
مع تزايد رقعة انتشار فيروس كورونا حول العالم تتزايد الجهود المبذولة لإيجاد طرق فعّالة للتصدي لهذا الوباء، لذا قامت العديد من الشركات والحكومات بالتعاون مع الجامعات العريقة في العالم بإجراء أبحاث للتوصّل لمصل يساعد العالم للتخلص من هذا الفيروس المسّتجد، للحفاظ على المزيد من الأرّواح لجعل الحياة أكثر آمنًا وسلامًا، لذا جاءت هذه الجامعات بأبحاث هي بمثابة الضوء الذي يُبّشر بقرب التوصل للقاح لعلاج أعراض هذا المرض.
جامعات شاركت في أبحاث للتوصل لعلاج كوفيد-19
جدير بالذكر أن هناك ما يقرب من 100 لقاح يجرى الآن تطويره واختبار مدى فاعليته في التصدي والعلاج من كوفيد-19، حيث تتزايد الحاجة يومًا بعد يوم لسرعة الوصول للقاح يخلّص العالم من هذا الكابوس الذي يقضي على الموارد البشرية والمادية معًا، لذا إليك أهم الجامعات التي تجري أبحاثًا في الوقت الحالي حول مصل لعلاج كورونا.
جامعة أوكسفورد University of Oxford
قام معهد جينر في جامعة أكسفورد بإجراء العديد من الأبحاث والاختبارات للتوصل لعلاج فعّال لكوفيد-19، حيث تعاونت جامعة أكسفورد مع شركة أسترا زينيكا العملاقة للأدوية، والتي كشف الرئيس التنفيذي لها باسكال سوريوت أن هذا اللقاح يعالج الأجسام المضادة وهو مزيج من جسمين مضادين في جرعة واحدة، قد يقلل من فرصة تطوير الشخص لمقاومة مناعية لأحدهما، وأطلق على اللقاح اسم "ChAdOx1 nCoV-19"، تم تطويره من فيروس غير مؤذ، ثم جرى تعديله وراثيا حتى يحمل جزءا من فيروس كورونا.
قال الخبراء إن هذا اللقاح قادر على توليد استجابة مناعية قوية من جرعة واحدة فقط، كما أكد فريق الباحثين على أنه تم تطوير هذا اللقاح في سرعة قياسية معربين عن ثقتهم الكبيرة فيه.
وأشار المعهد أن اللقاح من المحتمل أن يتم توزيعه في سبتمبر/أيلول ٢٠٢٠ في حال أسفرت التجارب التي أجريت عليه عن نتائج إيجابية.
حيث أكّد قال البروفيسور أدريان هيل، مدير معهد جينر في جامعة أكسفورد المسئول عن إنتاج اللقاح، أن "هدف الفريق هو إنتاج على حوالي مليون جرعة بحلول سبتمبر/أيلول ، مباشرة بعد حصولنا على نتائج الاختبارات بشأن مدى فعالية اللقاح".
امبريال كوليدج لندن Imperial College London
قامت جامعة إمبريال كوليدج في لندن بالعديد من الأبحاث أيضًا لتسابق الزمن للتوصل لعلاج فعّال لفيروس كورونا، حيث تمت هذه الأبحاث سواءً بها أو بجامعة أكسفورد بدعم مالي حكومة المملكة المتحدة يصل إلى 44,5 مليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي، كما شاركت كلية إمبريال في دعم الحكومة البريطانية من خلال إسداء المشورة لها ووضع نماذج إحصائية لتتبع تفشي الوباء وإدارته.
جامعة تكساس University of Texas at Austin
قاد البروفسور جيسون ماكليلان في جامعة تكساس في أوستن فريقًا من الباحثين الذين صنعوا أول مقياس ذري ثلاثي الأبعاد من جزء من كوفيد-19 الذي يربط نفسه بالخلايا البشرية، حيث كان هذا العمل محوريًّا في تمكين فرق البحث الأخرى من دراسة الفيروس عن كثب في محاولة لإنتاج لقاح، أُطلق عليه لقاح INO-4800 من إنتاج الشركة الأمريكية Inovio بالتعاون مع جامعة تكساس، وهو الآن مازال بانتظار الموافقة لدخوله في المرحلة الثانية من إثبات الأمان والفعالية.
