
مع مستوى معيشة عالي الجودة وجامعات مُتقدّمة ومناطق طبيعية مذهلة باتت كندا تمتلك سمعة طيّبة في أوساط الطلّاب الدوليين لتحتل مكان مرموقة في قطاع التعليم العالي وتصبح واحدة من أكثر الوجهات جذباً للطلّاب الأجانب على الإطلاق.
لطالما صُنّفت كندا كواحدة من الوجهات الدراسية الشعبية في أوساط الطلّاب الدوليين، وكشفت دراسة - قمنا خلالها بتحليل بيانات شبكة IDP Connect حول العالم - أنّ كندا تحتل المرتبة الثالثة عندما يتعلّق بالدول الأكثر تفضيلاً للطلّاب للدراسة فيها. لكن السؤال الذي نطرحه على أنفسنا هو: "لماذا كندا وجهة جذّابة للطلّاب الدوليين إلى هذا الحد؟".
قمنا في هذه المادة - وبالاعتماد على بيانات المكتب الكندي للتعليم الدولي CBIE - باستخلاص بعض الإجابات عن سؤالنا السابق.
لماذا الدراسة في كندا؟
وفقاً لبيانات عام 2018 فإنّ أكثر من 570 ألف طالب دولي درس في كندا خلال العام الدراسي 2017-2018 بزيادة قدرها 154% مقارنة بعام 2010، وهو ما يعكس تحوّل البلاد إلى وجهة رائدة في قطاع التعليم العالي الدولي. وتكشف البيانات أيضاً أنّ الطلّاب القادمين من الهند والصين يُشكّلون أكثر من نصف الطلّاب الأجانب في مؤسسات التعليم العالي الكندية بنسبة 30% و25% على التوالي.
يمكننا إرجاع هذه الزيادة الهائلة في أعداد الطلّاب الدوليين إلى 4 أسباب رئيسية هي:
1- سهولة البقاء في كندا والعمل فيها بعد التخرّج.
2- مستوى النظام التعليمي وجودة الجامعات الكندية.
3- سمعة المجتمع الكندي كمجتمع متنوّع ومُرحِّب بالأجانب.
4- الأمان، حيث دائماً ما تُصنّف كندا كواحدة من الدول الأكثر أمناً في العالم.
العمل بعد إنهاء الدراسة
يمكن للطلّاب الدوليين الذين أنهوا دراستهم للتو في كندا الحصول على تصريح عمل يسمح لهم بالبقاء في البلاد لمدة تصل إلى 3 سنوات يُسمح لهم خلالها بالعثور على عمل أو متابعة الدراسة. بمُجرّد الانتهاء من الدراسة، يحق للطلّاب خلال الأشهر الستّة التالية أن يتقدّم بطلب الحصول على هذا التصريح سواء كان داخل الأراضي الكندية أو في بلده.
وفقاً لمسح أجراه المكتب الكندي للتعليم الدولي CBIE فإنّ 60% من الطلّاب الدوليين يعتزمون الحصول على تصريح الإقامة الدائمة في كندا بمُجرّد الانتهاء من دراستهم.
التخصّصات الأكثر شعبية للدراسة في كندا
في حين تُعتبر كندا واحدة من الدول الرائدة في مجالات مثل التكنولوجيا المُتقدّمة والهندسة، ومع وجود اقتصاد قوي ومتنوّع ومتماسك، فإنّ الدراسة في مؤسسات التعليم العالي الكندية ثم البقاء فيها بعد التخرّج يُتيح للطالب الكثير من فرص العمل المُذهلة في مختلف القطاعات.
بناء على بيانات شبكة IDP Connect فإنّ التخصصات التي يبحث عنها الطلّاب الأجانب في كندا جاءت كالتالي:
1- الصحّة والطب
2- الهندسة
أفضل الجامعات الكندية
وفقاً للنشرة الأخيرة التي أصدرتها مؤسسة التايمز للتعليم العالي فإنّ أفضل 3 جامعات كندية جاءت جميعها ضمن قائمة أفضل 50 جامعة في العالم لسنة 2020 وهي جامعة تورنتو (18) وجامعة بريتش كولومبيا (34) وجامعة ماكجيل (42).
مقارنة بجارتها الولايات المُتحدّة الأمريكية فإنّ كندا توفّر التعليم العالي للطلّاب الأجانب بأسعار معقولة إلى حدٍّ ما، حيث يُتوقّع أن يدفع الطالب الدولي في المؤسسات الكندية أكثر بقليل من 20 ألف دولار أمريكي سنوياً (باستثناء تخصصات الهندسة والطب)، في حين أنّ هذا الرقم قد يصل إلى 27 ألف دولار في الجامعات الأمريكية.
مُجتمع مُتعدّد اللغات
عادة ما تُعد الدول مُتعدّدة اللغات مثل كندا وماليزيا وسويسرا وجهات مُفضّلة للطلّاب الدوليين الذين يرغبون بأن يشعروا بأنّهم مقبولين في المجتمع.
لأن اللغتان الإنجليزية والفرنسية هما اللغتان الرسميتان في كندا فإنّ الامر سيكون مثالياً بالنسبة للطلّاب الأجانب الذين يجيدون التحدّث بكلتا اللغتين، وحتّى إنّ كنت لا تتحدّث اللغة بطلاقة فإنّ كندا قد تعتبر المكان المثالي لتطوير مهاراتك اللغوية باعتبارها دولة مُتعدّدة الثقافات وتعتمد على مجتمع متنوّع وقائم على المهاجرين.
الطبيعة
تمتد كندا على نحو 10 ملايين كيلومتر مربع وتمتلك تنوّعاً طبيعياً مّذهلاً. بالرغم من أنّك ستحتاج إلى التركيز إلى الدراسة لكن سيكون بإمكانك استغلال العُطلات بأفضل طريقة مُمكنة واستكشاف الطبيعة الكندية المُمتدة من المحيط الأطلسي إلى المُحيط الهادئ وهو الأمر الذي سينعكس إيجاباً على صحّتك النفسية بكل تأكيد.
يمكنك الاطّلاع على قائمة الدورات الدراسية في كندا عبر الضغط هنا.