
بعد تفشي فيروس كورونا وبعدما أصبح جائحة عالمية تسود دول العالم كله تقريبًا، توقفت الجامعات والكليات وباقي الجهات الدراسية في العالم كله عن العمل واتجهت للدراسة عن بعد، وبعد اقتراب انتهاء الموجة الأولى من انتشار الفيروس، يستعد العالم في الأيام الحالية للعودة للحياة الطبيعية، مع الحفاظ على إجراءات الوقاية في كل أماكن التجمعات، ولما كانت الجامعات هي إحدى أكبر مناطق التجمعات، فيجب على كل جامعة وكلية البحث عن طرق الوقاية الأفضل لحماية الطلاب وهيئة التدريس من هذا الفيروس القاتل، ولذلك سنحاول في هذا المقال استغراض طرق الوقاية التي يجب اتباعها في الجامعات للحد من انتشار الفيروس.
التعقيم المستمر
أول خطوة في إجراءات الوقاية والتي لا يمكن للجامعات أن تعود بدونها هي التعقيم اليومي، والمستمر لفترات طويلة، للحفاظ على الطلبة وحمايتهم من الأسطح التي قد تحمل الفيروس من المريض المصاب، وذلك لأنّ الأسطح هي أكثر ما ينقل المرض بعد التعرض المباشر للمريض، وذلك بالطبع سيساهم في الحد من انتشار المرض والحفاظ على العملية التعليمية والجامعة غير معرضين للتوقف بسبب ظهور بعض حالات كورونا بين الطلاب، كما أنّها وسيلة حماية أيضًا للأساتذة الذي يكون معظمهم من كبار السن المعرضين بشدة للجانب الأخطر من فيروس كورونا.
زيادة أدوات التطهير والنظافة
كما أنّه يجب على الجامعات في الفترة القادمة أيضًا زيادة الميزانية الخاصة بأدوات التطهير والتعقيم والنظاقة، والاهتمام بأدوات النظافة الشخصية مثل الصابون والمناديل والمتاحة للطلاب والأساتذة، فيجب على الجامعة أن تبدأ بنفسها تشكيل الوعي الطلابي لدى النظافة الشخصية بالشكل والطريقة الصحيحة التي تحمي من تواجد الفيروس على الأسطح والأيادي، ويجب أيضًا أن تساعد الجامعة الطلاب على انتشار الكمامات والقفازات الحامية من الفيروسات، وإتاحتها في الجامعات بشكل كبير، وذلك للحفاظ عبى صحة الطلاب وأعضاء هيئات التدريس.
إجراءات الوقاية
كما أنّه يجب على الجامعات تطبيق بعض الإجراءات الوقائية لحماية المترددين عليها، مثل إتاحة الكمامات، والتوعية بمخاطر الفيروس، والتوعية بالطرق الصحيحة للمسافات الآمنة بين الطلاب التي تمنع انتقال الفيروس، وبالطرق الصحيحة لغسل الأيدي والتعقيم والتطهير الشخصي، وأيضًا إتاحة الكحول المعقم، والحرص على قياس درجات الحرارة للطلاب وأعضاء هيئات التدريس بشكل يومي أو شبه يومي، والكشف وإجراء التحاليل اللازمة للشخص المشتبه في إصابته بالفيروس، وذلك يستدعي أيضًا إتاحة أجهزة الكشف الحراري واختبارات الفيروس في كل الجامعات لدى المتخصصين.
التباعد الاجتماعي
ويجب أيضًا الاهتمام بالتباعد الاجتماعي بين الناس، سواء الطلاب أو هيئة التدريس أو أثناء تعاملهم مع بعضهم، ونشر التوعية بأهمية التباعد الاجتماعي والإجابة على بعض الأسئلة التي تخص التباعد مثل أن يعرف الطالب ما هي المسافة الآمنة بينه وبين زملائه وباقي المعلومات الطبية التي يحتاجها الطالب، كما أنه يمكن تقسيم المحاضرات للطلاب على فترتين في مكانين مختلفين، بحيث يقل عدد الطلاب في المحاضرة، وذلك للحفاظ على المسافات الصحيحة للتباعد الاجتماعي دون خلل.
استخدام التكنولوجيا
بعد أن ظهرت جائحة كورونا اعترف العالم كله بأهمية استخدام الإنترنت في الدراسة عن بعد، ولذلك يمكن للجامعات تحضير بعض الدروس التي لا تحتاج إلى تواجد الطالب في الجامعة، وتكون عن طريق بث مباشر على الإنترنت، وذلك له العديد من الوسائط التي يمكن ان تتيح ذلك دون التأثير على العملية التعليمية، وذلك للحد من الاختلاط بين الطلاب وبالتالي الحد من انتشار فيروس كورونا.
الوعي الطلابي
يجب أيضًا الاهتمام من قبل الجامعة بالوعي الطلابي لخطورة فيروس كورونا، والأهمية القصوى لإجراءات الوقاية والسلامة، حيث أن الكثير من الطلاب لا يعرفون الأهمية الكبيرة لهذه الإجراءات، ولا يعرفون التأثير الواسع الذي يمكن أن يسببه حامل المرض في الفترة التي تسبق ظهور الأعراض عليه، ولذلك يجب على هيئات التدريس وإدارات الجامعات، بالتعاون مع المستشفيات الجامعية وكليات الطب، أن يتيحوا للطلاب المعلومات الكافية التي تزيد من وعيهم، وعلى أعضاء هيئة التدريس أيضًا أثناء المحاضرات شرح المعلومات التي تزيد من وعيهم تجاه الفيروس في فترات المحاضرات.
وعي الأساتذة
وتلك الفقرات من الشرح أثناء المحاضرات تستلزم اهتمام إدارات الجامعات والكليات بزيادة وعي أعضاء هيئات التدريس أنفسهم، وذلك حتى يزداد اقتناعهم بخطورة المرض وأهمية الحفاظ على الإجراءات الوقائية، وزيادة إيمانهم بما يقولونه للطلبة ليشعر الطلبة بالأزمة وأهمية الحلول المطروحة، فيجب أن يشعر الطالب أنه من الواجب عليه أن يتخذ إجراءات الوقاية، وأن يفهم من معلمه أن هذه الإجراءات ليست اختيارية، وذلك للحفاظ على صحته، وصحة زملائه، وصحة معلمه نفسه وذلك حتى لا يتكرر نفس التأثير الحادث الآن.
اقرأ أيضًا:
كيف سيؤثر فيروس كورونا على دراسة الطب حول العالم؟
ماذا سيحدث في الجامعات بعد عودة الدراسة؟
5 فرص للتطوع من المنزل عبر الإنترنت