
بعد تخرج الطلاب المغتربين من جامعاتهم على مستوى العالم، خاصة المتفوقين منهم، يتاح لبعضهم فرص العمل والاستقرار وتكوين حياة جديدة في البلد التي اغترب فيها دراسيًا، ورغم تجاوز مشكلات اختلاف الثقافات والحياة الاجتماعية على مدار أعوام الدراسة إلا أن السؤال يظل قائمًا في نفس هذا الخريج الجديد، هذا السؤال هو هل أستقر في هذا البلد الغريب لأستكمل ما بدأته منذ سنوات؟ أم أعود إلى وطني لأحاول أن أجد عملًا يدر علي الدخل الكبير نظرًا لدراستي في الخارج؟ ولإجابة هذا السؤال يجب أن يجيب الخريج الجديد على بعض الأسئلة الأخرى.
أين الفرص الأفضل لمجالك؟
أول ما يجب أن تصعه في حسبانك هو التفكير العميق في المكان الذي يحتوي الفرص الأكثر للمجال الذي درسته وتخرجت فيه، فالفرص الكثيرة تعني ضمان العمل المستمر، فحتى لو توقف عملك في مكان ما لأي سبب وقتها ستجد غيره بكل سهولة ويسر، والمكان الأفضل من هذه الجهة يكون له الأولوية في الاختيار دومًا، لأن به الفرصة الأكبر للعمل والتطور والنجاح.
أي بلد بها البيئة الأفضل للعمل؟
بالطبع هناك اختلاف كبير بين بيئة العمل بين البلاد والمجتمعات المختلفة، ويجب أن تفكر أيضًا في بيئة العمل التي تناسبك وتفضلها، ويمكن أن تعرف أكثر عن بيئة العمل سواء في بلدك الأم أو البلد التي تلقيت فيها تعليمك من خلال سؤال من هم أكثر منك خبرة، ومن سبقوك في العمل في المجتمعين، ويجب أن تحدد من إجابات ذوي الخبرة هؤلاء الأنسب لك لتتبعه وتضعه في ذهنك قبل أن تختار وجهتك القادمة.
أي مكان سيكون النجاح والتطور فيه أسرع؟
عندما تفكر في العمل يجب أن تفكر في التطور والنجاح، فهما العاملان الأساسيان لضمان العمل الكثير والمربح، ولتحقيق الذات في المجال الذي درسته أيًا كان شكله ونوعه، وكل سوق عمل يختلف عن الآخر في هذه النقطة، ولذلك يجب أن تفكر في البلد والمكان الذي يمكنك أن تحقق فيه ذلك بشكل سريع وفعال، وأن تختار بيئة العمل التي ستتيح لك ذلك، لأن النجاح لا يتوقف عند نقطة معينة، فقط اختر ما يستمر نجاحك وتطورك فيه وضع هذه النقطة دائمًا في حساباتك أثناء الاختيار.
أي البلدين بهما علاقاتك الاجتماعية والعملية الأفضل؟
لا نجاح في العمل دون علاقات، سواء كانت علاقات اجتماعية على المستوى الشخصي، أو علاقات مهنية عملية تخص العمل داخل مجالك، فالعالاقات هي ما تضمن لك تسويقًأ شخصيًا ناجحًا، وتضمن لك أيضًا ذكر اسمك باستمرار داخل أماكن العمل المختلفة، وتضمن لك ترشيحك للعمل دومًا، حتى أنه يمكنك أن تصيبك الحيرة من كثرة الفرص التي تأتيك بسبب هذه العلاقات، ولأهمية هذا العنصر يجب أن تبحث عن المكان الذي تضمن فيه تلك العلاقات بشكل موسع، وتبحث دائمًا عن تطويرها حتى تضمن نجاحك وتنقلك الآمن في الوظائف الخاصة بمجالك.
أين تضمن راحتك النفسية؟
كل ما سبق يشترط عليك الراحة النفسية، فبدون وجودك في بيئة عمل ومكان ترتاح فيه نفسيًا لن تجد راحة حتى ولو ليوم واحد، ولذلك فالراحة النفسية عنصر يجب أن تفكر فيه جيدًا، وأن تبحث عنه باستمرار، لأنك إذا ضمنته ضمنت معه النجاح الآمن دون أي معوقات نفسية، وضمنت معه التعامل الجيد مع كل شركائك في العمل وباقي فريقك، والأهمية الكبرى لهذا العنصر تأتي بسبب أن عدم وجوده يلغي كل ما قلناه من قبل، ويمنعك عن تحقيق أي شيء يذكر، لذلك ابحث في المقام الأول عن المكان الذي ستجد فيه راحتك، سواء أن كان بلد معين، أو مؤسسة بعينها.
أين ستكون حالتك المادية والاجتماعية أفضل؟
لا يمكن أن ينكر أي شخص أنه يعمل دون البحث عن المال، المال هو ما يضمن حياة اجتماعية ومادية رغيدة، لك ولأسرتك التي تريد تكوينها في المستقبل، والبحث عنه ليس عيب وليس بشيء خاطئ، بل هو مشروع ومهم جدًا إذا وضعت في الاختيار بين بلدين، فوجود هذا العنصر سيهون عليك الاغتراب والابتعاد عن بلدك إذا وجدته خارج وطنك، وسيسهل عليك فكرة الرجوع للوطن إذا أتيح لك داخل بلدك، لذلك فكر في العائد المادي باستمرار، ولا تخجل من أن تترك عملًا وتبحث عن آخر فقط بسبب المال، لتضمن أسوبًا ثابتًا لحياتك الاجتماعية والمادية.
أين تريد أن تكون أسرتك؟
من الطبيعي أن تفكر بعد التخرج وبدء العمل في الزواج وتكوين أسرة، ويجب عليك أن تفكر في هذا العنصر بعد التخرج مباشرة، يجب أن تفكر في المجتمع الذي تحب أن يكبر فيه أطفالك بشكل سوي وسليم، وأن تختار القواعد والأخلاق التي تريد أن ينشئوا عليها، وأن تختار المجتمع الذي يتيح هذه القواعد، وهذا التفكير سيساعدك في اختيار المجتمع الذي يمكنك العيش فيه كما تحب، وكما تحب أن تعيش أسرتك في المستقبل.
في النهاية يجب أن ننوه أنه لا يمكن أن تتحد كل هذه العناصر في مكان واحد، ولكن اجعل اختيارك يكون لمجتمع وبلد تتوافر فيه العديد من هذه العناصر بقدر المستطاع، واعلم أن التفكير في هذه الأسئلة بشكل عميق يمكنه أن يضمن لك كل حياتك المستقبلية بكل جوانبها.
اقرأ أيضًا:
كندا تُخطّط لاستقبال مليون مهاجر جديد خلال السنوات الثلاث القادمة