
"وأَقولُ لنفسي: سيطلع من عتمتي قمر" جملة شعرية خالدة من أشعار الشاعر الكبير محمود درويش، لربما لم يدرك أنهّ بعد وفاته لسنوات عديدة تظل أشعاره ليست فقط رمزًا للقضية الفلسطينية بل أيضًا رمزًا للأنسانية بأكملها وللدراسات الفلسطينية في الجامعات العالمية.
حيث قررت جامعة براون الأمريكية إطلاق اسم الشاعر الفلسطينيّ محمود درويش على كرسي في قسم الدراسات الفلسطينية لديها وجاء في بيان الجامعة، "يحمل هذا الكرسي اسم محمود درويش، الشخصية البارزة والمحبوبة في الأدب الفلسطيني والعربي، ومثال القيم الإنسانية، وهو الأول من نوعه في جامعة بحثية كبرى مثل جامعة براون".
وترأس هذا القسم البروفيسور فلسطيني الأصل بشارة دوماني ليصبح أول حامل كرسي محمود درويش في براون اعتباراً من الأول من شهر تموز/يوليو المقبل. وبحسب بيان الجامعة، فإنّه من خلال الجمع بين الاسمين محمود درويش وبشارة دوماني، يشمل التعيين حيوية الحياة الفلسطينية باعتبارها مصدر قلق رئيسي في الشؤون الأكاديمية والثقافية والسياسية على المستوى العالمي.
جدير بالذكر أن جامعة براون قد استحدثت هذا القسم لإتاحة الفرصة لدراسة القضية الفلسطينية بصورة أعمق، وطرح الدراسات والأبحاث التي تعزز من فهم العالم للقضية الفلسطينية بصورة متوازنة.
تأسس قسم الدراسات الفلسطينية في جامعة براون عام 2012 كمبادرة بحثية لدراسات الشرق الأوسط، عمل على جذب العديد من العلماء حول العالم لصناعة مجتمع دولي يكرس جهوده لإنهاء الاستعمار.
يعمل القسم على جمع ما يزيد عن ١٥٠ عالما للمشاركة في خمس حلقات عمل سنوية منتظمة بحسب المواضيع، لتقييم اتجاهات البحوث الفلسطينية، وتحديد الأسئلة والمصادر الجديدة الواعدة، وتشجيع التواصل عبر المؤسسات الأكاديمية والبحثية. يمنح هذا القسم زمالة ما بعد الدكتوراة والتي تعد الوحيدة المقدمة للدراسات الفلسطينية.
أصدر القسم بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا برس سلسلة الكتب الأولى والوحيدة المخصصة للدراسات الفلسطينية.
عن جامعة براون الأمريكية
هي إحدى أعرق الجامعات الأمريكية، تقع في بروفيدانس في ولاية رود آيلاند، تأسست في سنة 1764 قبل استقلال الولايات المتحدة الأمريكية عن الإمبراطورية البريطانية وتعد ثالث أقدم جامعة في نيو إنغلاند وسابع أقدم جامعة في الولايات المتحدة.
كما تعد جامعة براون واحدة من الجامعات السبع الرئيسية الملقبة بجامعات آيفي ليج Ivy League ذات السمعة العالمية.
من هو محمود درويش؟
هو من أبرز وأهم الشعراء الفلسطينيين في العصر الحديث الذين ناضلوا من أجل القضية الفلسطينية في صورة كلمات وأشعار وصلت للوجدان العربي، مزج في كتاباته الشعرية بين حب الوطن والحبيبة الأنثى، عمل على إيصال القضية الفلسطينية إلى آفاق بعيدة لتصبح أشعاره تتردد على الألسنة وتذكر دومًا بالقضية الفلسطينية.
كما يعد من الشعراء الذين أدخلوا الرمزية في الشعر الحديث، وساهم في تطوير الكتابة الشعرية في الوطن العربي، كما قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر.
كان درويش أيضًا عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولد عام 1941 في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا، حيث كانت أسرته تملك أرضًا هناك. لجئت الأسرة برفقة اللاجئيين الفلسطينيين إبّان النكبة سنة 1948 إلى لبنان، ثم عادت متسللة عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة، لتجد القرية مهدمة قد تبدلت ليبدأ حياة جديدة بها.
توفي محمود درويش عام 2008 وله ما يقرب من 20 مؤلف والعديد من المقالات.
من هو البروفيسور بشارة دوماني؟
عمل بشارة باحثاً في معهد وودرو ويلسون في واشنطن، ومعهد برلين للدراسات المعاصرة، ومعهد رادكليف للدراسات المعاصرة في جامعة هارفارد.
كما يشارك دوماني في هيئة تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية، وفي مجلس إدارة مركز الأبحاث الفلسطيني-الأمريكي. ويساعد حالياً في تأسيس المتحف الفلسطيني.
وتعد هذه الخطوة من الخطوات التي تدعم وتعزز من فهم القضية الفلسطينية وطرح الدراسات المتعمقة عنها من خلال جامعة براون والبروفسير بشارة دوماني تحت اسم الشاعر محمود درويش.
وكما قال درويش: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة" كأشعاره وكلماته بل واسمه أيضًا.
اقرأ أيضًا:
أفضل 10 جامعات في العالم لدراسة الصحافة والكتابة
المنح الدراسية في بريطانية | نصائح حول القبول للمنح الدراسية في بريطانيا
تفاصيل منحة معهد التعليم الدولي بالتعاون مع جامعة خليفة