كشفت المملكة المُتحدّة مؤخراً عن خطّة طموحة لزيادة الإيرادات المالية الناجمة من قطاع التعليم العالي في البلاد لتصل إلى 35 مليار جنيه إسترليني بحلول عام 2030 وهو ما يتطلّب معدل نمو سنوي قدره 4% خلال العقد القادم.
بالتالي فإنّ بريطانيا تنوي استقطاب ما لا يقل عن 600 ألف طالب دولي في 2030، وهي زيادة كبيرة مقارنة بـ 460 ألف طالب أجنبي مُسجّل بالفعل في مؤسسات التعليم البريطانية.
اقرأ أيضاً: البرامج الدراسية التمهيدية في المملكة المُتحدّة
تأشيرة العمالة الماهرة
الاستراتيجة الجديدة التي تمّ وضعها من قبل وزارتي التعليم والتجارة الدولية بالتشاور مع العاملين في قطاع التعليم، وتركّز بشكل أساسي على منح الطلّاب الدوليين المزيد من الحقوق عندما يتعلّق الأمر بالعمل في البلاد والبقاء فيها بعد التخرّج كما قال البيان الحكومي: "سنسّهل على طلّاب التعليم العالي الدوليين التحوّل إلى عمالة ماهرة، في حال رغبوا بذلك، عبر السماح لهم بتقديم طلب للحصول على تأشيرة عمل قبل 3 أشهر من انتهاء برنامجه الدراسي أو حتىّ بعد العودة إلى وطنهم الأم خلال عامين بعد التخرّج."
هذا الالتزام الحكومي بتمديد الفترة التي يمكن خلالها للطلّاب الدوليين البقاء في البلاد للعمل بعد التخرّج موضع ترحيب من قبل الجامعات والتي لطالما حثّت الحكومة على تغيير سياساتها في هذا الصدد.
مع ذلك، تلاحظ فيفيان ستيرن، عضو المجموعة الاستشارية للتعليم الدولي بوزارة التجارة الدولية: "لا نعتقد أنّ فترة حقوق العمل الموسّعة تذهب إلى حدّ بعيد، لكن يجب أن نفعل ما بوسعنا لنشرح للطلّاب المُحتملين في جميع أنحاء العالم أنّ شيئاً جيدّاً قد حدث."
هل قرأت تجربة باسل بالدراسة في بريطانيا والحصول على عمل في دولة خليجية؟
رسائل الترحيب
إلى جانب الإعلان عن فرص العمل الموسعة لما بعد الدراسة، تركّز الاستراتيجية الجديدة على اهتمامات الطلّاب الدوليين فيما يتعلّق بخيارات التوظيف. وتشير الوثيقة إلى أنّ: "ستعمل حكومة المملكة المُتحدّة إلى جانب مؤسسات التعليم العالي والقطاعات الأخرى لتحديد ومشاركة الممارسات الجيّدة في كيفية دعم الجامعات للطلّاب الدوليين بشكل فعّال في التوظيف أو المزيد من الدراسة، هنا في المملكة المتحدّة أو حتّى عندما يعودون إلى بلادهم."
بشكل عام، فإنّ وثيقة الاستراتيجية الجديدة تؤكّد على جعل المملكة المُتحدّة أكثر ترحبياً بالطلّاب الدوليين من جميع النواحي.
اقرأ أيضاً: كم تُكلّف الدراسة في بريطانيا؟
مراجعة سياسات التأشيرة
على الرغم من عدم إدراج أي تغيير في السياسة المُتعلّقة بمنح التأشيرات، فإنّ الوثيقة تُشير إلى أنّه سيتم مراجعة هذه السياسة بحثاً عن تحسينات مُحتملة يُمكن القيام بها: "ستُبقي الحكومة البريطانية على عملية طلب التأشيرة للطلّاب الدوليين قيد المراجعة، بهدف تحسين تجربة العملاء الطلّاب والمؤسسات الراعية لهم. وسيشمل ذلك مراجعة عمليات إجراء المقابلات لضمان تركيزها بشكل مناسب وتقليل أي إزعاج للمُتقدّمين."
بشكل عام يُنظر إلى استراتيجية التعليم الدولي الجديدة على أنّها خطوة في الاتجاه الصحيح واعتراف واضح من الحكومة البريطانية بأنّ قطاع التعليم الدولي ذو قيمة عالية للاقتصاد البريطاني ومصدر فخر كبير للبلاد وصناعة تواجه منافسة عالية من دول مثل كندا وأستراليا وألمانيا.
مع خروج بريطانيا المتوقّع من الاتحاد الأوروبي والمخاوف من تأثير هذا الأمر على تدفّق طلّاب الاتحاد الأوروبي إلى مؤسسات التعليم العالي البريطانية، فإنّ استراتيجية التعليم الدولي الجديدة تُعطي الأولوية لمناطق أخرى عالية القيمة هي: الصين وهونج كونج، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أمريكا اللاتينية، ودول رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان).
ابدأ رحتلك الدراسية في المملكة المُتحدّة عبر هذا الرابط