
من المتعارف عليه أن أي ارتباك في أنظمة الطعام والمشروبات التي تدخل الجسم بشكل يومي تُحدث تغييرًا في آلية العمل التي يسير بها الجسم والعقل، وهذا بالطبع يحدث بشكل كبير في رمضان في أوقات الصيام. والصيام يعتبر من أكبر المؤثرات على الذهن لما يسببه من ارتباك في أنظمة الجسم. ولذلك فإن الكثير من الطلاب تواجههم مشكلة عدم التركيز وعدم القدرة على المذاكرة بالمستوى الذي كانوا عليه قبل رمضان، ولكن لماذا وكيف يؤثر الصيام على الذهنا، وهل تأثير الصيام على الذهن كله سلبي أم له جانب إيجابي؟
السكر
السكر هو العنصر الأساسي الذي يمد العقل بالطاقة، وأي خلل في كميات السكر التي تدخل الجسم سيحدث ارتباكًا في الطاقة التي تذهب إلى المخ، وبالتالي ستتأثر الإنتاجية التي ينتجها العقل والتي اعتاد عليها بشكل يومي، ولذلك فإن عنصر السكر هو أكبر العناصر التي تحدث المشاكل في الجسم أثناء فترة الصيام، وللتغلب على هذه المشكلة يجب تعويض كميات السكريات التي تدخل الجسم في اليوم كله في ساعات الإفطار فقط، حتى لا يتأثر العقل ولا تقل الإنتاجية.
من منا لا تساعده المنبهات مثل القهوة بجميع أنواعها والشاي بجميع أنواعه وبعض المشروبات الغازية المخصصة لإمداد الجسم بالطاقة أيضًا، من منا لا تساعده هذه المشروبات في إكمال عمله أو مذاكرته، وبالطبع نسبة تناول هذه المشروبات تقل بنسبة كبيرة في رمضان، فكل المواظبين على هذه المشروبات بالطبع قد شعروا بذلك الصداع الضخم في أول أيام الصيام، وذلك بسبب قلة عنصر الكافيين الموجود في الجسم عن المعدل الطبيعي، وحل ههء المشكلة هو تناول مشروبات الكافيين تلك في أوقات الإفطار، ولكن دون زيادة كبيرة، حتى لا يتضرر الجسم أضرار كبرى، مثل ارتفاع ضغط الدم.
تحفيز وظائف المخ
الصوم لديه قدرة كبيرة على صحة الدماغ، فالصيام يعزز من نمو الخلايا العصبية والوصلات العصبية بينهما، ويساعد في الانتعاش، ويحول الجسم دون الإصابة بالسكتة الدماغية أو إصابات الدماغ الأخرى، كما أنه يعزز من أداء الذاكرة بأجزائها، ولذلك فإن على الجانب الآخر فإن الصيام كما أن له بعض التأثيرات السلبية على المخ فإن له أيضًا الكثير من التأثيرات الإيجابية على المخ، وعلى كل طالب أن يبحث وراء هذه التأثيرات ةيستغلها لصالحه لتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستفادة من الصيام والإفطار.
زيادة الحدة العقلية
وعلى الجانب الآخر فإن بعض الأبحاث قالت أن النشاط العقلي يزيد عند الشعور بالجوع وينخفض عند الشعور بالشبع، وهذا لأن الحواس تصبح مفرطة في التأهب ولذلك تزداد الحدة العقلية لدى الشخص، كما أن هذه الدراسات قالت أن حدة العقل لا تنخفض مع الصيام، فإن الصيام لديه تأثير تنشيطي للدماغ، ولديه تأثير على نمو الخلايا العصبية الجديدة من الخلايا الجذعية حيث يؤثر علي أجزاء كبيرة من الدماغ ويلعب دور في تنظيم الشهية، وعمليات تنظيم القلب والجهاز الهضمي.
زيادة الإنتاجية
قالت بعض الأبحاث أن الجوع يوفر دفعة قوية من الطاقة لإنجاز العمل وهذا لأن الجوع يحتاج إلى التركيز في الأمر الذي يقوم به الجسم حتى ينجزه، وهذه ميزة كبيرة في شهر رمضان، فطوال اليوم تزداد الإنتاجية، سواء في فترة الصيام التي تزداد فيها الإنتاجية بسبب الجوع، أو في فترة الإفطار بسبب الطاقة الكبيرة التي تدخل الجسم بسبب الأطعمة والشمروبات المختلفة التي تدخل الجسم في الإفطار، ولكن للحفاظ على الذهن يجب الفصل بين مجهود ما قبل الإفطار وما بعده، وذلك يجب أن يحدث في آخر ساعات الصيام التي تصل فيها طاقة الجسم لأقل مستوياتها.
إنتاجية بعد الإفطار
كما أن الصيام يقطع الكهرباء عن العقل في آخر ساعاته، بسبب أن الجسم تقل فيه الطاقة بشكل كبير ويحتاج إلى الطعام والماء، وعلى العكس تمامًا فإن ساعات ما بعد الإفطار هي أكثر ساعات الجسم إنتاجية، بسبب أن الجسم يكون في أفضل حالاته بعدما حصل على الطعام والماء والسكر والكافيين الكافيين وأكثر، ولذلك ففي رمضان يظهر مصطلح إنتاجية بعد الإفطار، وهو يدل على الفترة التي يستغل فيها الجسم تلك الطاقة الداخلة إليه فجأة وتحويلها لطاقة ذهنية تصلح للعمل أو المذاكرة، وهي أكثر الفترات التي يجب على الطالب المذاكرة فيها، أو على الموظف العمل بها.
اقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك: لا تنسى هذه الأشياء أثناء تحضير حقيبة السفر
فريق العمل داخل الدراسة.. نعمة أم نقمة؟
أفضل 10 جامعات في العالم لدراسة الصحافة والكتابة