دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الكونجرس الاميركي لإتخاذ خطوات تعمل على تسهيل العمل للطلاب الدوليين المقيمين على الأراضى الامريكية بعد تخرجهم ، كجزء من مجموعة كبيرة من الإصلاحات المقترحة فى نظام الهجرة والإقامة ، بهدف تعزيز الإقتصاد والامن القومي..
الدعوة جاءت من خلال الخطاب المتلفز الذي ألقاه فى ذكري حالة الإتحاد ، وشاهده حوالي 37,8 مليون مواطن ، والذي أكد فيه أن القوانين الحالية تجعل من الصعب على الولايات المتحدة أن تظل مركزاً لجذب المتميزين والأكاديميين الأجانب ، بسبب صعوبة عثورهم على وظائف فى الشركات الامريكية بعد التخرج، مما يعد تهديداً مباشراً على الإقتصاد الأمريكي..
وأضاف اوباما :
" بمجرد أن يحصل الطالب الدولي على درجة اكاديمية مرموقة من إحدى جامعاتنا المتميزة...نرفض بقاءه هنا ، ويعود الى بلاده ليبتكر وينتج منتجات جديدة ، ويخلق فرص عمل جديدة بهذه الدرجة التى حصل عليها من عندنا !..هذا مرفوض تماماً ولا يوجد مايبرره على الإطلاق "
وقد صرحت مؤسسة " NAFSA " أكبر المؤسسات الأمريكية المتخصصة فى التعليم الدولي ، أن هذا التصريح يعد بداية مبشّرة تجاه إعادة النظر في نظام الهجرة والإقامة الامريكية ، ويعد بمثابة إستئناف للحوار الوطني حول إصلاح هذا النظام..
وقد عقّب أورسولا أوكس ، احدى مدراء العلاقات الإعلامية والاتصالات الاستراتيجية على هذا التصريح قائلاً :
" نحن نثني بشدة على الرئيس أنه قام بتذكير الكونجرس والشعب الأمريكي ، ان الإصلاح الشامل لنظام الهجرة هو الشيئ الأساسي الذي يجب أن يتم القيام به فى المستقبل القريب..فنحن لدينا الكثير من العمل الشاق من أجل اصلاح قوانين الهجرة لدينا "
في العام 2009 ..مابين النصف والثلثين فى جميع شهادات الدكتوراة التى تم منحها من خلال الجامعات الامريكية فى مجالات : العلوم ، التكنولوجيا ، الهندسة ، الرياضيات..ذهبت الى الطلاب الدوليين ، وفقاً لأحد الأبحاث المؤكدة في هذا الشأن...ومع ذلك ، تفرض النظم والإجراءات على الطلاب الحاصلين على هذه الدرجات الأاكاديمية المبهرة ، أن يجتازوا برنامجا عملياً للتدريب ، يسمح للطلاب الاجانب بالعمل لمدة عام واحد فقط بعد الحصول على شهاداتهم الاكاديمية ، بشروط تقيّد استمرارهم فى التواجد على الأراضي الأمريكية بعد انقضاء العام..
إصلاحات تدريجية :
ومع النقص المستمر فى اعداد الخريجن الامريكيين فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ، قامت الحكومة بتعديل برنامج التدريب ، والمدة التى من المسموح للطلاب الدوليين الإقامة من خلالها على الأراضي الامريكية بعد التخرج الى 17 شهراً ، إلى جانب إطلاق مشروع : إدرس في أميركا ، كخطوة أولى لتسهيل عملية إستخراج التأشيرات الدراسية للطلاب الدوليين الذين يرغبون فى الدراسة بالولايات المتحدة..
وقد نادى السيناتور الديموقراطي مايكل بينيت لاستخراج بطاقات " جرين كارد " لتسهيل الإقامة للطلاب الدوليين المتميزين وذوي المهارات العالية.
ولكن ، وفي خلال خطاب أوباما ، أكد ان الإصلاحات التى سيتم اتخاذها فى قوانين الهجرة ستكون تدريجية وبطيئة – وهذا هو محل الخلاف - ، في ضوء الجمود السياسي الذي تشهده واشنطن فى الفترة الأخيرة قبل الإنتخابات الرئاسية..
وتؤكد مؤسسة " NAFSA " أن التغيير الإيجابي السريع يمكن تحقيقه إذا استمر الضغط على الكونجرس للمضى قدماً فى إصدار تشريع بالبدء فى هذه الإصلاحات ، خاصة أن استطلاعات الرأي أظهرت ترحيب الأمريكيين باستمرار تدفق المهاجرين على الاراضي الأمريكية ..وتشدد أورسولا أوكس على حقيقة ان خصوبة الولايات المتحدة وتميّزها الأكاديمي والتكنولوجي العالمي ، قام على اكتاف الطلاب الاجانب بصفة أساسية.
وقد ركزت الأبحاث على المساهمات الضخمة الذي حققها الأجانب للإقتصاد والنهضة الامريكية منذ نشاتها. فوفقاً للمؤسسة الوطنية للسياسة الامريكية ، كان للمهاجرين الفضل فى تأسيس نصف عدد الشركات الخمسين الأولى الكبرى في أمريكا ، إلى جانب مساهمتهم في خلق 150 وظيفة عمل إضافية فى كل شركة من الشركات التى أسسوها.
للمزيد من المعلومات :
لماذا الدراسة في الولايات المتحدة؟
كيفية القبول للجامعات الأمريكية
الولايات المتحدة..وجهة دراسية أساسية للطلاب الدوليين
دراسة الماجستير و الدكتوراة في أمريكا | معايير القبول و دورات الإعداد