
إضاءات على استوكهولم
استوكهولم هي عاصمة مملكة السويد وأكبر مدنها ، تقع على بحر البلطيق الذي جعلها من أجمل مدن العالم ، وأكثرها استحواذا على مناظر طبيعية خلّابة قلّما توجد في بلاد أخرى.
يبلغ عدد سكان العاصمة استوكهولم حوالي 800 ألف نسمة ، وهي بذلك أكبر مدن الدول الاسكندنافية إمتلاءا بالسكان ، حيث يمثل هذا الرقم 21 % من تعداد الشعب السويدي ، الذين يتركزون فى العاصمة.
تاريخ ممتد :
استوكهولم وجدت أصلا فى العام 1252لهدف واضح ومباشر : هو حماية السويد من الغزوات البحرية لاسكندنافيا ، ووقف عمليات السلب والنهب التى كان يقوم بها الغزاة !..إلا أنها فيما بعد – وبسبب موقعها المتميز على بحر البلطيق - ، تحولت الى مركز اقتصادي وثقافي مبهر فى كافة العصور الوسطى وعصور النهضة وصولا لعصرنا الحديث ، حيث عدّت من أجمل مدن العالم وأكثرها هدوءا ونظافة.
اقتصاد المدينة :
تعد استوكهولم العاصمة هي المركز التجاري والاقتصادي والصناعي والثقافي الاول فى السويد ، والميناء الثاني فى الأهمية بعد ميناء جوتنبرغ ، وتقوم اقتصاديات العاصمة السويدية على مدى عريض وواسع من الصناعات والاقتصاديات المتعددة ، حيث يوجد بها مقرات أهم رموز الصناعة السويدية الخاصة والوطنية ، إلى جانب كونها وجهة هامة للغاية للسيّاح الوافدين إليها للتمتع بأماكنها التى تستحق الزيارة.
وكغيرها من مدن شمال اوروبا ، تتمتع المدينة بمناظر سياحية خلّابة ، ناهيك عن كونها تضم عددا كبيرا من القنوات المائية تمر داخل المدينة ، والعديد من المتنزهّات الفريدة من نوعها ، التي لاوجود لمثلها فى أوروبا والعالم.
التعليم والتكنولوجيا :
السويد عموما تضم مجموعة من أعرق الجامعات على مستوى أوروبا والعالم ، بحركة علمية وبحثية نشطة ، إلا أن العاصمة استوكهولم تتقدّم المدن السويدية الاخرى ، بانها تضم جامعات عريقة ، مثل جامعة استوكهولم ، ومعهد التكنولوجيا الملكي ، وكليّات الفنون الجميلة والموسيقى والطب والاقتصاد والمكتبة الملكية ، إلى جانب انها مقر مؤسسة نوبل العالمية ، التى تشرف على منح جوائز نوبل ، ومقر الاكاديمية الملكية السويدية للعلوم ، التى تعتبر من اعرق المنابر العلمية في اوروبا ، والتى تم تأسيسها فى العام 1786
حقائق عن عاصمة أوروبا الخضراء !
في العام 2010 حصلت استوكهولم على لقب " عاصمة أوروبا الخضراء " ، كدليل على اهتمامها الفائق بالقضايا البيئية ، شملت إجراءات غير مسبوقة عالميا فى هذا المضمار :
- اتخاذ تدابير مكثفة لمعالجة تلوث الهواء ، فمنذ العام 1990، انخفضت انبعاثات الغازات بنسبة خمسة وعشرين في المائة لكل فرد ، وتسعى السلطات السويدية لجعلها مدينة تعمل بالطاقة المستدامة بصفة كاملة بحلول العام 2050
- 80 % من الشقق في أستوكهولم تتمتع بالتدفئة المحلية ، إلى جانب ان أكثر من 80 % من الطاقة المستخدمة في المدينة لا تعتمد على الوقود ، وتعتمد على مصادر طاقة نظيفة أخرى!
- المدينة تعمل على تركيز اهتمامها بجعل نظام المواصلات الخاص بها نظاما فريدا من نوعه ، الأمر الذي تطلّب فرض ضرائب مرور صارمة أدت الى انخفاض الازدحام المروري داخل المدينة بنسبة 20 % خلال السنوات الاربع الماضية.
- وسائل النقل بالسكك الحديدية في استوكهولم تعتمد على الطاقة الكهربائية وليس الوقود ، إلى جانب أنه يوجد اكثر من 750 كم من الطرق المخصصة للتنقل بالدراجات الهوائية ، مما أدى الى ارتفاع عدد راكبيها الى الضعف خلال السنوات العشر الماضية.
- خمسون في المائة من التنقلات في المدينة تتم تحت الأنفاق بالمترو الذي يعمل بالطاقة الكهربية والطاقة النظيفة بدوره..ويكفي ان تعرف أن العاصمة السويدية سجلت أن 79% من حركة النقل من وإلى مركز المدينة تتم بوسائل النقل العامة ، وليس السيارات الخاصة توفيرا للوقت وتقليلا للزحام !
لكل هذه الأسباب وغيرها ، تظل مدينة أستوكهولم عاصمة السويد ، من أفضل المدن على مستوى العالم ، وأكثرها تحقيقا للرفاهية الاجتماعية والاقتصادية ، مما جعلها قبلة للزائرين والسياح والوافدين لأغراض الزيارة أو العمل أو الدراسة