
حسب مقال نشره موقع "مونيتور إيسف"، تتخلى عدد متزايد من كليات الولايات المتحدة الأمريكية عن طرق التدريس والتعلم المباشرة التي تجبر الطالب على الحضور إلى مقر الجامعة والتواجد مع الأساتذة والطلاب، مما يزيد من فرص الإصابة بفيروس كورونا الجديد.
ويلجأون قدر الإمكان إلى الدورات عبر الإنترنت لمساعدة طلابها على مواصلة دراستهم، فقد قررت هذه الكليات السماح للطلاب الدوليين الذين يتعين عليهم حضور معظم الدروس استبدال ذلك الحضور بتلقي باقي الدروس عبر الإنترنت.
كما أن الأبحاث أظهرت أن 75% من المؤسسات الأمريكية قلقة من قدرتها على تجنيد الطلاب الصينيين بسبب هذا الفيروس، ويظهر الاستطلاع نفسه أن عددًا قليلاً نسبيًا من الطلاب الصينيين كانوا غائبين عن الجامعات الأمريكية في الوقت الذي فرضت فيه الولايات المتحدة قيودًا على المسافرين من الصين.
وفي كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن وهي الولايات التي تم فيها الإبلاغ عن أكبر عدد من حالات كورونا، أغلقت بعض الكليات حرمها الجامعي أو تحولت إلى فصول عبر الإنترنت لبقية الفصل الدراسي لتقليل انتشار الفيروس بين الطلاب.
جامعات إلكترونية
قامت جامعة ستانفورد ومعهد ماساتشوستس للتقنية وجامعة هارفارد بتعليق الفصول الدراسية الشخصية وانتقلت لخاصية التعليم عبر الإنترنت، ويشمل ذلك عمليات إغلاق الحرم الجامعي في هذه الجامعات، بالإضافة إلى جامعة واشنطن، ومعهد ليك واشنطن للتكنولوجيا، والعديد من الكليات الأخرى في منطقة سياتل، وتوسعت عمليات الإغلاق حتى وصلت إلى ولاية نيويورك ومناطق أخرى من الولايات المتحدة أيضًا.
قوانين التأشيرة
ونظرًا لأن الطلاب الدوليين عادة ما يطلب منهم حضور جميع الفصول تقريبًا بشكل مباشر في الأماكن المخصصة للدراسة للحفاظ على التأشيرة الخاصة بهم، فهناك خطط وضعت حديثًا هدفها التخفيف من هذا العبء والانتقال إلى بروتوكول آخر في التعامل، حيث ستقدم الكليات نموذجًا تفصيليًا للطلاب الدوليين لإكمال دوراتهم عبر الإنترنت.
الطلاب المحتملين
بالطبع لا يقتصر اهتمام الكليات والجامعات الأمريكية على الطلاب الدوليين الحاليين فقط، ولكن للطلاب المحتملين أيضًا، الذين لا يمكن الوصول إليهم الآن، فقرروا الابتعاد عن الأساليب التقليدية مثل الزيارات إلى البلدان المستهدفة وإقامة معارض المدارس، ولهذا السبب تعمل العديد من الكليات بجد على استراتيجيات التوظيف عن بعد، بما في ذلك توفير المزيد من المحتوى عبر الإنترنت حول برامجهم الدراسية.
في فبراير 2020، أجرى معهد التعليم الدولي (IIE) مسحًا سريعًا للممثلين المؤسسيين من 234 مؤسسة أمريكية لمعرفة المزيد حول كيفية تعامل الكليات الأمريكية مع حظر السفر المعمول به حاليًا للطلاب الصينيين القادمين إلى الولايات المتحدة، وأجري الاستطلاع في الفترة ما بين 13-16 فبراير.
حاليًا، واحد من بين كل ثلاثة طلاب دوليين في الولايات المتحدة من الصينيين، مما سلط الضوء على المخاطر التي تواجهها الكليات والجامعات في البلاد نتيجة لقيود السفر من وإلى الصين.
والأهم من ذلك، أن المؤسسات التي شملها الاستطلاع تستضيف ما يقرب من 47 ٪ من الطلاب الصينيين في الولايات المتحدة.
دعم المؤسسات التعليمية
وجد الاستطلاع درجة عالية من المشاركة من جانب المؤسسات التي لم يتمكن الطلاب من العودة إلى حرمها الجامعي، حيث قدم العديد منهم دعمًا شاملاً لهؤلاء الطلاب، وأتاح لهم خيارات لمواصلة العمل على دروسهم.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت التقارير إلى أن 40٪ من المؤسسات كانت تعمل مع الطلاب الذين أنهوا دراستهم لضمان قدرتهم على إكمال شهادتهم، وأشارت الدراسات المؤسسات إلى التزام قوي بدعم الطلاب المتضررين من قيود السفر، بحيث أنه في العديد من الحالات كانت المؤسسات تقوم بإنشاء إجراءات مخصصة لكل مجموعة من الطلاب على حدة.
إلغاء اختبار الـ SAT
كما أنه قد تقرر إلغاء اختبار الـ SAT الذي كان من المقرر إقامته في شهر مايو (أيار) المقبل، وهو أحد الاختبارات الأساسية المؤهلة للالتجاق بالجامعات الدولية داخل أراضي الولايات المتحدة الأمريكية بجميع تفرعاتها، فهو أحد الاختبارات التي بدون اجتيازها لا يمكن للطالب الالتحاق بالكليات الأمريكية المختلفة.
وأشارت التقارير إلى أن ذلك جاء بعد وقف الدراسة في العديد من المدارس والجامعات في مختلف المقاطعات والولايات الأمريكية.
حدث كل ذلك في الولايات المتحدة تزامنًا مع بداية ظهور فيروس كورونا فيها بعدد ليس صغيرًا من الحالات، وذلك كإجراء وقائي لعدم تزايد الحالات ومنع اختلاط حاملي الفيروس بالأشخاص الذين لم يصيبهم المرض، ولا زال الوضع غير مستقر، ولا يعرف أي شخص متى سينتهي ذلك لتعود الدراسة بشكل طبيعي في جميع أنحاء العالم، ولكن ذلك يتوقف على طبيعة المرض ومدى انتشاره والسيطرة عليه.
اقرأ أيضًا:
التعليم الجامعي بالولايات المتحدة الأمريكية
لماذا ما تزال الولايات المتحدة الوجهة المفضّلة للطلّاب الدوليين؟
لماذا الدراسة في: ماليزيا, أستراليا, المملكة المتحدة و الولايات المتحدة