" الصدمة الثقافية " .. هي ظاهرة تحدث لأي طالب يغادر وطنه ويدرس فى بلد آخر ..هذه الصدمة منبعها ربما يكون من السفر نفسه .. الثقافة المُختلفة للبلد الذي يدرس فيه .. النظام التعليمي المختلف نهائياً .. الشروط الوظيفية المطلوبة فى بلد الدراسة .. إلخ
كل هذا معروف ، ويُمكنك الرجوع إلى مقال يتناول كيفية التعامل مع هذا الشعور بالتفصيل ، من خلال الرابط هنا..
ولكن ، المُشكلة الحقيقة تكون عندما يتعوّد الطالب على الحياة فى الخارج ، ويبدأ تدريجياً فى التكيّف مع طريقة الحياة " بل ويحبها " ، ثم تنتهى دراسته ويعود إلى وطنه ! .. هنا تبدأ صدمة جديدة فى الظهور : الصدمة الثقافية ( العكسية ) !
شعور لا مفر منه !
مثلها مثل ( الصدمة الثقافية ) فى مراحلها الأولى ، من المستحيل أن تتجنبها أو تتظاهر بانك لا تشعر بها.. فبعد أن تقضى وقتاً طويلاً أو مُتوسطاً فى الخارج ، وسط بيئة جديدة ومختلفة ، وبدأت تألفها بشكل كبير ، فبمجرّد عودتك إلى وطنك ستشعر بهذا الشعور حتماً ، وربما تستغرق عدة أسابيع للتكيّف مرة أخرى على أجواء الحياة فى وطنك .. هذا طبيعي تماماً..
التغيير يحدث
بُمجرد عودتك إلى وطنك ستشعر بالسعادة طبعاً الممتزجة ببعض الاضطراب والارتباك ، بسبب بقاءك فى بلد آخر فى السنوات او الشهور ، او حتى الأسابيع الماضية .. لأن هذه الرحلة قد غيّرتك بالفعل .. ثمة خبرات وأشياء ومشاعر ستكتسبها حتماً خلال فترة إقامتك فى أي بلد آخر ، ستترك أثرها بداخلك حتماً..
ستشعر أحيانا أن الحياة توقفت قليلاً ، أو انك كنت فى حلم جميل .. هذا طبيعي .. ولكن كل المُشكلة أن كل هذه التغيرات ربما تظهر عليك أمام أهلك وأصدقاءك القدامى ، فتبدو أمامهم أنك قد تغيّرت فعلاً ، بشكل رُبما يثير ضيق البعض ، أو يعتبره نوعاً من الإستعلاء أو عدم رغبتك فى البقاء مُجددا إلى وطنك ، وأنك تشعر بالإرتياح أكثر فى البلد الذي درست فيه !
حاول ان تتحكم فى انفعالاتك بقدر ما يُمكنك امام أهلك وأصدقاءك ، ولا تُظهر لهم انك اختلفت بشكل كُلى عن الوقت الذي تركتهم فيه ، سوى فى الخبرات والكفاءة الدراسية طبعاً !
ابقَ قوياً
حتى لو كُنت مُتعلقاً بنمط الحياة فى الخارج الذي تعوّدت عليه ، وشعورك القاسي برغبتك فى العودة ، والحنين إلى الاماكن الذي زرتها وتأقلمت عليها ، بل وأصدقاءك الدوليين الذين قضيت معهم وقتاً سعيداً.. حاول دائماً أن تبقَ قويا ، وتسيطر على شعور النفور أو الرغبة فى العودة للخارج مرة أخرى ، الذي ستشعر به من وقتك لآخر..
انغمس فى عملك الروتيني الذي كنت تعمل به .. قابل أصدقاءك باستمرار بنفس الكيفية والحميمية التى كنت تقابلهم بها قبل سفرك .. امضِ مع أهلك وقتاً اكبر لتُعيد الدفء لعلاقتك معهم..
تأكّد أن تصوّراتك بأن الفرص كلها لا توجد إلا فى الخارج ، هي تصورات خاطئة تماماً .. كل ما يُمكنك تحقيقه فى الخارج ، تستطيع ان تحققه فى بلدك بنفس الإصرار والمجهود ، ولكن الفرق أنك ستفيد وطنك وأهلك ونفسك أكثر مما ستحققه فى الخارج.. مهما كانت الصعوبات ، أو فارق الخبرات والأنظمة بين بلدك والبلد الذي درست فيه..
بعد انقضاء فترة بسيطة ، ستعود الشخص الذي كُنت عليه قبل أن تسافر ، وتعود لك شخصيتك ومشاعرك الطبيعية فى وطنك ، إلا أنك ستظل – طبعاً – بنفس خبراتك الوظيفية والاكاديمية الكبيرة التى حصلت عليها فى الخارج ، ومُتمسكاً بكل العادات الحسنة التى اكتسبتها أثناء دراستك ..
المُهم ألا تتغلب على صدمتك الثقافية العكسية ، بالرجوع إلى الصفات السيئة التى كنت تمتلكها قبل السفر .. هذه مُشكلة أخرى اكبر فى الحقيقة !
للمزيد من المعلومات :
أمور هامة لا تنساها قبل أن تدرس بالخارج
10 أشياء يجب أن تفعلها قبل التخرج !
أيهما تُفضل : الدراسة التقليدية أم الدراسة عن بُعد ؟