جامعة جلاسكو University of Glasgow وجامعة أدنبره University of Edinburgh
تعمل جامعة جلاسكو بالتعاون مع الحكومة البريطانية في تمويل مشروع للتعرف على تأثير كزفيد-19 على جسم الإنسان، وتأمل من خلال هذه الأبحاث أن يكتشف ويتعرف على كيفية السيطرة على الوباء وتحسين العلاجات للتصدي له.
جامعة مانشستر University of Manchester
قامت جامعة مانشستر بإجراء أبحاثها باستخدام الرياضيات، حيث استخدمت خبراتها في وضع النماذج الإحصائية لتوفير المعلومات للحكومة حول طرق حماية السكان البريطانيين من هذا الوباء، كما أن الجامعة لديها فرق رائدة في مجال الفيروسات وأمراض المناعة، وتقوم بدراسة المرضى لاستكشاف تأثير الفيروس على الرئتين تحديدًا.
جامعة سيدني The University of Sydney
يقود الباحثون في جامعة سيدني العديد من المشاريع التي تدعمها الحكومة وبتمويل منها لمعالجة أعراض وإصابات كوفيد-19، وتمكّن فريق الباحثين من إستخدام الذكاء الاصطناعي لرصد فيروس كورونا بدقة في المرضى الذين يعانون من صعوبات في التنفس. وسوف يركز أستاذان يعملان في جامعة سيدني والمركز الوطني لبحوث التحصين والمراقبة على تحسين فهم كيفية التحصن من هذا المرض من أجل الصحة العامة.
جامعة فيكتوريا ولينغتون Victoria University of Wellington
تعمل هذه الجامعة في نيوزيلندا بتمويل من مجلس البحوث الصحية، بالتركيز على علم البيانات للمساعدة على زيادة فهم كيفية انتقال الفيروسات من شخص إلى آخر. ويتعاون هذا البحث مع جامعة أوكلاند University of Auckland، وجامعة ماسي Massey University، وجامعة أوتاجو University of Otago ومعهد بحوث كرون. كما سيبحث مشروع آخر فى نيوزيلندا التأثير الاجتماعى الاقتصادى للفيروس مثل كيفية تعامل الناس مع الحجر الصحى.
جامعة أوتريخت الهولندية Utrecht University
توصّل علماء في جامعة أوتريخت الهولندية Utrecht University ومركز إيراسموس الطبي Erasmus Medical Center إلى أجسام مضادة فعّالة في التصدي لفيروس كورونا المستجد، وقال بروفيسور علم الخلية فرانك جروسفيلد أن ما توصّل إليه العلماء الهولنديين يعد أول جسم معروف يمنع الإصابة من فيروس كورونا، ويأمل أن يكون متاحًا قريبًا للعالم لمواجهة هذا الوباء.
جامعة كامبرديج University of Cambridge
تعاونت شركة موديرنا الأمريكية مع جامعة كامبرديج للتوصل إلى لقاح فعّال في القضاء على أعراض كوفيد-19، وتم بالفعل التوصل للقاح من المتوقع أن تبدأ المرحلة الثالثة على 30 ألف شخص، خلال الشهر المقبل، يعتمد اللقاح على المواد الوراثية الموجودة في فيروس كورونا المستجد، وحقن غير المصابين بها لتحفيز الجهاز المناعي.
رغم المحاولات المستمرة و الدؤوبة للتوصل لعلاج فعّال لهذا الفيروس الذي أصاب العالم بالحيرة، تبقى دور الجامعات دورًا رياديًا على مستوى التعليم أو الأبحاث او الجهود المستمرة للحفاظ على حياة وعقول الناس حول العالم.