون مناسباً لك فى الوقت الحالى، لكنهم غير متقبلين لطبيعة التغيير الذى حدث من جيل إلى جيل، لذلك حاول أن تتطلع والداك على متغيرات العصر، والأمور الجديدة التى طرأت اليوم على الجيل الجديد.
أيضاً من المهم أن تأخذ بعض الوقت لتفهم دوافعك أنت أيضاً، ما الذى يجعلك تفضل دراسة هذا المجال الدراسى؟ ولماذا انت غير راضى عن إختيارهم لك، حاول أن تجيب على تلك الأسئلة قبل أن تبدأ فى إقناعهم بإختيارك الدراسى.
تـواصـل مـعهم
تحدث مع والديك وجهاً لوجه، لاتحاول إقناعهم عبر الإيميل، أو رسائل الهاتف، أو غبر ذلك من وسائل الإتصال. من الأفضل ان تعطى للموضوع حجمه المناسب، والوسيلة المناسبة للتحدث، كما أن التعبير عن وجهات النظر وسائل الإتصال الإلكترونية قد يساء فهمه، أو يفسر بشكل خاطئ، بعكس الحوار وجهاً لوجه الذى تكون قادراً فيه على شرح وجهة نظرك بالتفصيل وبحرية.
إحرص على أن يكون أسلوبك جيد أثناء الحوار مع أسرتك، إستمع إليهم جيداً، وكن جاهز بشرح وجهة نظرك، لاتتحدث كأنك فى حرب أو فى معركة، فقط أشرح رأيك يالتفصيل وبالأسباب المنطقية.
أسـلوب مـقترح
أبدأ الحوار مع والديك بأن تسألهما سؤال، أسألهم مثلاً عن الأسباب التى يرونها منطقية لدراسة هذا المجال الدراسى، أو لعدم دراسته، وقد يكونا يرفضان دراستك هذا المجال الدراسى لمجرد أنهم سمعوا بعض الأراء الغير صحيحة عن هذة الدراسة.
بعد ذلك أسألهم لماذا لايوافقان على المجال الدراسى الذى قمت انت بإختياره، ثم أسألهم ماهى شروطهم وإهتماماتهم فى المجال الدراسى الذى يريدونك أن تدرسه.
عندما يأتى دورك فى التحدث، تأكد أنك إستمتعت جيداً لأرائهم ونقدتها جيداً فى ذهنك، ثم أبدأ بإخبارهم عن الأسباب المقنعة التى جعلتك تختار هذا المجال الدراسى، على سبيل المثال أنك إخترت دراسة مجال المحاسبة لأنه سيؤهلك للعمل فى البنوك أو شركات الصرافة أو غير ذلك.
بعد ذلك إبدأ فى إخبارهم عن خططك المستقبلية فى الدراسة، فعادة يفضل الأباء الإختيار لأبنائهم لأنهم يعتقدون أو مازالوا يرونهم أطفال ولايعرفون جيداً مصلحتهم، أو لأنهم ليس لديهم خطط مستقبلية لدراستهم وحياتهم الوظيفية. لذلك إذا تمكنت من إقناعهم بأنك على وعى كامل بهذا المجال الدراسى والمستقبل المهنى الذى تخطط له من خلال دراستك لهذا المجال الدراسى، فإن هذا سيجعل إقناع والديك أكثر سهولة.
عامل أخر هام جداً، وهو شغفك بالمجال الدراسى الذى تريد أن تدرسه، فإذا كنت شغوفاً بالمجال الدراسى الذى تريد أن تدرسه، سيظهر هذا بوضوح فى عينيك وفى أسلوب حديثك مع والديك، وهذا أيضاً سيؤثر على إقناعهم، وفى النهاية تذكر أنه لا مشكلة لا حل لها وأن كل الأمور يمكن حلها إذا عرفت الطريقة المناسبة التى تحل بها.